صوت الوطن في شعر ابن عثيمين: حوار مع إرث الملك عبدالعزيز .. بقلم المحامي د. عبداللطيف الخرجي

بقلم المحامي د. عبداللطيف الخرجي
في يومٍ وطنيٍ تتعانق فيه الذكرى بالفخر، استحضرنا في هذا الحوار المتخيّل مع المحامي الدكتور عبداللطيف الخرجي، أستاذ مساعد سابق، صوتًا من الماضي، صوت الشاعر الكبير محمد بن عبدالله بن عثيمين رحمه الله، الذي وُلد في بلدة السلمية شمال مدينة الخرج عام 1270هـ وتوفي عام 1363هـ· لقب بـ”شاعر الملك عبدالعزيز”، وترك إرثًا شعريًا خالدًا يعكس نبض المملكة في بداياتها، وقد جمع بين الفن والوفاء للوطن·
قال الدكتور عبداللطيف: “حين نتحدث عن ابن عثيمين، فإننا لا نستعيد مجرد شاعر نظم قصائد وطنية، بل نستحضر روحًا صادقة رافقت خطوات الملك المؤسس في توحيد هذا الوطن العظيم· قصائده كانت مرآة لتطلعات الناس، لغةً تمزج بين الفخر والحماسة، بين الولاء والوطنية، وكل بيت فيها ينبض بالصدق والتاريخ·”
وعن لقبه “شاعر الملك عبدالعزيز”، أضاف: “هذا اللقب لم يأتِ من فراغ، فالقصيدة آنذاك كانت أداة لنشر الفكر والوطنية، وكان الملك عبدالعزيز يستمع لشعره ويتفاعل معه، فكانت كلماته صدى لأحلام وأماني وطن كامل· لقب ‘شاعر الملك عبدالعزيز’ شهادة على قربه من القيادة وإيمانه العميق بمشروع التوحيد·”
وأشار الدكتور عبداللطيف إلى أن الترابط العائلي زاد من قيمة هذا الإرث، فخال الشاعر هو القاضي عبدالله محمد الخرجي، أحد معلمي الملك عبدالعزيز· وقال: “وجود شاعر وطني بحجم ابن عثيمين، وخال عالم قاضٍ علّم المؤسس، يظهر كيف تشابكت الثقافة والعلم والشعر في صناعة وعي الدولة الفتية، وكيف ساهمت هذه الشبكة في بناء روح وطنية أصيلة·”
وأضاف: “قصائد ابن عثيمين ليست مجرد نصوص أدبية، بل وثائق تاريخية تنبض بالحياة· من خلالها نفهم كيف عاش الناس روح التأسيس، الفخر، التضحية والانتماء· في عصرنا الحالي، حيث تتسارع المعلومات وتضيع التفاصيل، يبقى شعره دليلًا على أصالة الماضي ودافعًا للحفاظ على المكتسبات الوطنية·”
وعن العلاقة بين الإرث الأدبي والرسالة القانونية، قال: “القانون والأدب يلتقيان في خدمة الإنسان· كما كان ابن عثيمين يسعى بالكلمة الصادقة لرفع الوعي وبناء روح وطنية، نحن اليوم كمحامين نحمل مسؤولية نشر الثقافة القانونية وخدمة المجتمع· الرسالة واحدة، والأدوات اختلفت، فالشعر بالأمس كان أداة توعية وحشد، واليوم القانون هو أداة حفظ حقوق وبناء عدالة·”
واختتم الدكتور عبداللطيف حديثه قائلاً: “صوت ابن عثيمين لا يزال حاضرًا بيننا، وإرثه لم ينقطع· فهو شاعر خلّد حب الوطن، والقريب نسبًا وفكرًا من علماء حملوا مسئولية التعليم والتوجيه· اليوم الوطني ليس مجرد ذكرى عابرة، بل عهد متجدد لخدمة الوطن بالعلم والقانون، والكلمة الصادقة·”