«غرفة الشرقية» .. حراك استثماري تنموي

كتب : عطية الزهراني
تُعد غرفة الشرقية مثالًا يُحتذى في العمل المؤسسي الفعّال، إذ تجمع بين المهنية العالية والرؤية الاقتصادية الطموحة، والدور المحوري في تمكين قطاع الأعمال بالمنطقة الشرقية. ومن خلال مبادراتها المتنوعة، وعلى رأسها المنتديات الاستثمارية، رسّخت مكانتها كشريك تنموي فاعل وواجهة مشرقة للقطاع الخاص السعودي.
وفي هذا السياق، تبذل غرفة الشرقية جهودًا حثيثة في دعم الحراك الاقتصادي والاستثماري، من خلال تنظيم المنتديات والفعاليات النوعية، التي أصبحت إحدى أهم الأدوات لتعزيز الوعي الاقتصادي، وتوسيع دائرة الحوار بين المستثمرين وصنّاع القرار، وتبادل الخبرات، وبناء شبكات العلاقات الاستراتيجية.
وتُعد مدينة الجبيل الصناعية نموذجًا حيًا لهذا النجاح، إذ لم يكن اختيارها كموقع للمنتديات الاستثمارية محض مصادفة، بل هو تأكيد على جاهزيتها وجاذبيتها كمركز اقتصادي عالمي. فهي مدينة متكاملة تحت إدارة الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وتتمتع ببنية تحتية متقدمة، وتسهيلات كبيرة للمستثمرين تشمل الأراضي الصناعية، والخدمات الحكومية الرقمية، وحوافز تشجيعية متنوعة.
تحتضن الجبيل قطاعات صناعية رائدة، في مقدمتها البتروكيماويات، والمعادن، والخدمات اللوجستية، ما يجعلها وجهة مثالية للاستثمار المحلي والدولي. ويُذكر أن المنتدى الاستثماري الذي عُقد مؤخرا في الجبيل الصناعية عام بالتعاون مع الهيئة الملكية، قد حقق نجاحًا باهرًا من حيث الحضور والمخرجات والتوصيات.
وتكمن أهمية هذه المنتديات في قدرتها على توفير بيئة حوارية مباشرة تفتح المجال للنقاش البنّاء وعرض الفرص الاستثمارية الواعدة والمشاريع الجديدة وتعزيز الشفافية بتوضيح الأنظمة والتشريعات الحكومية وتسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية للمنطقة وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص ونقل المعرفة وتبادل الخبرات من خلال الورش والجلسات الحوارية.
مما لاشك ما تقوم به غرفة الشرقية من جهود، وما تتمتع به الجبيل الصناعية من مقومات، يؤكد أن المنتديات الاستثمارية ليست مجرد فعاليات عابرة، بل محركات تنموية مؤثرة في صناعة مستقبل الاقتصاد الوطن.