ما هي المحبة الحقيقية؟

بقلم | جواهر العامري
لا أحد ينتظر أن أعرف له الحب؛ لأن العارف لا يُعرَّف ، ولكن هناك من لا يدرك تفاصيله الدقيقة التي يكمن بها، فيكن في قشورها، ولا يرى جماله الحقيقي، الحب هو العطاء بصدق ظاهر أو خفاء، الحب أن أرفع يدي وأدعو لك من كل قلبي، أن أتصدق في خفاء عنك بأن يصرف الله عنك كل شر وسوء، أن أعفوا عن خطأ بدرا منك وأربت بيدي على كتفك وأقول ( لا تثريب عليك يا حبيبي/تي)، أن الحب عاطفة ورحمة وإحسان.
ومن المقدس في الحب أن احترمك في غيابك كما في حضورك، لا غيبة ولا نميمة ولا بهتان، أن أصون العهد، عهد النظرة التي تراني بها وأراك بها. فتصور أن أنظر إليك بكل حب وتقدير واحترام وإذا أدرت كتفك اغتبتك وضحكت واستهزأت بك!!، يا لبشاعة الموقف والكلمات.
يحكى ويشهد على أن لمثل هذه المواقف تظهر الأحقاد والضغائن، وتغلق أبواب الوصل، وتبدأ فصول الهجر والنكران، أين هو الحب والخلاص والإحسان!؟، لماذا نؤذي أنفسنا والأخرين. نعم نحن نؤذي أنفسنا حين نغتاب ونبهت ونكذب في مشاعرنا، فكل ذلك عند الله لا يظل ربي ولا ينسى، لماذا نؤذي الآخرين الذين وثقوا بنا وأحبونا بصدق، لماذا نحرمهم وصلنا وحاجاتهم إلينا، لماذا؟!!
أثق ثقة تامة أن من يحبك يظلك بروحه، لا يؤذيك بسوء ظنه، أو بلسانه، أو بأي شيء يعلم يقين أنه يؤذيك، الحب أن تعطي دون أن تنتظر الرد، وأن تبادر دون أن تنتظر القدوم، وأن تفرح لفرحه، وتحزن لحزنه، أن تشعر به، نعم نعم، تشعر به وبكل ما يؤلمه، الحب باختصار أن تكون ” إنسان””.
وهذا الحب الحقيقي الذي يكون أولًا في العائلة بكافة أفرادها، ثم الأرحام، والأصدقاء، ومن تجمعهم حب وأخوة صادقة في الله، اللهم حبًا صادقًا نقيًا لا يشوبه أذى ولا ضر..
ومضة..
من تجارب حياتية عدة تعلمت أن لا أثق في نمام مغتاب حتى لو كان قريب الدم؛ لأنه كما طعن فيهم أمامي أو في مسمعي، سوف يفعلها بي تماماً، وقد رأيت تقلب الوجوه، وتغّير النفوس، وتقلب الأوضاع، وهذا كله بسبب القيل والقال والذي أغلبه قسماً بمن أحل القسم بهتانًا، وسوء ظن، وحسبي الله ونعم الوكيل، تعلموا كيف تقفلون الأفواه النمامة المغتابة؛ لأن المؤمن لا يلدغ في جحره مرتين، ولأن هذا الأمر يزرع الضغائن والأحقاد، ويغير النفوس حتى لو كانت من الدم، ولأن في نهاية المطاف ستذهب كل نفس إلى خالقها، وسيسقى كل ساقٍ بما سقى، في حياته وبعد مماته.