الكتابالمقالات

حُمَّى الاستحقاق .. بقلم: سعيد عبدالله سفر

الكاتب : سعيد عبدالله سفر

كَثُر الحديث في الآونة الأخيرة عن الاستحقاق؛ باعتباره أحد الملامح الرئيسة للشخصية المستقلة ذات الإمكانات الخاصة ، حتى أصبح موضة يشارك فيها الصغير والكبير، المتعلم والجاهل بطريقة فجّة مبالغ فيها ، وليت الأمر اقتصر على أولئك الذين يعملون بجد وإنتاجية تشهد لهم وتضعهم في مصاف المؤثرين الحقيقيين، وإلا لكان أمرًا طبيعيًا بل مطلوبًا، لكنّه للأسف الشديد أصبح مادة لكل من هبّ ودبّ، لاسيما أولئك الذين يُدعون بالمؤثرين (المشهورين)!

في حين أن حصيلة الواحد منهم مجموعة من “البثوث” فارغة المحتوى، وافتتاح لعدد من المطاعم والمقاهي ومحلات العطور.

وما درَوْا أن الاستحقاق الذاتي مرحلة متقدمة يسبقها العمل الجاد المضني الذي يثمر ويولّد شعورًا حقيقيًا بالاستحقاق لمكانة علمية أو مهنية أو اجتماعية.

أمّا أن يصبح مصطلح الاستحقاق مضغة في أفواه المراهقين والمراهقات لا لشيء إلا أنّ تضخما في الذات صاحبه ضخ إعلامي من مشهوري ما يسمى بـ “السوشيال ميديا”، فهذا أمر بالغ الخطورة ومؤشر على بروز ظاهرة البطالة بسبب عدم قناعة ذاك أو تلك بالمتاح من الوظائف، بحجة أنه يستحق الأفضل، كما قد يؤثر ذلك على الجوانب الاجتماعية كالزواج مثلا فهي أو هو، ونتيجة طبيعية لداء الاستحقاق الوهمي سيظلان ينتظران ما لا يأتي؛ لأن المعايير غير واقعية ولا منطقية ممّا سيجعل القطار يمر وهما في المحطة ينتظران.

لستَ محور الكون ولا حديث المجتمع ولا طموح أكابر القوم ووجهاء المجتمع لا أنت ولا هي.

عش حياتك بواقعية ودع أعمالك ومنجزاتك تؤهلك لمرحلة الاستحقاق التي ستأتي حتمًا ونتيجة طبيعية لسيرك في الطريق الصحيح.

وختامًا:

(أخاف من فرط ما تمتد أن أدعك)

تحية للشاعر الجميل، حبيب المعاتيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى