الكتاب

أنا أخاف الهِرة .. ماذا عنك!

بقلم | فهد جابر

انتشرت في الجبيل الصناعية عادة سيئة، لا أعرف جذورها، الإهمال، الملل، أم غير ذلك؟ وعلى أي حال، فالسبب لا يُغير من ماهية المشكلة. شراء هرة مستوردة من أرض بعيدة، تحتاج لبيئة معينة، وعناية إضافية، ورعاية دائمة لا مشكلة فيه. المشكلة هي وجودها في الشارع، الذي لم نكن نرهُ من قبل. ربما يعتقد البعض أني مُبالغ في تخصيص مقال حول هذه الحالات، فأذكره أنها قد تكون سبيلك للجنة أو للنار.

قبل ما يقارب عشر سنوات، اشتريت زوجاً من طيور الحب، قال لي أحد أصدقائي: اطلقها لوجه الله، قلت له: تقصد أن اقتلها! قال بل اطلقها، قلت له هذه طيور من بيئات أخرى، خلق الله لها فيها الحبوب التي تحتاجها، وأنا ساهمت في صيدها، بشرائها، فهل تريدني أن اطلقها في بيئة حارة لا تحتملها، ولا تجد فيها ما تأكله؟ قال: ان أصابها الجوع ستأكل أي شيء. ذهبت بها لمحل لبيعها، وانتهى الأمر أن دفعت معها للبائع مبلغاً ليقبلها. كثيراً ما أرى في الشارع هررةً ليست محلية، من علاماتها السلوكية سوء التصرف، والاتكالية، والاقتراب من الأطفال المشاكسين. أما من ناحية المنظر فلا حاجة لدروس عن لونها، وكثافة شعرها.

تعودتْ مثل هذه الفصائل على مستوى معيشي معين، من نوع غذاء، كما تعودتْ على مستوى عالٍ من العناية الخاصة والتنظيف. كما أنها من بيئات غير حارة، لا تحتمل الحر الشديد، بل يجب أن تعيش في البيوت لا في الشوارع.  وبسبب  كثافة شعرها فهي بحاجة دائمة للتنظيف، منعاً من انتشار الطفيليات والبراغيث. ويخبرني أحد المهتمين أنها تحتاج لأنواع من التطعيمات بشكل دوري، وزيارة للطبيب البيطري.  كذلك فهي حيوانات اتكالية، بسبب ما عودناها عليه، من نوع المطعم والمشرب والتنظيف. ثم لسبب أو لآخر يرمي بها صاحبها في الشارع، مما علمته أن أهم الأسباب الاستمتاع بالإجازة، وعدم الرغبة في اصطحابها.

روى البخاري في صحيحه عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: “في كل كبدٍ رطبة أجر”، وهذا ما يدفعنا للإحسان لكل كائن حي، فلقد أدخل الله الجنة من سقى كلباً. ويجب ألا ننسى أحاديث التهديد والوعيد، مثل التي دخلت النار في هرة. فقد تكون تلك الهرة سبيلك للجنة أو للنار، لذلك أنا أخاف منها!

فهد بن جابر     

@FahdBinJaber

تعليق واحد

  1. صدق يغثون هذول الناس هذا الاسبوع في قطة قدام بيتنا واضح انها حقت بيوت ورامينها الشارع
    واحنا اللي نخاف اللي نتأذى لانها تلاحقنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى