منتدى القطيف الاستثماري يكشف عن فرص واعدة في السياحة والاقتصاد

انطلقت اليوم أعمال منتدى القطيف الاستثماري، الذي سلط الضوء على الفرص الواعدة في مجالات السياحة والاقتصاد، واستعرض خلال الجلسة الأولى من المنتدى مؤشرات نمو وتطور الاستثمارات في المحافظة، على نحو يشمل الكثير من القطاعات الخضراء والزرقاء، فضلًا عن الاستثمار في السياحة والآثار والرياضة.
وأكد أمين المنطقة الشرقية بالإنابة المهندس مازن بخرجي، أن أمانة المنطقة الشرقية دعمت جميع مشاريع البنى التحتية في المناطق، بما فيها محافظة القطيف في شتى المجالات لتحسين جودة الحياة.
ولفت إلى أن الأمانة هيأت القطيف لتكون منظومة استثمارية، واهتمت بمنظومة الطرق في جميع الجوانب بأكثر من 50 طريقًا، مبينًا أن ملف الاستثمار واعد جدًا، وأن القطيف من المدن التي حظيت بوجود مستثمرين أجانب من كل بقاع العالم، ووقّعت عقودًا استثمارية بقيمة ملياري ريال لمشاريع سوف تساهم في تقدم عجلة التطور، خاصة أن المملكة مقبلة على تنظيم كأس العالم، وهو ما يؤكد ضرورة تهيئة البنى التحتية من أولويات الأمانة والبلدية معًا.
وقال بخرجي خلال جلسة “مجالات الاستثمار في محافظة القطيف” بمنتدى القطيف الاستثماري، التي أدارها عضو مجلس الشورى السابق المهندس نبيه البراهيم، “إن هناك عملًا تنظيميًا وتكامليًا للانتهاء من إعداد دراسة واضحة وداعمة للجانب الاستثماري في جزيرة تاروت، وإن جميع هذه الخطط ستدخل حيز التنفيذ بمجرد الانتهاء من إعدادها بالشراكة مع جميع الجهات المعنية”.
وعن الاستثمارات والتحول الرقمي في محافظة القطيف، أوضح وكيل الوزارة المساعد للتقنية والاستثمار بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس ناصر محمد الناصر، أن المنطقة الشرقية بشكل عام ومحافظة القطيف بشكل خاص موقع إستراتيجي، وتتمتع بمجموعة من الممكنات العالية والأساسية، وعلى المستوى الرقمي والتقني، فإن اثنين من أكبر الاستثمارات التي شهدتها المملكة في الاقتصاد الرقمي اتخذا من الشرقية مقرًا لهما، كشركة “قوقل” واستثمار “مايكروسوفت” وإنشاء شركة “بيانات”، وهذه الاستثمارات تجاوزت قيمتها 30 مليار دولار.
وأشار إلى أن هذه المنطقة بشكل عام، والمحافظة بشكل خاص، قادرة على جذب الاستثمارات الرقمية والتقنية، إلى جانب تمتعها بالخبرات والقدرات العالية جدًا التي لامسناها في سوق العمل وكذلك في الشركات المستثمرة.
وفيما يخص جاهزية البنى التحتية، قال الناصر “إن العمل قائم على جاهزية إنشاء الألياف الضوئية، وشبكة الاتصالات، لموقعها الإستراتيجي القريب من منطقة الكوابل البحرية وخطوط النقل البحري”.
ولفت إلى أن المحافظة قادرة على لعب دور محوري في الاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الأزرق، والخدمات الزراعية، والسياحية، وهذه جميعها قطاعات واعدة وجاذبة لرؤوس الأموال.
فيما قال مستشار نائب وزير الرياضة المهندس نايف الدوسري، “إن الوزارة وضعت خطة إستراتيجية واضحة، وإن هناك عملًا كبيرًا بين الوزارة والبلدية والأمانة للاستثمار في الرياضة وتعزيزها لتكون جزءًا من الاقتصاد الوطني بحلول 2030م، وإن هذا لا يمكن أن يحدث إلا بخلق فرص استثمارية”.
وأوضح الدوسري أن الوزارة تعمل مع عدد من الجهات على خلق فرص جديدة للاستثمار في الرياضة كونها جزءًا أساسيًا في التحول لإنتاج ناتج محلي، وأن الأرقام في الاستثمار في ذلك كثيرة سواء على مستوى منشآت الوزارة أو غيرها.
وبيّن أن أكثر من 4 آلاف لاعب ولاعبة من القطيف مسجلون رسميًا في وزارة الرياضة، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن 66% من سكان القطيف البالغين هم ممارسون للرياضة من الرجال والنساء، ومن أهم هذه الرياضات المشي وألعاب القوى، وهذا دليل على أن القطيف أرض خصبة للرياضة والاستثمار فيها.
ونبّه إلى أن الاستثمار في الرياضة لا يعني الاستثمار في لعبة بعينها، بل إن هناك نشاطات رياضية أخرى.
أما المستشار في البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية المهندس إبراهيم الزهراني، فكشف عن فرص واعدة سوف تُطلق في الأسبوعين المقبلين.
وقال “إن هناك فرصًا استثمارية واعدة وكبيرة في قطاع الأسماك على سواحل المملكة، خاصة في القطيف نتيجة كثرة استهلاك الأسماك فيها”، مشيرًا إلى أن هناك فرصة لتهيئة المستثمر من خلال إعداد دراسات جدوى جاهزة وذات تفصيل دقيق لأنظمة المشروع.
وأضاف أن المستثمر يستطيع أن يدخل في استثمار القطاع السمكي بكل سهولة نتيجة توفير الجداول والدراسات الجاهزة، والاستشارات التي تمكنه من مزاولة مشروعه بسهولة، كما لفت إلى أن هناك قروضًا تمنح للمستثمر بقيمة 70 ألف ريال.
وكشف الزهراني أن الأسبوع المقبل سيفتح أول مفرخ للأسماك في الشرق الأوسط في رأس أبو علي، وهي مبادرة لإنتاج الأسماك الرئيسة مثل: الهامور والسبيطي والكنعد، كونها أسماكًا أكثر شعبية.
وتمنى الزهراني أن تحظى هذه المبادرة بتوفير هذه الأسماك الأكثر استهلاكًا العام المقبل، لما تعانيه من شح في هذه الأيام.
وجاءت الجلسة الثالثة حول المشاريع والتجارب الناجحة، التي أدارها الباحث والكاتب في إيكولوجيا المنظمات والتنمية الاقتصادية وشؤون الطاقة الدكتور جمال عبدالرحمن العقّاد، وتحدث فيها المدير العام للابتكار بالهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة المهندس عبدالمجيد بن حسن العمراني، والرئيس التنفيذي لشركة “نجري” وشركة “جازي” المهندس إبراهيم بن أحمد المقرن، والرئيس التنفيذي لشركة S Direction للاستشارات والأبحاث الدكتور مؤيد بن عيسى الضامن، والاستشاري في ريادة الأعمال والتسويق الإستراتيجي الدكتور أمجد بن محمد الفرج، وأكدوا أن المملكة تعيش اليوم، في ظل تنفيذ رؤية 2030م، نهضة في جميع المجالات وازدهارًا استثماريًا في مختلف المناطق والمحافظات.
وأشاروا إلى أن محافظة القطيف بميزاتها الفريدة تمثل أرضًا خصبة لنجاح الاستثمارات، داعين إلى استغلال الفرصة، بخاصة الشباب، لإقامة مشروعاتهم بما يتماشى مع الفرص المتاحة.
وقد تضمنت الجلسة ورشتي عمل؛ جاءت الأولى بعنوان “تفعيل دور المرأة في المجالات الاستثمارية”، تحدثت فيها الرئيس التنفيذي لشركة ارتقاء المالية خلود بنت عبدالعزيز الدخيل، والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هوبي بي طفول بنت فيصل الحبيب، وتناولت سبل تنمية الحس الاستثماري لدى المرأة من خلال تطوير الوعي الاستثماري والمهارات المالية لتمكينها من اتخاذ قرارات واعية.
فيما تناولت الورشة الثانية، التي تحدث فيها مدير فريق الهندسة والتطوير وتحسين الاستدلال بوحدة أعمال المعلومات والذكاء الاصطناعي، ذكي بن حسين العوامي، الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات وكيفية الربط بينهما وبين ريادة الأعمال، وإبراز دورها المحوري في دفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي، كما استعرضت الورشة تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات في خلق فرص استثمارية واعدة.


