الكتاب

فايروس كورونا Covid-19

حمد الهاجري 

فايروس كورونا المستجد، أو بالأحرى covid-19 قال علماء الفايروسات عنه: إنه ليس بجديد على الساحة، فهو يندرج تحت أسرة كورونا التي تتفرع إلى عدة أنواع، من خلال تتبعها بنظام يسمى بFollow Genetic Tree أو التتبع الجيني لنفس الفايروس، فهو يصيب بعض الحيوانات ومنها الخفافيش، وكذلك الإنسان، فمن الطبيعي حينما ترى ارتفاعا في الحرارة أو خمولا عضليا موسميا لديك أن يكون بسبب كورونا.

والعلاج كما اعتدنا عليه: هو مجرد مخفض للحرارة أو علاجات لانسداد الأنف وجريانه، ولكن لم نكن نعرفه ولم يكن ينتابنا الخوف من هذا الفايروس إلا في آخر ٢٠ عاما من الآن.

لو فتشنا في ذاكرة التاريخ لوجدنا عام ٢٠٠٣م كان هنالك كورونا سارس1، و عام ٢٠١٢م كورونا متلازمة الشرق الأوسط، وحاليا ٢٠١٩م كورونا سارس2.

السؤال هنا: لماذا هذه الثلاثة غيرت العالم؟ ولماذا اختلفت عن نظيراتها التي تصيبنا منذ أن خلقنا؟ ولم تقرع جرس الإنذار لها دول العالم ؟

الجواب بكل شفافية: هي قدرة الانتشار السريعة الغير المحدودة وكذلك الإصابة الحادة خصوصا في الرئة ومجرى التنفس، والأهم من ذلك: العلم المحدود بها وبتفاصيلها.

في البحوث الحديثة بشان سارس 2 كورونا الحالي؛ قرأ العلماء التسلسل الوراثي الخاص به فوجدوا أن ٨٠% منه متشابه بفايروس آخر موجود بالخفافيش، ويصيبها كما يصيب الإنسان موسميا، كما أكد ذلك الدكتور نايف الحربي أستاذ الفايروسات والباحث في لقاح فايروس متلازمة الشرق الأوسط، وأضاف: بأنه يصيب بعدوى صدرية حادة، لذلك سمي ب covid-19 بل قد يصل الى تشنج الرئة وتلفها .

فالواجب في الوقت الراهن تأخير إصابتك قدر الممكن بتباع الإجراءات الاحترازية، حتى وصول اللقاح، فنحن بكامل المصداقية نعيش حتى الآن مع فايروس غالبه الغموض، وخصوصا في انتشاره، ونسبة الوفاة التي ترتفع وتنقص بناء على المنطقة، وبناء على البرتوكول العلاجي المقام، ولا تزال الدراسات حوله قائمة.

والجدير بالذكر أن البحوث الحديثة أثبتت أنه يصيب الأطفال بمتلازمة الالتهاب المتعدد MIS-C ولم تفهم هذه المتلازمة ولا كيفية علاجها أيضا، ولا يعرف إلا أن كونها تأتي بعد الإصابة من كورونا سارس 2 ، أما في البالغين: ارتفاع بالحرارة مصحوبا بسعال جاف أو حتى زكام وأحيانا ألم في العضلات.

وعلمنا أيضا من قراءة في البحوث الأجنبية أن القليل من الفايروس قد يبقى معلقا في الهواء لدقائق إذا كان المكان مغلقا والمصاب يتحدث.

لذلك نوهت منظمة الصحة العالمية بالحرص على التباعد ووضع عدد محدد من الأشخاص في نفس المكان مع التهوية الجيدة.

الكمامة و التباعد ونظافة اليدين كفيلة بحول الله لسلامتك، ولاتزال في الحقيقة الحكومات تسعى جاهدة لوضع حد لهذا الفايروس من ناحية العلاج أو الدراسات حوله، فوضعت مجموعة من الأدوية التي قد تستخدم في حالات معينة من المصابين بالفايروس .

خوض الحياة الجديدة مع كورونا والتحدي على البقاء ليس بالسهل، ولكن لطالما كانت ولا تزال البشرية عقل الحياة وديناميكية الكون.

الزموا الصبر والجلد، واتبعوا ما قدم لكم من إجراءات احترازية في كل جهة تذهب إليها، واحرص على القرب من رب العالمين فهو الوحيد القادر على قلب موازين الحال: ((كن فيكون))

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى