الكتاب

التصوير و #المسؤولية_الاجتماعية


تعدّ المسؤولية الاجتماعية ركنًا أساسيًا وهامًا في حياة المجتمعات المتحضرة ويعد مجتمعنا السعودي ضمن تلك المجتمعات التي تؤمن بأهمية تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى الفردو المجتمع ، وفي الآونة الأخيرة نجد هناك تسابق بين الجهات لدعم بعض المبادرات ادارياً و مادياً والمتابعة في تنفيذها في مدينة الجبيل معقل الصناعة و التي تعتبر اكبر تجمع للشركات على المستوى الإقليمي ، ونجد ايضان أن هناك تباين فيما بين تلك الشركات في مستوى دعم مبادرات المسؤولية الاجتماعية ويعود ذلك لاسباب كثيرة من أهمها تفاوت الخبرات الإدارية و كذلك الملائة المالية لكل شركة ، لكن الغريب انه هناك عدد من الشركات لديها قدرات إدارية ومالية عالية لكن دعمها للمسؤولية الاجتماعية مشروط بضمان وجود حفل يحضره مسؤول رفيع المستوى و التصوير معه وان تظهر صورهم في جميع الصحف و وسائل التواصل الاجتماعي

في اعتقادي ان بعض مسؤولي تلك الشركات ليس لديهم تصور كامل بمفهوم و أهمية المسؤولية الإجتماعية كونها نظرية أخلاقية والدور الواجب تقديمه للمجتمع وان العمل لمصلحة المجتمع ككل يقع على عاتق الجميع سواء كانت منظمة او فرد وأيضاً هي أمراً واجب القيام به  للحفاظ على التوازن ما بين الاقتصاد و النظام البيئي والاجتماعي ، ما جعلني اطرح هذا الموضوع هو ما لاحظته من حرص احدى الشركات في الجبيل على توثيق تبرعها ودعمها لاحدى الجمعيات الخيرية في وسائل الاعلام مقابل تقديم عشرة سلال غذائية !! المتوقع ان تكون قيمتها اقل من قيمة ذلك ( البنر ) الذي كان يقع خلف المسؤولين عند التقاطهم للصورة


ليس لدي مشكلة مع التبرع وحجمه ،  فعمل الخير الكل يعلم طرقه واساليبه ، والحق مكفول لهم ايضاً باتباع الطريقة المناسبة لاشهاره او  اتخاذ الجانب الاخر وهو جعلها بالسر ، لكن المشكلة في كون الشركة دولية ولديها فروع ومشاريع منتشرة حول العالم ، فالطموح والامآل بعد الله معقودة على مثل هذه الشركات الكبرى في تفعيل دور المسؤولية الاجتماعية لتقديم مبدارات وبرامج نوعية ومستدامه تخدم المجتمع

فمثل تبرع العشرة سلال الاولى ان يقدم دون هالة اعلامية ، فخروجه الاعلامي بهذه الطريقة قد قد يكون ذا مردود سلبي على الشركة ومنتسبهيا عكس الاهداف النبيلة للمسئولية الاجتماعية.



مجرد رسالة امل ان تجد طريقها للمسؤول.

محمد حبيان


@mhubian


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى