أقلام واعدةالمقالات

الصورة النمطية و خطورتها

بقلم الفيصل الحارثي 

 

يولد الفرد منا فيصطدم مع العالم الجديد، يخوض غمار الحياة فيتعلم و يجرب  حتى يكون في النهاية وعي يستطيع من خلاله النظر إلى الحياة و استيعابها ليحيى فيها و يعيش كما المطلوب. تمر خلال سنوات أعمارنا أشكال متعددة و أنواع متباينة من البشر عادة ما تتجمع و تتكرر على شكل صفات و ملامح نستطيع تصنيفها و تقسيمها محاولين معرفة خصائص كل مجموعه و ما يناسبها من ممارسات. كمثال, يتربى الطفل في كنف والديه حتى يميزهما ثم يتعرف على إخوته فتلك هي العائلة الصغيرة, بعد ذلك يبدأ بالتعرف على الأقرباء على نطاق أوسع فيميزهم ثم الزملاء في المدرسة فالأصدقاء فالمعلمون و هكذا. أنماط معينة مميزة تتكون لدى كل فرد تتشابه فتكون مجموعات مختلفة. بتلك الطريقة تتكون لدينا بما يعرف الصورة النمطية لتصبح أشبه بعرف شبه مشترك لبني البشر لما كانت حيواتنا تحمل صورة عامة واحدة.

مع أن تكون الصورة النمطية يعتبر أمر فطري لدى الإنسان إلا أنها إن لم تتطور و تأخذ صبغة أكثر تحليلية و إلا فإنها ستؤدي في نهاية المطاف لخلط كبير ينتج عنه مفاهيم مغلوطه و لربما تبعية ما تنشأ بسبب لبس تم في التصنيف أدى لوجود عنصر خاطئ  في بيئة خاطئة. حتى أقرب الصورة أكثر لنفرض أن شخصا ما على شاشة التلفاز, يرتدي معطفا ابيض طبيا, ذا هيئة مرتبة, يتحدث بمصطلحات تصعب على العامة و يكثر منها ذا إيماءات يد معينه يلوحها حينا في الهواء و حينا يشبكها. كل هذي الصفات تجسد في تصورنا “الطفولي” إن صح التعبير صورة للطبيب الذي لطالما أعطانا نصائح معينه و أدوية تعالجنا و تشفينا من أمراضنا بأمر الله فتتكون في نفوسنا شيء من ارتياح لكلامه و بدون شك أو ارتياب و شيء من التبعية و إن لم تكن التبعية التامة ولكن شيء من ارتياح لتلك النصائح و الارشادات و ان لم تكن حقائق مثبتة, لهذا و بالضبط نرى في بعض إعلانات بعض المنتجات طبيبا يتحدث عن فوائد ذلك المنتج و تأثيره الموثوق فقط لغرض تجاري. في هذا السياق أذكر أنه في ستينيات القرن العشرين 1960 كانت شركات التبغ تهدف لبيع منتجاتها و حصد الأرباح بأي طريقة فكانت تعرض إعلانات يظهر فيها الطبيب ممسكا بعلبة السجائر و لا يكتفي بذلك بل و يبدأ بسرد فوائدها للمتابعين و لا يمانع أبدا في أن يمسك سيجارة بيده فيدخنها في الإعلان كنوع من المصداقية!! و لست بحاجة للقول كم ربحت شركات التبغ حينها بسبب هذه الخدعة. كما قلت هنا تتجسد المعادلة السابقة ذكرها . علامات سابقة مزروعة في الوعي بالإضافة إلى لبس في التصنيف  (الشخص الخاطئ في المكان الخاطئ )أدى إلى زرع مفهوم خاطئ مما أدى بدوره لتبعية و انقياد للفكرة. و الأمثلة تطول و تطول تحمل نفس الفكرة و التي لابد من تجنبها بتمرير كل ما نسمعه و نراه على موازين الدين و العقل و الأخلاق و المنطق لتحدد لنا صلاحية هذا المفهوم بغض النظر عن أهلية أو شهرة أو خبرة القائل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى