بقلم: جواهر العامري
لقد وقع هذا العنوان في ذهني فجأة، وكل وقوع يسقط في ذهني لا يمر علي مرور الكرام؛ بل لا بد أن أصول وأجول؛ لأعرف السبب. وفعلا بحثت ووجدت أسبابًا كانت معروفة لدي، وأسبابًا كانت مجهولة عندي.
قال تعالى في كتابة الكريم: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ}، فسر الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله لفظ (ريحان) بأنه كل شيء تسر به النفس وذكر منه المشموم كرائحة الريحان، وهذه الآية في وصف خروج روح المؤمن، اللهم اجعلنا من المؤمنين حقّا.
ولا يخفى عليكم رائحة الريحان الزكية، فالريحان من أجمل الروائح العطرية، وأفضل من بعض الوورد ذات الرائحة المخفية، وليس الأمر محصورًا في رائحة تلك الزهرة الزكية، بل حتى في أوراقها الندية، فحين سقط ذكر هذه الورقة في ذهني عرفت حينها أنه لم يكن سقوطًا عابرًا، ففي ورقة الريحان تجتمع الفائدة والنفع؛ فعندما بحثت وجدت من الفوائد ما لا يعد ولا يحصى؛ فكم فائدة بسيطة استفدتها، وأود أن تستفيدوا معي أيضًا، فمن خلال زيارتي لموقع WebTeb وجدت بعض الفوائد عن ورق الريحان؛ منها أنه يحتوي على الكثير من الفيتامينات والمعادن الصحية المهمة، ويحتوي أيضًا على مضادات أكسدة تقلل من الإجهاد وتعزز صحة كبد الإنسان، كما أنها تحافظ على مستويات سكر الدم الطبيعي، وتقلل من الكولسترول، وتعزز صحة الجهاز الهضمي وغير ذلك كثير.
ومن الجانب النفسي يشتمل ورق الريحان على خصائص تقلل من الاكتئاب والتوتر وتحافظ على صحة الذاكرة، ومن جانب آخر ذكر موقع “طبي” أن ورق الريحان يستخدم مشروبًا ساخنًا لما فيه من الفوائد الصحية والغذائية التي تساعد على التخلص أو تخفيف بعض الأعراض كالصداع أو الانفلونزا أو التهابات الشعب الهوائية، ويستخدم أيضًا غسولًا للثة أو الفم، وغيرها أيضا العديد من الفوائد.
ولكم الرجوع بعد هذا الموضوع والبحث عن فوائد “ورق الريحان” من خلال المواقع الصحية الموثوقة.
فبعد بحثي وقراءتي في الموضوع الذي سقط فجأة في ذهني، تذكرت بعض الأمور التي تكون مهمة ومفيدة في حياتنا ونغفل عنها، كالريحان نجده في كل مكان وهو متاح مجانًا نستطيع أن نقطفه ونمضي، وأنت تشم رائحته الزكية متجاهلا أورقه الندية، وإذا احتفظت به حتى يجف رميته بالقمامة وقد زادت فائدة أوراقه بعد جفافها..
حياتنا بها الكثير من الأشياء المفيدة والمهمة التي نغفل عنها كثيرًا، وربما لو أدرنا المجهر وركزنا عليها لوجدناها كورقة الريحان، ولوجدنا أن العلاج في تلك الأمور التي غفلنا عنها أو تجاهلناها. وهناك أوراق رابحة وناجحة ومفيدة في حياتنا علينا النظر فيها والاهتمام بها، فقد تكون ساعة من وقتك ورقة رابحة مع الله تنجز فيها قراءة ورد من كتاب الله أو العديد من الأذكار أو القليل من الركعات..
وقد تكون دقائق اتصال ورقة رابحة وناجحة لصلة الرحم وتجديد عهد المودة والمحبة، وقد تكون لحظات اعتذار وسماح ورقة رابحة ومفيدة لسلامة صدرك وشفائه من الغل والحقد والقهر، وقد تكون نصف ساعة مشي ورقة ناجحة ومفيدة صحيًّا ونفسيًّا تتجاهلها كسلًا وتسويفًا..
أو ربما تكون دقائق معدودة ورقة رابحة ومفيدة في قراءة شيء يزيد من وعيك ومعلوماتك الحياتية المهمة، أو ربما تكون عشر دقائق ورقة رابحة صحيًّا ونفسيًّا تتأمل وتتبصر فيها صنع الله في أرضه، وربما تكون جلسة عائلية ورقة رابحة وناجحة في لم شمل أسرة شتتتها وسائل التواصل الحديثة، وربما يكون التغافل ورقة رابحة ومفيدة في الحفاظ على بقاء ودٍّ وستر عيبٍ وحفظ قرب.
وربما وربما … فهناك الكثير في “ربما” كرائحة الريحان الزكية وأوراقه الندية مفيدة نفسيًّا وصحيًّا لنا نجهلها أو نتغافل عنها؛ لعدم تفكرنا أو رغبتنا فيها، ولكن لماذا لا نفكر!؟ لماذا لا نبحث!؟ ولماذا البعض يغفل! كل شيء موجود حولنا وبيننا وفينا سواء أكان دواء أم شفاء، أم راحة أم سعادة أم…، من يبحث يجد ومن يفكر يره، لم تٌخلق عقولنا عبثًا، واللهُ دعانا كثيرًا للتفكر، ولو فكّرنا جيدا لازداد إنتاجنا وارتفع مستوى الجودة في حياتنا، ولو غفلنا أو تجاهلنا لزاد مستوى الاستهلاك لصحتنا ونفسيتنا، فعلينا البحث عن الأوراق الرابحة الناجحة والمفيدة لحياتنا، لا نركز على شيء ونُغفل في الوقت نفسه أمورًا أخرى قد تكون هي مكمن العلاج والحل..
أتمنى بعد موضوعي هذا أن تجدوا في أنفسكم وفيما حولكم كل ما يفيدكم ويسركم، كورقة الريحان التي تفيد رائحتها وطعمها صحتكم ونفسيتكم..
فكروا بعمق.. وتأملوا بتركيز.. ودمتم بخير..