
بقلم| فهد الخالدي.
ليسَ أبغضُ على الناسِ من أن يروا إنساناً يُفلتُ من أقفاصهم ويُحلُّق بعيداً، ولا أحبَّ إليهم من أن يُصعقَ فيخرُّ صريعاً، أو أن يُكره على العودةِ إلى قفصٍ من أقفاصهم ”
الإنعتاق من الإعتناق ضرورة فكرية لن يفقه حقيقة لذتها ذلك الخانع أو الإمعه ، فهي إسلوب حياة للاقوياء من البشر ، فالقوة التي تأتي من ثقافة القطيع قوة كاذبه ، فهي تُدهشك بالبدايه لتتخلى عنك لحظه إقتسام الغنيمه المزعومة وهنا تندهش مرةٍ أخرى لِعزلهم لك !
القوة ياصديقي تكمن في الإستقلالية
يقول عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين:
” لا نعمل ويُغضبنا أن يعمل الآخرون.”
وهو بلاشك قول عميق جداً يحتاج للتأمل والتفكير !!
من الامراض المُزمنه إجتماعياً
▪︎اللهث خلف تحقيق شعار ” أنا صديق الجميع ”
▪︎ إستخدام لغة مثالية بإسلوب مُبهم للتذاكي وإنتظار الإصطفاف خلف الاقوى
▪︎الإدعاء بأن ” مسك العصى بالمنتصف ” دائماً هو الحل
▪︎السُخرية ممن يُغريد خارج السرب
والقائمة تطول بالكثير ، فأي مجتمع يعج بصور مماثله مما ذُكر وهذا طبيعي حين تؤمن أن الموت مع الجماعه رحمه ، ولكن حين تؤمن أنك تستحق أن تبدأ بكتابة تاريخك فمهوم الإستيقاظ سوف يُكتب بحِبر الثورة!
ياصديقي في البدايه سوف ينتقدونك ومن ثم يسخرون منك وثم يحاربونك وفي النهايه تلجمهم ويأتونك مبتسمين لتحيتك
ثق بأن القله هي القادرة على التغيير ، فالجماهير لا عقل لها ، ولكي تُحقق ذلك، داخلك المجهول لا يفهمه احداً سواك ، أعد ترتيب الأولويات بصمت وإبتسم لهم بٍحُب ثم أطرد تلك الواساوس القادمه فهي أول الإختبارات التي يتعثر بها أصحاب الهوى وأتباع منهج الشللية !
ثم بعد ذلك يأتي أهم ركن من أركان التغيير وهي المقاومه وكي تزداد قناعه بأنك قادر على فعلها إليك هذه النصيحة :
من طُرق الإنعتاق الذكي الإعتياد على الهرب المدروس ، لكي تتحرر من ذلك الطوق الأنيق عليك بممارسة طقوس جديده منها وأهمها الإقتناع بأن زامر الحي لا يُطرب ، إذن فالجغرافيا وحدها ليست هي الامان المطلق لخوض تجربة تطمح أن تتكلل بالنجاح ، فلابد من دراسة التاريخ كي تضمن ذلك العبور الذي لا يُحدث بلبله ، فالعاجزين ياسيدي تجدهم دائماً على الطُرقات لا يحفلون او يفرحون إلا برؤية تلك المناظر التي لا يفقهون معنى حدُوثها ، ولذلك إنتبه فأنت لا تستحق التأخير بسببهم
ثق يا صديقي كُلنا هاربون ، من الألم ومن المُدهش ومن الغريب ومن الملل ومن الأماكن ومن الأشخاص، كُل منا لديه سببٌ للهروب مُختلف عن الآخر، ولكن نحن مجتمعون في الهرب من شيءٍ ما، المهم أن يكون زادك في رحلة الهروب هو المقاومه والرغبة
قاوم رغبتك في البقاء على نفس الحال ، وابدأ في عمل أي شيء يعيدك الى الحياة من جديد !
تنويه يا صديقي :
رغم أن هذه المذكرات لم يكن لها ان ترى النور الا حين قرر الكاتب ميخائيل نعيمه أن يتناول فنجان قهوته في ذلك المقهى العربي في نيويورك ، تماماً يُشبه حالنا أنا وأنت الآن ونحن نتناول فطور الصباح من بوفية الجبل في الجبيل.
أقول خوش كِبده يا مطلق !
_______________
فهد الخالدي