الكتاب

خط المواجهة الأول لتصدي الأزمات

بقلم | وفاء تركي الحربي

 

عندما نتحدث عن العلاقات العامة، فنحن نتحدث عن اسلوب إجتماعي يتضمن العديد من التعاريف

المفصّلة التي تناولها أهم الشخصيات بالعلاقات العامة وعلى رأسهم أبو العلاقات العامة “ايفي لي”.

وفن العلاقات العامة بالأصل ليس حديث العهد، بل منذ نشأة الخلق وطالما كانت دعوة الأنبياء كافة قائمة على محاور العلاقات العامّة الرئيسة وهي: الإعلام والإقناع والمشاركة. وتعتبر العلاقات العامة هي الركيزة الأساسية في الدعوة الإسلامية، ويتمثل مفهومها في آيتين من كتاب الله الكريم وهما:

(قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) سورة يوسف، آية 108.

(وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، لعلمه الذين يستنبطونه منهم). سورة النساء، آية 83.

لكن هل مؤسساتنا الحالية تقدّر أهمية العلاقات العامة كما قدّرها دين الإسلام واتخذها من أسس أساليب الدعوة عندما عرّف سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بمؤسسة الإسلام؟ واستخدم الإعلام على نحو السر والعلن والفرد والجماعة عندما بدأ بإعلام الناس بتعاليم الإسلام وأن للكون خالق واحد لا شريك له، وكان الإعلام هنا للوصول إلى نشر أهداف وقيم وتوجيهات الدين الإسلامي بالشكل الذي يمحي ظلال الكفر عن البشرية ويجعل لهم طريق الحق منهج وأسلوب حياة جديد، لذا الإعلام هو من أولى أهداف العلاقات العامة.

وعندما نرى مؤسسة ذات سمعة حسنة وطابع إيجابي فلابُد أن يكون خلفها مسؤول علاقات عامة ناجح ويحظى بالتقدير والاحترام والثقة من المنشأة التي تنعكس على فاعليته بالعمل وإبرازه لمحاسنها، على عكس المؤسسات التي تهمل هذا الجانب الإداري المهم فمهما كان عملها ناجح داخليا تظل معرفة الجمهور الخارجي بها محدودة ومقتصرة على عملائهم المقربين، فهذا مؤسف بحق عملهم وما يبذل من جهود كبيرة. لذا أصبح من الضروري التوعية بأن العلاقات العامة هي جزء إداري أساسي له مختصين وميزانية ووقت واهتمام، وليست مهنة من لا مهنة له كما يظن أغلب المسؤولين. كما يجب اختيار مسؤول العلاقات العامة الذي يحقق التوزان بين العلم والإبداع. لكيلا يكون هذا المفهوم متعارف عليه وسائد بحق العلاقات العامة.

ختامًا إلى أصحاب المؤسسات والمسؤولين؛ خذوا واجهاتكم الخارجية بعين الاعتبار واعملوا على تطويرها كحاجة أساسية وليس “تعبئة كرسي” فالميدان مزدحم بالمبدعين.

 

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى