أقلام واعدة

قصة | هتون

أهلاً .. أنا نور، أبلغ من العمر تسعة عشر عاماً. إنسانة فضولية، وفي نفس الوقت انطوائية بعض الشيء. أحب القصص والروايات المرعبة، أو بالأصح كنت أحبها. كل ليلة بعد منتصف الليل، كنت أجلس على سريري، وأستمع إلى قصص الجن، أو قصص الرعب من الإنترنت. لا أخفي عليكم  بأني كنت أخاف كثيراً عند سماعها، ولكن لم أستطع تركها لأني كنت أشعر بأنها الشيء الوحيد الذي يسليني. كنت أسمعها في جميع الأوقات، وبالأخص، بعد منتصف الليل. وقبل ثلاث ليالٍ، بدأت تحصل لي أشياء غريبه ومخيفة.

الليلة الأولى :   

كانت الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، لم يكن هناك أحد مستيقظ سواي. وبالتأكيد، كنت كعادتي أجلس على سريري وأستمع إلى القصص المرعبة إلى أن شعرت بالعطش، فقررت أن أنزل إلى المطبخ في الطابق السفلي لأحضر لنفسي كوبًا من الماء، وبينما أنا أنزل من السلم، شعرت بخطوات خلفي فالتفت لأرى، لكن لم يكن هناك أحد. فقلت لنفسي: “لابد من أن هذا الصوت من وحي خيالي” فأكملت طريقي إلى أن وصلت إلى باب المطبخ، فسمعت ذلك الصوت مرة أخرى، فنظرت إلى الخلف، ولم أرى شيئًا. فشعرت بالخوف ولكن تعوذت من الشيطان وتشجعت، ثم توجهت إلى الثلاجة، شربت كوبًا من الماء، وأخذت كوبًا آخر معي،صعدت السلم وتوجهت إلى  الغرفة. وعندما هممت  بالدخول إليها سمعت صوت أحد يضحك، فدخلت إلى الغرفة بسرعة وأغلقت الباب، شربت كوب الماء، وأغلقت جهازي، اسدلت غطائي على رأسي، ثم أغمضت عيني. تعوذت من الشيطان ودخلت في نوم محاط بالخوف والرعب .

الليلة الثانية :   

لم أترك قصص الرعب بعد الذي حصل في الليلة الماضية. بل أكملت وتطور الأمر إلى أن أصبحت أبحث عن معلومات عن العالم الآخر  من باب الفضول، وتزويد النفس بقليلٍ من المعرفة عن هذه الأشياء. بعد أن قرأت هذه المعلومات، قررت أن أغامر وأنزل لأرى  أسيحصل كما حصل البارحة أم لا. نزلت من السلم وقلبي يكاد يقع من الخوف، اقتربت من المطبخ، فسمعت صوت شيءٍ وقع وانكسر، فأسرعت للدخول.رأيت كسر كوبي المفضل على الأرض. لم أستطع التحمل، فقررت أن أذهب إلى الغرفة. وبينما كنت متوجهة إلى السلم لأصعد، شد انتباهي ضوء خافت من غرفة المعيشة. ذهبت إلى هناك فرأيت قطرات دم على الأرض. لم أستطع المقاومة ففقدت الوعي لنصف ساعة تقريبا. استيقضت ووجدت نفسي في غرفتي وأخي الأكبر يجلس بجانبي. سألته عما جرى فقال لي بأنه نزل ليشرب الماء فوجدني مستلقية على الأرض. فأخذني إلى الغرفة. شكرته وأخبرته بأنني أريد أن أنام فأطفأ الأضواء وخرج بلطف وأغلق الباب. وأما أنا، فبقيت في صراع مع الخوف حتى نمت.

الليلة الثالثة :  

كنا مدعوين على حفلٍ في تلك الليلة. ذهب الجميع إلا أنا بقيت في المنزل بمفردي  وبالطبع لا شيء أفعله سوى القصص. بينما كنت أستمع لقصة شعرت بالجوع فخرجت من الغرفة لأحضر قليلً من الطعام فرأيت في الزاوية المقابلة لغرفتي رجل قزم ملتحي لون بشرته أسود داكن ومعه قط كبير أسود. بقيت أحدق به لمدة دقيقة تقريباً، وقررت أن أعود إلى الغرفة وقبل أن أدخل ألقيت نظرة إلى ذلك المكان ولكن لم أرى شيئا ولكن كنت خائفة لذا دخلت غرفتي وأكملت القصة. بعد ساعة، اشتد جوعي فتشجعت ونزلت بسرعة إلى المطبخ وأخذت قليلًا من الطعام وصعدت بسرعة إلى أعلى وتوقفت عند نهاية  السلم فقد كانت هناك سلة  عند باب غرفتي ولكني رأيت  شخص يجلس مكانها، الخوف قيد أضلعي ولم استطع فعل شيء  فصرخت بأعلى صوتي وجلست أبكي إلى أن فقدت وعيي. عندما استيقظت، وجدت والداي بجانبي فأخبرتهما عما جرى ولم يصدقاني وقالا بأن هذا مجرد وهم، فذهبت لغرفتي وبكيت كثيرًا وقلبي مليء بالخوف والرعب .

إن الأشياء التي حصلت في الليالي الماضية كانت كفيلة بإعطائي جرعة كافية من الرعب جعلتني اكره تلك القصص،  وكل الأشياء التي جرت سببت لي أزمت نفسية وملأت قلبي خوفًا وقلقًا، وبما أن والداي لم يصدقاني، فنصف المشكلة لن تحل،   وقبل ان أودعكم  سأقول رسالتي اولًا الى المراهقين: لا تغامروا ولا تعبثوا بما لا تعرفوه واخبروا والديكم بكل ما يحصل لكم وحاولوا ان تكونوا معهم دائمًا.

أما رسالتي للآباء والأمهات: استمعوا لأبنائكم واحرصوا ألا تتركوهم وحدهم. حاولوا أن تعودوهم على التحدث معكم كثيرًا، والآن استطيع أن أقول لكم أن قصتي انتهت ولا أعلم إلى أين سينتهي بي الأمر، ولا خيار أمامي سوى أن ادعو ربي أن يساعدني وأن يجعل والدي يستمعان إلى مشكلتي على الاقل لأشعر بشيء من الراحة.

___________________

هتون القحطاني  

إشراف المعلمة/ مورد الغفيلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى