أخبار الشرقية

أمي.. أبغى اسوق طياره !

كتب : هيثم بن حريب

أمي .. أبغى أسوق طيارة ، بهذه العبارة خاطب ابن السادسة والدته بلهجتة الطفولية البريئة ليخبرها بحلمه الصغير وأمنيته الكبيرة ان يصبح قائدا للطائرة ، ليحلق في السماء عاليا ، فمشاهداته التلفاز والأفلام الوثائقية تجذبه الطائرات حتى باتت حلما يراوده في صغره ليكون كابتنا في المستقبل ، عشق الطائرة وعالم الطيران وصار يبحث عنها في كل مكان يتخيلها ويعيش دور موظفيها ، كبر الطفل وكبر حلمه وأمنيته معه ، وصار طفل السادسة هو اليوم ابن الثالثة عشر ربيعا زاد توهجه بالطيران وأحبه كثيرا لاحديث له سوى الطيران وكيف تطير الطائرة وكيف يقودها الكابتن ، ولكن قدر ابن الثالثة عشر ربيعا بأنه والده توفاه الله قبل سنوات فأصبحت الأم هي المعيل وهي الأب وهي كل مافي حياته

يوم بعد يوم زاد تمسك بطلنا بحلمه لانه يعلم بأنه هو العائل لامه واخوته، الى ان تم تسجيله وادراجه في جمعية أيتام الجبيل المتميزة ليتم العناية به و مد يد العون له وتذليل الصعاب امامه وتقديم كل ما يصب في مصلحته من برامج وانشطة وتوفير بيئة محفزة من جميع النواحي التربوية والتعليمية.

وبالصدفة قامت الام بسرد قصة الكابتن الصغير على مديرة ادارة البرامج والاسر في الجمعية والتي بدورها شجعت الام على تحفيز الابن ومساندته لتحقيق حلمه. وقامت ( ام الايتام ) كما يطلق عليها بالبحث عن سبيل وطريق لتشجيع الابن و فتح الافاق امامه لخوض تجربة حقيقية ليست خيال في قيادة الطائرة والتحدث مع من سبقوه من قادة الطائرات ذوو الخبرة , فعلمت بوجود اكاديمية عريقة لتعليم الطيران وكل ما يخص الطيران والطائرة في المنطقة الشرقية وتم تحديد موعد لزيارة هذه الاكاديمية لمجموعة من أبناء الجمعية وبالتأكيد يتقدمهم بطل هذه القصة وبالفعل تم التحرك والتوجه للمكان المنشود وبطلنا تملؤه السعادة ويغمره الفرح لأنه أخيرا سيتمكن من تحقيق جزء من حلمه وهو تجربة ومحاكاة لقيادة الطائرة والتعرف على الطائرة واجزائها وطريقة صيانتها ولو قليل القليل ولكن ذلك سيشبع رغباته وأيضا نال التشجيع من القائمين على الاكاديمية وانهم في انتظاره بعد ان يتخرج من المرحلة الثانوية

وفي نهاية الرحلة عاد وهو يحمل في قلبه الكثير من المشاعر المختلطة بين تحقيق جزء من حلمه وبين امتنانه لهذه الجمعية ومنسوبيها على حرصهم و تشجيعهم له ولغيره من أبناء الجمعية على تحقيق احلامهم وان يكونوا دائما وابدا داعمين ومساندين ومحفزين لهم.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى)

هيثم بن حريب

تعليق واحد

  1. لا أعلم كيف أبدي شكري و إمتناني لاستاذه ندى ولكل من سعى وبذل جهدا لتحقيق حلم ابني .. حقيقه إن كل كلمات الشكر و العرفان لاتوفيكم حقكم .. لاحرمكم الله الأجر لكل ماتبذلونه لأطفالنا اليتامى و لأمهاتهم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى