محليات

وفد خليجي يزور مؤسسات الطاقة في ألمانيا وبلجيكا لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات

الدمام – عالي الكناني

قام وفد خليجي رفيع المستوى بزيارةٍ فنيةٍ إلى ألمانيا الاتحادية وبلجيكا، مؤخراً، بهدف تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات إدارة منظومات الكهرباء والتحول الطاقي، بتنظيمٍ من هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وضمّ الوفد عددًا كبيرا من القيادات والخبراء في قطاع الطاقة الكهربائية بدول مجلس التعاون، يتقدّمهم م. محسن الحضرمي، وكيل وزارة الطاقة والمعادن بسلطنة عُمان ورئيس مجلس إدارة الهيئة، و م. يعقوب الكيومي، نائب رئيس مجلس الإدارة، و م. أحمد الإبراهيم، الرئيس التنفيذي للهيئة، وعدد من اعضاء مجلس الادارة والرؤساء التنفيذيين والوكلاء بقطاع الكهرباء بمجلس التعاون.

وتهدف الزيارة إلى الاطلاع على التجارب الأوروبية في إدارة الشبكات الكهربائية، والتحول نحو الطاقة النظيفة، وتكامل الأنظمة الإقليمية، والرقمنة في التشغيل الكهربائي، بما يسهم في رفع كفاءة منظومة الربط الكهربائي الخليجي ودعم استراتيجيات أمن واستدامة الطاقة في دول المجلس.

وتأتي هذه الزيارة ضمن جهود الهيئة لتفعيل دورها التكاملي والتنسيقي بين منظومات الكهرباء في دول مجلس التعاون، وتعزيز التعاون الدولي مع مؤسسات الطاقة العالمية، في إطار دور هيئة الربط الكهربائي الخليجي كمظلة خليجية تعمل على تبادل المعرفة وتنسيق الجهود الفنية، بما يعزز من تكامل المنظومات الكهربائية الخليجية ويدعم استقرار وأمن الطاقة على المستويين الإقليمي والدولي.

وناقش الوفد مع الجهات الأوروبية سبل تعزيز التعاون الفني والاقتصادي بين منظومتي الكهرباء الخليجية والأوروبية، باعتباره ركيزةً استراتيجية لتحقيق التكامل الطاقي الإقليمي والدولي، ودعم مسارات التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة.

وخلال الزيارة، عقد الوفد سلسلة من الاجتماعات مع الجهات الحكومية والمنظمات الأوروبية المعنية بسياسات وتنظيم قطاع الطاقة، إلى جانب مشغلي الأنظمة الكهربائية في ألمانيا وبلجيكا.

وتضمنت الزيارة لقاءات مع عدد من المؤسسات الأوروبية، أبرزها: وزارة الاقتصاد والطاقة الفيدرالية الألمانية، ووزارة الطاقة البلجيكية، ومشغلي الشبكات 50Hertz وELIA، إضافةً إلى المفوضية الأوروبية، واتحاد مشغلي شبكات الكهرباء الأوروبية (ENTSO-E)، ومركز مراقبة شبكات الربط الأوروبي (CORESO)، ومنظمة مشغلي كهرباء البحر المتوسط MED-TSO.

واطلع الوفد خلال الاجتماعات على منهجيات تخطيط الإنتاج ومزيج الطاقة في ألمانيا، مع دراسة التحديات الفنية والاقتصادية ومتطلبات شبكات النقل والربط الكهربائي، والتعرّف على الحلول التقنية والتنظيمية التي مكّنت أوروبا من دمج مصادر الطاقة المتجددة المتغيرة ضمن منظوماتها بكفاءة عالية.

كما جرى استعراض التطورات في التشريعات المنظمة لقطاع الطاقة الأوروبي، ومناقشة التجارب الألمانية والبلجيكية في إدارة مرونة الشبكات الكهربائية وتعزيز موثوقيتها.

وقال م. محسن الحضرمي، رئيس مجلس إدارة الهيئة، “تأتي هذه الزيارة ضمن التعاون المشترك بين منظومات الطاقة الخليجية والأوروبية، لتعزيز الاستفادة من التجارب المتقدمة في إدارة الشبكات والتحول الطاقي، بما يسهم في تطوير أنظمة الكهرباء في دول المجلس. كما يأتي توقيت الزيارة متزامنًا مع توسّع دول مجلس التعاون في إنتاج الطاقة المتجددة ومشاريع توسعة شبكة الربط الكهربائي الخليجي، وتعزيز دور الهيئة المتنامي كمحورٍ إقليمي لتجارة الطاقة.”

فيما أوضح م. يعقوب الكيومي، نائب رئيس مجلس الإدارة، أن هذه الزيارة جاءت لتبادل الخبرات الفنية مع الشركاء الأوروبيين، والذي يعكس التوجه الخليجي نحو التكامل والتطوير المشترك في مجالات التشغيل والتخطيط الكهربائي، بما يعزّز جاهزية منظومة الربط الخليجي لمواكبة التحول العالمي في الطاقة.

وبدوره أكد م. أحمد الإبراهيم، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن هذه اللقاءات مع المؤسسات الأوروبية أتاحت فرصة مثمرة لقطاع الكهرباء الخليجي لتبادل المعرفة حول أحدث السياسات والتقنيات في تشغيل الشبكات وإدماج مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما يسهم في تعزيز التعاون الدولي في مجالات استدامة الطاقة وكفاءة التشغيل، وتأكيد ريادة دول مجلس التعاون في تطبيق رؤى واستراتيجيات التحول الطاقي، وعد هذه الزيارة خطوةً مهمة ضمن سلسلة من البرامج الفنية والمبادرات الاستراتيجية التي تنفّذها هيئة الربط الكهربائي الخليجي، في إطار سعيها إلى تعزيز تكامل منظومات الكهرباء الخليجية وتطوير بنيتها التقنية بما يواكب رؤى دول مجلس التعاون، الرامية إلى تحقيق أمن الطاقة واستدامتها وتنمية الاقتصاد الخليجي.

والجدير بالكر بأن التقديرات الأوروبية تشير إلى أن نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الإنتاج ستصل إلى نحو 70% بحلول عام 2035م، في مؤشرٍ على التزام القارة الأوروبية بالتحول نحو الطاقة النظيفة والمستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى