” القوامة ” بمفهوم ذكوري
قال تعالى في كتابة العزيز (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ). سورة النساء آية -٤٣
في اللغة معنى قوام أي (مبالغ في القيام) ويقال يقوم فلان على شيء أي يشرف على مصالحة. وأن يكون فلان قيما أي يقوم بالأمور ويضعها في نصابها فإن وضعها في غير نصابها فقد ظلم.
ورد مفهوم القوامة في الآية الكريمة بمعني الرعاية والصيانة والقيام بشؤون ومصالح النساء ووضعها في نصابها الصحيح وهي من مهام ومسؤوليات الرجال الأساسية نحو النساء وأكد سبحانه على النفقة تحديدا (وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، وفي هذا دلالة على أن النفقة مرتبطة ارتباط كبيرا بقوامة الرجل. ولم تشير الآية الكريمة إلى القوامة بين الزوج والزوجة فحسب بل جاءت عامة للرجال على النساء فالقوامة تشمل الأب والأخ وللأبن وكل رجل وضع في مقام مسؤولية نحو امرأة.. ألم يلزم الإسلام المطلق بالنفقة على الطليقة في حالات الرضاعة و الرعاية للأبناء..أليس في ذلك التكليف قوامة!! وكما فضل الله الرجل بالقوامة لعظم مسؤوليتها وارتباطها بطبيعة وقدرة الرجل على التحمل للكبح والسعي وراء المعاش، فهو أيضا فضل المرأة بأمور أخرى ليست من مهام الرجل (بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ)، من أبرزها قدرتها على الإنجاب والرعاية والعطاء وغيرها..
ولكن ماذا لو تخلى الرجل عن الدور الأسمى وأحتفظ فقط بالمسمى!!! ماذا لو قلبت الموازين!! هل يكون للمرأة دور الإثنين!!!!
نعلم يقينا أن المجتمع تغير وتحول كثيرا وشمل هذا التغير الجذري تغيرا في أدوار أفراده ومهامهم خاصة الدور الخاص بالرجل والمرأة.. ورغم أن تغير دور المرأة ليس بحديث عهد عليها إلا أنها اليوم أصبحت في موقع تمكين وصارت صاحبة مناصب وصلاحيات بحجم (جبل طويق) … ونعلم أيضا ان الحياة الزوجية مشاركة بين المرأة والرجل في كل تفاصيلها.. لكن لا يمحي ذلك أن لكل منهم دورا أساسيا وحاسما وأن مشاركة الطرف الآخر فيه لا يعني الغياب المطلق لصاحب الدور.
ولكن ماذا لو تكالبت الأدوار على المرأة لتدفع ثمن إبداعها وتفوقها وخروجها من بيتها وكأن الرجل قد تفضل عليها بالسماح لها بالخروج والإضافة العظيمة للمجتمع؟ ماذا لو حملها مسؤولية القوامة واحتفظ لنفسه بجمال المسمى!!!
ما نسلط عليه الضوء اليوم ليس من نسج الخيال ولا حالات فردية ولا هو موقف سلبي ضد كل الرجال!! بل هو واقع مرهق تعيشه كثير من النساء العاملات في مجتمعنا الحالي.. أصبحن يتحملن جزء كبير جدا من المسؤولية إن لم تكن المسؤولية كاملة داخل البيت وخارجه، المادي منها والمعنوي…. ومع الإعتماد الكلي من الذكور على المرأة في القيام بأساسيات الحياة بإختلاف مستلزماتها ومهامها، ما يليق بها وما لا يليق، أصبح دوره هو ركيكا هامشيا تذروه الرياح…
إن ترهل دور الرجل وتنازله عن مهامه الأساسية للمرأة بكامل إرادته يلغي قوتة وقوامته فلا قوامة مع ترهل. وما حاجة المرأة اليوم برجل لا يعينها ولا يضيف لها شيء!!!
وإنه ليجب التنويه أننا لا نعني كل الرجال بل بعض الذكور. فمجتمعنا بفضل الله يتميز بوجود رجال أكفاء يقومون بأدوارهم ومهامهم ومسؤولياتهم على الوجه الأكمل بل ويرهقون أنفسهم لتحظى أسرهم بأعلى مستوى من الرعاية والاهتمام والرخاء فلهؤلاء القوامة مع كامل الاحترام والتقدير…..
د. عبير بنت علي محمد رشيد
مستشارة نفسية وأسرية
أستاذ مساعد بقسم تطوير الذات بعمادة السنة التحضيرية والدراسات المساندة
مساعد مدير مركز الاستشارة النفسية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
Twitter account
@AbeerRasheed
ابداع دكتوره الله يوفقك ولمزيد من الابداع كالعادة
جزاك الله خيرا د عبير .. سبحان الله قرأت ذات مرة أن من تهيئة الله عز وجل الرجل للقوامة أن جعل حتى تركيب خلايا جسمه مختلف عن تزكيب خلايا جسم المرأة كي يتحمل هذه القوامة ف إسنادها للمرأة ظلم لها
مقال متميز وفق رؤية واقعية تحمل في طياتها أهمية الموضوع وآثاره .
بوركت جهودك يا دكتوره عبير
الله يسعدك دكتوره،، إبداع في الكتابة مثل كل مره وربي يعطيك الصحه والعافية ونشوفك في أعلى المناصب.