تستضيف مدينة الجبيل الصناعية في بداية شهر ديسمبر القادم مؤتمر مدن التعلم الدولي السادس 2024 والذي تنظمه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه.
وتأتي استضافة مدينة الجبيل الصناعية لهذا المؤتمر العالمي بمثابة التتويج المستمر لهذه المدينة العالمية التي صنعت لها مكانة مرموقة في خارطة العالم، فمنذ تأسيسها قبل نحو نصف قرن وهي تمشي بخطى ثابتة ومدروسة نحو التقدم والتميز حتى أصبحت نموذجا عالمياً في صناعة المدن الصناعية الحضارية المتقدمة وقد سعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع في جعل مدينة الجبيل صرحاً عملاقاً للصناعات البتروكيماويات وهو التحدي الذي صنعت منه الهيئة الملكية تميزاً أذهل العالم فبرغم أنها مدينة صناعية إلا أنها جعلت من مدنها سُكنى تنبض بالحياة الكريمة ووظفت مواردها لتحقيق توازن بين الصناعة وجودة الحياة حتى أصبح لديها شعار ترفعه فخراً واعتزازاً أنها مدن الصناعة والحياة والذي أوصلها الى جودة الحياة المتكاملة وفق أسس وخطط رسمتها لتجعل من مدنها علامة فارقة في تحقيق أعلى معايير جودة الحياة لسكانها.
وتشكل هذه الاستضافة لمؤتمر اليونسكو لمدن التعلم أهمية بالغة وكبيرة ويعكس مكانة المدينة ودورها الريادي في تعزيز مفهوم مدن التعلم وهو فرصة استراتيجية للمدينة لتسليط الضوء على إنجازاتها وكذلك تبادل الخبرات مع مدن التعلم الأخرى من مختلف أنحاء العالم.
وهو بمثابة الاعتراف الدولي بمكانة هذه المدينة فهو يظهر تقدير العالم لجهود المدينة في مجال التعلم مدى الحياة والتنمية المستدامة ويعكس التزام المدينة بتطبيق أفضل الممارسات في التعليم والصناعة والاستدامة كما أنه يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030 والتي تركز على التعليم والابتكار والتنمية البشرية كعناصر أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وهو في المقام الأول يبرز جهود المملكة العربية السعودية في التحول الى مجتمع معرفي قائم على التعلم والإبداع ويوفر المؤتمر منصة عالمية لمدينة الجبيل الصناعية لتبادل خبراتها مع المدن الأخرى والمشاركة في الشبكة العالمية لمدن التعلم كما أن المؤتمر سيزيد من إبراز دور المدينة في استخدام التكنولوجيا والتعلم المستدام لتعزيز جودة الحياة.
ودون شك سيعزز من استحقاق المدينة كونها مدينة عالمية دمجت بين الصناعة والتعليم والتنمية المجتمعية وسيظهر للعالم أجمع أن مدينة الجبيل الصناعية ليست مجرد مدينة صناعية في جوفها أكبر المصانع العملاقة، لكنها في نفس الوقت مدينة مبتكرة تحتضن التعلم والتنمية والحياة المستدامة
حيث حرصت الهيئة الملكية في جعل البنية التحتية التعليمية متطوره فأسست المدارس والجامعات والمعاهد التقنية التي تواكب المعايير العالمية وتوفير برامج تدريب وتأهيل مهني للشباب في مختلف التخصصات الصناعية والتقنية وركزت مخرجات التعليم على احتياجات سوق العمل، خصوصا فيما يتعلق بمجالات البتروكيماويات والصناعات الثقيلة بل أنها عززت التعلم مدى الحياة بتوفير برامج تعليمية لجميع الفئات العمرية، بما يشمل التعليم الأساسي، المهني، والتعليم المستمر كما أنها وفرت برامج تعليمية متخصصة تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي والتنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 .
يقول محمود درويش:
ليس الوطن أرضاً.. ولكنه الأرض والحق معاً.
وانا أقول ليست مدينة الجبيل الصناعية مجرد مدينة بل هي وطن للعلم والتعلم والصناعة والحياة الكريمة.
دمتم بود.
بقلم:
محمد الذبياني @thebianim