وكيلة التطوير وشؤون الطالبات بكلية الفيحاء بالجبيل د. صفاء الأحمد: المهندسات يقدن الطائرات فكيف لا يقدن المصانع
نسعى إلى رفع تصنيف الكلية أكاديميًا وإنشاء برامج دراسات عليا
حوار – ايمان الغامدي
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم العالي، تلعب وكيلات الكليات دورًا محوريًا في تحقيق جودة الأداء والارتقاء بالخدمات المقدمة للطالبات. ويسعدنا اليوم أن نستضيف في هذا اللقاء وكيلة الكلية للتطوير وشؤون الطالبات بكلية الفيحاء الأهلية بالجبيل الدكتورة / صفاء الأحمد التي تقود جهودًا متميزة في مجالات تحسين البيئة التعليمية، وتمكين الطالبات، وتعزيز مساهمة الكلية في خدمة المجتمع.
تُعرف الدكتورة صفاء بنهجها الاستراتيجي وحرصها المستمر على التطوير من خلال مخزونها الواسع من الخبرات العملية الكبيرة، إضافة إلى دعمها الفعّال للمبادرات الطلابية التي تخلق بيئة جامعية محفزة وآمنة.
في هذا الحوار، نسلّط الضوء على أبرز المبادرات التي تقودها، ونتعرف على رؤيتها لمستقبل الكلية، وتوجهاتها في دعم الطالبات وتمكينهن أكاديميًا ومهنيًا .
سعدنا بصحيفة “جيل اليوم” باستضافتها وإليكم تفاصيل اللقاء :
هل يمكن الحديث عن مسيرتك الأكاديمية والعملية؟
تخرجت من جامعة استيرلنغ في المملكة المتحدة و شغلت مناصب إدارية من رئاسة القسم ووكالة الشؤون الأكاديمية ثم وكالة التطوير والجودة ووكالة الاعتماد في عمادة الجودة بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل. وقد شاركت في العديد من اللجان على مستوى الجامعة مثل لجنة إنشاء وتطوير البرامج الأكاديمية ، لجنة التبادل الأكاديمي الدولي، لجنة التقارير السنوية للبرامج و لجنة الترجمة وغيرها العديد من اللجان خلال مسيرتي العملية.
كمراجع معتمد من قبل المركز الوطني للاعتماد الأكاديمي منذ عام 2017 شاركت في عضوية العديد من فرق المراجعة لاعتماد البرامج الأكاديمية في الجامعات الحكومية والاعتماد المؤسسي للجامعات الأهلية في المملكة العربية السعودية.
كمستشار جودة واعتماد عملت مع العديد من البرامج الأكاديمية في الجامعات الحكومية لتحسين وتطوير ممارسات الجودة وتأهيل البرامج للاعتماد الأكاديمي
كمستشار جودة و مستشار أكاديمي عملت أيضا مع الكليات الأهلية لتأسيس البنية التحتية الأكاديمية ومراجعة الخطط الاستراتيجية بالإضافة إلى مراجعة وتطوير وتأسيس البرامج الأكاديمية.
ما هي التخصصات المتاحة للطالبات في الكلية هل يمكنكِ أن تعطينا لمحة عن البرامج التي تقدمونها؟
بطبيعة الحال الكلية تقدم شهاده البكالوريوس وهي معتمه من وزارة التعليم في برامج الهندسة وبرامج الاعمال وحاليا المتاح للطالبات تخصصات الهندسة الصناعية وهندسة علم الحاسب وهندسة التصميم الداخلي ونعمل على اتاحة تخصصات هندسيه اخرى اما في تخصصات برامج الاعمال فجميعها متاحه مثل الموارد البشرية وادارة الاعمال والمحاسبة والتسويق وسلاسل الامداد .
ما هي رؤيتك المستقبلية للكلية على المدى القصير والطويل؟ وهل هناك أهداف محددة تسعى لتحقيقها خلال السنوات القادمة؟
بإذن الله المستقبل مشرق بفضل الله وثم فضل مجلس ادارة الكلية الذي يعمل بشكل إيجابي بخطط مدروسة للمدى القصير والبعيد حي هناك عمل جاد على تطوير الجانب الاكاديمي بشكل علمي ومهني وتحديث المناهج بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل والتطورات الأكاديمية الحديثة أيضا العمل على تطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس عبر ورش عمل تدريبية متخصصة ومن الامور المهمة العمل على تفعيل الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية والمهنية لدعم التدريب العملي والبحث العلمي كما لا نغفل الاهمية في تعزيز استخدام التكنولوجيا في العملية التعليمية.
وعلى المدى الطويل نسعى إلى رفع تصنيف الكلية أكاديميًا وبحثيًا وإنشاء برامج دراسات عليا متقدمة تتماشى مع احتياجات التنمية وتحسين جودة مخرجات التعلم وضمان توافقها مع معايير الاعتماد الأكاديمي وأيضا بناء شراكات استراتيجية مع جهات حكومية وخاصة.
هل تعمل الكلية على بناء شراكات مع جامعات أو مؤسسات أكاديمية أخرى؟ وما هي أهمية هذه الشراكات؟
بدون شك وكما ذكرت لك عن بناء الشراكات الاستراتيجية مع جهات حكومية وأهلية فإن من اهداف خطتنا الاستراتيجية خلق وايجاد شراكات مع الجهات الأكاديمية الاخرى من جامعات وكليات حيث تكمن أهمية هذه الشراكة في جوانب متعددة مثل تعزيز التبادل العلمي والأكاديمي و دعم البحث العلمي المشترك مما يتيح الفرصة لتبادل الأساتذة والطلاب، مما يثري التجربة الأكاديمية ويوسّع آفاق المعرفة وكذلك الاستفادة من التجارب الناجحة في الجامعات الشريكة، سواء في المناهج أو طرق التدريس أو إدارة البرامج الأكاديمية وايضا من مجالات التعاون تهيئة الطلاب لسوق العمل حيث انه من خلال التدريب الصيفي أو برامج التبادل، يكتسب الطلاب مهارات عالية وثقافات متعددة ومن الامور المهمة للشراكات انها تساهم في تحقيق الاعتماد الأكاديمي الدولي مما يدعم جهود الكلية في الحصول على الاعتمادات الدولية المرموقة.
ما هي الأنشطة الطلابية التي تقدمها الكلية لتطوير مهارات الطالبات خارج الإطار الأكاديمي؟
تولي الكلية اهتمامًا كبيرًا بالأنشطة الطلابية خارج الإطار الأكاديمي إيمانًا منها بدورها المحوري في تنمية شخصية الطالبات وصقل مهاراتهن المختلفة، بما يتكامل مع العملية التعليمية ومن أبرز الأنشطة التي تقدمها الكلية الأنشطة الثقافية والفكرية والأنشطة التطوعية والاجتماعية ومبادرات لخدمة المجتمع مثل حملات التوعية وهناك المشاركات في الأعمال الخيرية والفعاليات الوطنية والأنشطة الفنية والإبداعية مثل ورش عمل في الرسم، التصوير، التصميم، والمسرح واقامة معارض فنية تعرض إبداعات الطالبات وتهدف هذه الأنشطة إلى تنمية مهارات التواصل، وبناء الثقة بالنفس، وتعزيز روح المبادرة، والقدرة على العمل ضمن فريق، وهي مهارات ضرورية لنجاح الطالبات في حياتهن المهنية والاجتماعية بعد التخرج.
كيف تواكب الكلية الاتجاهات العالمية في التعليم العالي؟ وما هي الجوانب التي تركزون عليها لضمان تقديم تعليم متميز؟
لمواكبة الاتجاهات العالمية في التعليم العالي نعمل ضمن خططنا الاستراتيجية كما تعمل القطاعات والمؤسسات الأكاديمية الحديثة على تطوير استراتيجيات شاملة تضمن التميز والجودة في التعليم ويتحقق ذلك من خلال مواكبة الاتجاهات العالمية في التعليم العالي مثل التحول الرقمي واستخدام منصاته وتوفير مقررات الكترونيه وادخل تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي في العملية التعليمية وتعزيز المهارات الرقمية والتواصل بين القطاعات المختلفة وتقييم البرامج والمقررات بانتظام وتحديثها بناءً على التغذية الراجعة من الطلاب وأرباب العمل والاستثمار في تدريب وتطوير الكادر الأكاديمي.
كيف تساهم الكلية فيما يخص الطالبات في خدمة المجتمع المحلي؟ وهل هناك مشاريع أو مبادرات تهدف إلى تعزيز دور الكلية في المجتمع؟
كما تحدثت على سؤال سابق عن الانشطة التي تنفذها الطالبات خارج الاطار الاكاديمي داخل الكلية هناك ايضا حرص واهتمام بدور الكلية من خلال المسؤولية الاجتماعية ومن خلال مسيرتي الاكاديمية لسنوات في اكثر من جهة هناك حرص من قبل معظم القطاعات بالمجتمع تعليميه وغيرها بالاهتمام بخدمة المجتمع المحلي من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تمكين المرأة، وتعزيز مشاركتها المجتمعية، وتنمية مهاراتها بما يخدم الصالح العام ومنها على أبرز الطرق التي يمكن أن تساهم بها الكلية ومنها المبادرات التطوعية مثل التوعية الصحية، محو الأمية، البيئة، ودعم الأسر المحتاجة وإقامة حملات توعوية داخل المدارس والمراكز الاجتماعية تستهدف فئات مختلفة في المجتمع تمكين المرأة ودعم ريادتها من خلال تقديم ورش عمل ودورات تدريبية في ريادة الأعمال، تطوير الذات، والمهارات المهنية و برامج دعم الأسر المنتجة والمساهمة في تطوير الحرف والمشاريع المنزلية.
ما هي رسالتك للطالبات في الكلية؟ وكيف تشجعينهم على الاستفادة من الفرص الأكاديمية والمهنية المتاحة لهم والنصائح التي تقدمينها لهم عند اختيار التخصص؟
الطالبات هم بناتي وصديقاتي ونحن أسره واحده نعمل معا من أجل نجاحهن وتحقيق اهدافهن لذا أقول لكل طالبه : أنتِ في مرحلة فريدة من حياتك مليئة بالفرص التي تشكل مستقبلك العلمي والمهني والشخصي الكلية ليست مجرد مكان للدراسة بل هي مساحة لاكتشاف الذات وبناء الطموحات، وصقل المهارات وأنتِ قادرة على التميز والنجاح والمساهمة في بناء مجتمعك بوعي وثقة. وختاما أنتِ لا تدرسين من أجل الحصول على شهادة فقط، بل من أجل بناء حياة ذات معنى وتأثير.
ما تعليقك على من يعارض دخول الطالبات في التخصصات الهندسية بحجة أنها لا تتماشى مع فظرتها وقدرتها للعمل في المصانع كمهندسه ومواجهتها معدات وآلات ثقيلة؟
تعليقي على من يعارض دخول الطالبات التخصصات الهندسية هو أن هذا الرأي يعكس نظرة تقليدية ومحدودة لدور المرأة في المجتمع، ولا يتوافق مع الواقع المتغير والنجاحات التي أثبتتها المرأة في مختلف الميادين، ومنها الهندسة وانا أرى شخصيا أن الكفاءة لا تُحدد بالجنس، بل بالقدرات والتخصصات الهندسية تعتمد على العقل التحليلي التفكير المنطقي والإبداع في الحلول وهذه قدرات يملكها الإنسان بغضّ النظر عن جنسه وهذا يعيدن الى المفهوم السائد سابقا في عزل المرأة عن الكثير من الانشطة والتخصصات ولكن اليوم نرى هناك مهندسات متميزات أثبتن جدارتهن في مجالات مثل الطيران، الكهرباء، الميكانيكا، والروبوتات ولم تعد الهندسة مجرد “عمل في المصانع بين المعدات الثقيلة” كما يعتقد البعض، بل أصبحت تعتمد على التحليل الرقمي والتصميم باستخدام البرمجيات والعمل المكتبي والتقني والإشرافي كما ان كثير من المهندسين – رجالاً ونساءً – يعملون في بيئات ذكية مراكز أبحاث شركات تقنية وحتى من المنزل في مجالات التصميم والبرمجة.
