من الجبيل اليوم إلى جيل اليوم… رحلة إعلامية صنعت ذاكرة وصنعت مواهب ثلاثة عشر عامًا مضت… بقلم / عبدالله الغصنه

بقلم / عبدالله الغصنه
لكنها لم تكن مجرد سنوات تُعد، بل مسيرة تُحسّ، وخطوات تُروى، وبداية صغيرة صارت اليوم علامة بارزة في سماء الإعلام المحلي.
حين انطلقت الصحيفة في بداياتها تحت اسم الجبيل اليوم، كانت تحمل شغفًا يتجاوز حدود العنوان.
كانت تحمل روح مدينة كاملة، وأحلام شباب يؤمنون أن الخبر يمكن أن يصنع فرقًا، وأن الكلمة الصادقة قادرة على أن تضيء مدينة بأكملها.
ومع تطور الأنظمة الإعلامية وصدور قرار وزارة الإعلام بإطلاق الصحف دون أسماء المدن، تحوّل الاسم إلى جيل اليوم؛ تحوّل لم يمسّ الهوية، بل منحها مساحة أرحب، ورسالة أعمق، نحو جيل يصنع إعلامه بوعيه وخطواته وثقافته.
ولأن البدايات عادة تسكن في القلوب، تبقى تلك اللحظة التي اجتمع فيها الزميلان الأستاذ محمد إبراهيم الزهراني ( أبو أسامة) والأستاذ محمد الزهراني (أبو ريان) نقطة التحوّل الحقيقية.
كانت جلسة نقاش… لكنها حملت بذرة مشروع سيكبر ويقف شامخًا بعد سنوات؛ مشروع آمن به صاحبا الفكرة، وسهرت عليه أقلامٌ آمنت أن الإعلام رسالة قبل أن يكون مهنة.
ومع مرور الوقت، أصبحت جيل اليوم أكثر من صحيفة: أصبحت ذاكرة الجبيل، وأرشيف نبضها، وعدسة ترافق فعالياتها ونجاحاتها ومناسباتها.
تعرف الشوارع جيدًا، وتعرف وجوه الناس، وتعرف أن كل قصة، حتى لو كانت صغيرة، تستحق أن تُروى.
ولأن المواهب تبحث دائمًا عن منفذ يقدّرها، احتضنت الصحيفة خلال سنواتها عشرات الصحفيين والكاتبات والمصورين والمحررات، من الجنسين، ممن وجدوا فيها أول منصة تُنصت لأصواتهم وتحترم إبداعهم حيث كبرت مواهبهم بين صفحاتها، وتعلّمت خطواتها الأولى على منصتها، قبل أن ينطلق بعضهم اليوم بثقة إلى الصحف الرسمية والقنوات التلفزيونية حاملين معهم فخر البداية، وبصمة جيل اليوم التي لا تُمحى.
كما أدركت الصحيفة مبكرًا أن الإعلام لا يقف عند حدود الورق، فكانت من أوائل المنصات المحلية التي تحوّلت إلى إخراج رقمي متطور، وقدّمت محتواها عبر وسائل حديثة تمسّ حياة الناس اليومي قناة واتساب تُوصل الخبر في لحظته وبودكاست يفتح حوارات ويقدم قصصًا ومواقف من قلب المجتمع وشراكات إعلامية تثري حضورها وتمنحها تأثيرًا أوسع ورعايات إعلامية لفعاليات أثبتت فيها الصحيفة أنها ليست مجرد ناقل للخبر… بل شريك في صناعته.
اليوم، عندما نتأمل ثلاثة عشر عامًا من العمل، نرى أن جيل اليوم لم تتغيّر فحسب… بل تطوّرت ونَمَت، وكبرت كما تكبر الأحلام حين تجد من يؤمن بها.
هي ليست صحيفة فحسب، بل حكاية مدينة، وصوت مجتمع، ومنصة مواهب، وذاكرة للغد.
ومع كل يوم جديد، تثبت جيل اليوم أن الإعلام حين يكون نابعًا من القلب… يصل إلى القلب.
وأن الجبيل، بكل تفاصيلها وجمالها وإنجازاتها، تستحق من يكتب عنها بهذا الشغف، وهذا الوفاء.
وختاما وكوني أحد المنتسبين لهذه الصحيفة، أشهد أن مسيرتها كانت رحلة ملؤها الإبداع والتحدي والتطور.
قد تكون شهادتي مجروحة بحبّها، لكن الحقيقة أن الإنجازات التي حققتها جيل اليوم ليست رأيي وحدي… بل هي إجماع كل من تابع خطواتها منذ انطلاقتها.
شكرًا لكل الزملاء وفريق العمل الذين جعلوا من الفكرة قصة، ومن القصة منصة، ومن المنصة صوتًا يسمع.
ومع كل صفحة جديدة، ومع كل فكرة تُروى، أتمنى أن تواصل الصحيفة


