الكتاب

عين الصحفي … وبصيرة الوطن .. بقلم / عطية الزهراني

بقلم / عطية الزهراني

كنتُ حاضرًا في اثنينية سموّ أمير المنطقة الشرقية، حين قال كلمته البليغة التي لا تُنسى:

“شكرًا لكل صحفيٍ يهدي عيباً لمسؤول، فالوطن هو الدافع للعمل الإعلامي.”

كانت تلك العبارة – التي نُشرت بعنوانها البارز في جريدة اليوم بتاريخ 5 مارس 2014م – أكثر من مجرد تقديرٍ للصحفيين؛ بل كانت رسالة وعيٍ للمسؤولين بأن الإعلام شريكٌ لا خصم، وأن النقد الصادق صورةٌ من صور الولاء للوطن.

لقد لامست كلمات سموّه جوهر العلاقة بين الإعلام والمسؤول، تلك العلاقة التي تُبنى على الشفافية والثقة واحترام الأدوار.
فالصحفي حين يكتب، لا يكتب ليُدين أو يُجامل، بل ليُصلح ويُسهم في البناء.
عينه ترى، وقلبه ينتمي، وقلمه يُنير الطريق لمن أراد الإصلاح.

واليوم – للأسف – نشهد تراجعًا في هذا التواصل الحقيقي؛ إذ أصبح بعض، وهنا أقول بعض المسؤولين، يتهرّب من الإعلامي الوطني، ويكتفي بالتعليق على خبرٍ أو صورةٍ له في منصة X، دون أن يفتح باب الحوار، أو يُقدّر دور الإعلام في إيصال صوت الناس ونبض الميدان.

وهنا تضيع المسافة بين صاحب القرار وصاحب القلم، ويغيب الفهم المشترك الذي يصنع الوعي ويخدم المصلحة العامة.

إن الإعلام الوطني الصادق لا يبحث عن ضوءٍ شخصي، بل يسعى إلى ضوء الحقيقة.

والمسؤول الواعي هو من يرى في الإعلام مرآةً صافيةً تُظهر الصورة كما هي، لا عدوًّا يجب تجنبه.

فشكرًا لسمو أمير المنطقة الشرقية، الذي بكلمةٍ واحدةٍ لخّص فلسفة الإعلام الحقيقي:

أن تكون عينًا ترى بعقل، وقلبًا يكتب بحب، ولسانًا ينطق بالحق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى