الكتاب

لجين بهكلي تكتب عن | المشاريع التجارية

يعرف المشروع بأنه نشاط يقوم به الفرد ويكون مقيّداَ بفترة زمنية معينة، من أجل تقديم منتج أو خدمة لتحقيق غرض مقصود، ويستخدم لتنفيذ فكرة عن بعض الموارد الرئيسية؛ كالموارد المالية والمعرفية وكادر العمل، كما أنه يحل المشكلات المجتمعية، وتنفق فيه الأموال للحصول على منافع خلال فترة متفق عليها.ولابد لصاحب المشروع أن يحدد الهدف قبل اتخاذ أي إجراء كأن يحد من مشكلة البطالة المتفاقمة، يحقق الربح المالي، يساهم في استيعاب قوة عمل كبيرة، يوفر العديد من السلع والخدمات التي تلبي احتياجات المجتمع، وأن يطوّر ويستغل الموارد الطبيعية والبشرية المحلية وذلك سيعزز الإنتاج الوطني، أيضاَ يدمج ويفعّل دور المرأة في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية مما يعزز دورها الريادي والاجتماعي. ونظراً لأهمية هذه المشاريع أخذت معظم الدول النامية تركز الجهود عليها، حيث أصبحت تشجع إقامتها، وخاصة بعد أن أثبتت قدرتها وكفاءتها في معالجة المشكلات الرئيسية، وعلى أساس نجاحها أصبح بإمكاننا تحديد مميزات لها كأن يكون مالك المنشأة مديرها، تمكّن الفرد من تطوير مهاراته، الارتقاء بمستويات الادخار والاستثمار لدى الفرد، توفر بيئة عمل ملائمة حيث يعمل صاحب المشروع والعاملون جنباً إلى جنب لمصلحتهم المشتركة، تعتبر الجذور الأساسية للمشروعات الكبيرة. ومع نمو وتطور قطاع المشاريع في كافة أنحاء العالم، إلا أنها تواجه مجموعة من المشاكل، وقد تكون مختلفة من منطقة لأخرى ومن قطاع لآخر، ولكن هناك بعض المشاكل التي تعتبر موحدة ومتعارف عليها في كافة أنحاء العالم كافتقارها إلى الهيكل الإداري، كلفة المشروع المقترح وحاجته لدخل مادّي عالي، ضعف البنية الإدارية والتنظيمية والقانونية والتسويقية، غياب الخطط الاستراتيجية. يكمن سبب اختياري للكتابة عن هذا الموضوع وجود الكثير من الذين يفشلون في بدايات مشاريعهم بسبب عدم وضع أفكار وخطط مسبقة له، وغالباً ما يعتقد البعض بسهولة الدخول في مشروع جديد ويكتشف فيما بعد المعوقات ويصعب عليه اجتيازها فيصاب بالإحباط مما يترتب على ذلك فشل المشروع.

معايير المشاريع الصغيرة

 

لا يمكن التوصل لتعريف محدد وموحد للمشاريع الصغيرة ويختلف مفهومها من دولة لأخرى وفقاً لإمكانياتها وظروفها الاقتصادية والاجتماعية مثل: عوامل الإنتاج، نوعية الصناعات الحرفية التقليدية، الكثافة السكانية، مدى توفر القوى العاملة، درجة تأهيلها، المستوى العام للأجور والدخل وغيرها من الجوانب الاقتصادية والاجتماعية التي تحدد ملامح وطبيعة الصناعات القائمة فيها.

 

وقبل البدء بالمشروع عليك تحديد رأس المال اللازم له، أما إذا كنت لا تملك رأس مال كافي يمكنك اللجوء لبعض المشاريع التي لا تحتاج لرأس مال وإن لزمت فأنت بحاجة للقليل من المال مثل: المدونات، متجر على الانترنت (الانستقرام)، المشاركة في الأبحاث، الكتب الإلكترونية، البيع على موقع ايباي Ebay، بيع الصور الفوتوغرافية.

وعند البدء بمشروع جديد لن تحتاج لأيدي عاملة في بادئ الأمر ولكن مع مرور الوقت ونجاح المشروع يصبح من الضروري وجود أيدي عاملة تسهم في بناء المشروع ونجاحه أكثر، لذلك يجب اختيار عاملين ذو كفاءة وخبرة عالية لإرضاء العملاء، فيجب عليك بالمقابل معاملة موظفيك كما تحب أن يعاملوا عملائك، وأن يكون مرضياً وجيداً، وأن تكون معاملة الإدارة للعاملين محترمة حافظة للكرامة الإنسانية بغض النظر عن ثقافته الدينية أو العرقية.

بعد ذلك يجب أن تهتم بالجوانب والمقومات التي تساعد على زيادة مبيعات مشروعك وتحسين أرباحه، معرفة رغبة وحاجة العملاء الحاليين، التأكد من وجود تميز داخلي في كافة نواحي سلعتك، التركيز في الإعلانات والحملات الترويجية على المنافع والفوائد التي سيحصل عليها العملاء عند شرائهم منتجاتك، معاملة العملاء الجدد على أنهم عملاء دائمون، التواصل مع العملاء بعد بيع المنتج والاطمئنان عليهم وعلى المنتجات.

 

وهذه الأساليب قد تمت تجربتها وعرضت من قبل الكثير من الشركات وأثبتت فاعلية كبيرة وساعدت على زيادة مبيعات وأرباح الكثير من الشركات، كذلك اتجه الكثير من المتخصصين والباحثين في علوم التسويق والإدارة إلى كتابتها في مؤلفاتهم وأبحاثهم، لذلك لا تتردد في تطبقيها.

كيف تختار نوع واسم مشروعك؟

 

إن الذكاء يكمن في اختيارك لنوع مشروعك الذي يتميز بقوة أسعاره ومرونة الطلب عليه من قِبل المستهلكين، فعندما تزيد الأسعار بنسبةٍ ما، فإن عزوف المستهلكين عن شراء منتجاتك أو خدماتك يكون أقل بكثير من نسبة الزيادة في أسعارك.

لذلك يجب عليك تجنب الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الكثير من المبتدئين عند اختيارهم مشروعاً ما، لذا عليك اختيار المشروع الذي يناسبك ولديك الرغبة في ممارسته، ويجب ألا تنتابك العجلة في عملية الاختيار، بل تعطي نفسك وقتاً كافياً تراجع فيه أفكارك وتحللها بكل دقة حتى توفق في اختيار أفضل مشروع يتفق مع رغباتك وطموحاتك، وفي النهاية تحقق أهدافك.

فعليك أن تختار المشروع الذي يسهل عليك ممارسته دون القفز بسرعة وبخطى واسعة نحو تقليد الغير أو الشهرة، وإنما تختار المشروع ذو المكاسب الاقتصادية المتوقعة على المدى البعيد، وابتعد عن الرؤية الضيقة والمحصورة في المنظور القريب، بل تعداها إلى المنظور البعيد لتعرف ما الفكرة التي ستحقق لمشروعك معدلاً من النمو سنوياً.

وبعد الانتهاء من اختيار نوع المشروع ابدأ بالتفكير باسم مناسب له، وتعد عملية اختيار الاسم واحدة من العمليات المعقدة التي يمكن أن تواجهك شخصياً عندما تعمل على انشاء مشروعك الخاص، فمن الجيد أن تعرف أنه إذا تم اختيار اسم غير ملائم للمشروع الصغير فإنه سيلحق به أضرار بالغة مثل: فشل الحملات التسويقية، انخفاض المبيعات والأرباح، خسارة العملاء لصالح المنافسين، وعلى العكس تماماً إذا تم اختيار اسم مناسب وجذاب فإنه سيعود بالنفع على المشروع.

ومن النصائح التي سأعرضها عليك لتسهيل مهمة اختيار اسم للمشروع، ألا تسمي مشروعك باسم صفة ضعيفة أو ليس لها تأثير قوي، يجب التأكد من أن اسم المشروع صالح ليصبح علامة تجارية،  لا تختار كلمات صعبة النطق لأنها ستكون صعبة الكتابة، اختر اسم يشير إلى نوع عملك الذي تقوم به، عليك تصميم شعار “logo  ” الذي اخترته ويجب أن يكون جذاباً، لا تتعجل في اختيار اسم المشروع ولا تدع صبرك ينفذ، فمشروعك الجديد مثل مولودك الجديد، إن اخترت له اسم جميل ومعناه لطيف فإن من حولك سيعجبون به، وكذلك هو الحال مع المشروع إن اخترت له اسم مناسب وجذاب فإن العملاء سيعجبون به و سيرتبطون به، وبالتالي ستتمكن من انشاء علامة تجارية ناجحة وكذلك ستتمكن من عمل حملات تسويقية ناجحة ومؤثرة وهذا ما سيعود عليك بالربح.

الجدوى الاقتصادية

وتعرّف بأنها عبارة عن عملية جمع المعلومات ودراستها عن مشروع مقترح ومن ثم تحليلها لمعرفة إمكانية تنفيذه، وتقليل المخاطر وربحية المشروع، وبالتالي يجب معرفة مدى نجاح هذا المشروع أو خسارته مقارنةً بالسوق المحلي واحتياجاته، ومن ثم توقع قدرة الشركات على البقاء كشركة أعمال ربحية خلال فترة محددة من الزمن.

وهكذا فإن لدراسة الجدوى الاقتصادية أهمية كبيرة حيث أنها تسعى لاتخاذ قرار بشأن قبول أو رفض الاستثمار فيها، إضافةً للتوصل إلى إجابات محددة عن عدة عوامل تتعلق بالمشروع المتوقع اقامته، تساعد للوصول إلى أفضل تخصيص ممكن للموارد الاقتصادية، تعرض منظومة كاملة عن بيانات المشروع وتحليلها بصورة تساعد المستثمر على اتخاذ القرار، تضع خطة أو برنامج لتنفيذ المشروع وتحدد أسلوب إدارة المشروع، التفكير في طرق وبدائل مختلفة، تعتبر من أهم الأدوات التي يستعين بها متخذ القرار الاقتصادي.

وهناك خطوات لعمل دراسة جدوى اقتصادية هي: اختار السلعة التي ستبيعها، اعرف هل سيشتري الناس سلعتك، قرر كيف سيعمل مشروعك الصغير، احسب تكاليف المشروع الثابتة والمتغيرة، قدّر دخل المشروع من المبيعات.

إذاً هل علمت لما عليك إعداد دراسة الجدوى لمشروعك؟

للتأكد من نجاح المشروع، وأن لديك الموارد المالية، وأن لديك المهارات والخبرات الكافية.

أخيراَ، هناك إرشادات أثناء إنجاز دراسة الجدوى منها وصف مشروعك المقترح، معرفة حجم سوقك ومبيعاتك، توزيع الأدوار على الكادر الوظيفي وتنظيمه، توافر احتياجات المشروع.

وأحب أن أنوه عن كتاب يفيد أصحاب المشاريع المبتدئين (84 نصيحة عملية للبدء بمشروع ريادي ناجح) للكاتب (خالد سليماني).

 

 

_________________________________

لجين رياض بهكلي

الجبيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى