أعظم قصة نجاح في العالم .. بقلم / د. أحمد بن حمد البوعلي

في عالم يموج بالتغيرات والتحديات، تبقى المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر النماذج إلهامًا على مستوى العالم فهي ليست مجرد دولة ناجحة، بل تمثل أعظم قصة نجاح في العصر الحديث؛ قصةٌ ترتسم ملامحها في كل مدينة، وكل مشروع، وكل مؤسسة وطنية.
وخلال زيارتي للهيئة الملكية بالجبيل واطلاعي على ما تقوم به من مشاريع عملاقة ونظم إدارية رائدة، برفقة الأمير العضيد، عبدالعزيز بن محمد بن جلوي وفقه الله ولعمري كانت تلك من اللحظات السعيدة التي يزدان بها العمر.
سررت بلقاء سعادة المدير التنفيذي، م محمود الذيب ذلك المهندس المميز الخلوق، الذي يقود فريق عملٍ متفانٍ ومحترف، يكمّل بعضهم بعضًا في صناعة هذا النموذج الملهم من الإنجاز والريادة تجلّى لي بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا النجاح ليس وليد ظرف، بل هو ثمرة رؤية وطنية متقنة، وجهد جماعي متواصل، وقيادة رشيدة تصنع التحول الكبير نحو المستقبل منذ أكثر من خمسين عامًا حين انطلقت مسيرة التخطيط الصناعي وتأسيس البنية الاقتصادية الحديثة، ومع مرور العقود، تواصل البناء وتراكمت الخبرات، حتى جاءت رؤية 2030 لتكمل المشهد وتُعيد صياغة الطموح بحجم الوطن كله، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – ليست مجرد خطة، بل مشروع حضاري شامل غيّر ملامح المملكة اقتصاديًا واجتماعيًا وثقافيًا.
وقد جسدت الهيئة الملكية بالجبيل هذا التحول بأبهى صورة؛ فهي نموذج حكومي عالمي يُدرّس في الإدارة والتخطيط والحوكمة وجودة التنفيذ.
وخلال زيارتي، أدركت أن ما تقوم به الهيئة الملكية يتجاوز حدود الصناعة، ليمتد إلى بناء الإنسان، وصناعة بيئة عمل فريدة، وتشييد مدينة صناعية تعد الأكثر تقدمًا في العالم.
خمسون عامًا فقط كانت كافية ليشهد العالم واحدة من أعظم قصص التحوّل؛ فالجبيل الصناعية انطلقت من تراب صحراء قاحلة لا شيء فيها، لتصبح اليوم أنموذجًا عالميًا ومركزًا صناعيًا وإنسانيًا وبيئيًا يُضرب به المثل، تتجه إليه الأنظار ويُدرَّس في معاهد التخطيط والاقتصاد.
ولعل من أبرز أسباب النجاح السعودي الذي لمسته عن قرب هو توفيق الله أولًا وآخرًا، والعناية الإلهية التي أحاطت هذه البلاد المباركة وأهلها، ثم ما تبع ذلك من بذل للأسباب، منها:
1) قيادة استثنائية تصنع رؤية واضحة قائم على قيادة ملهمة وضعت أهدافًا طموحة، وتابعت تنفيذها بإرادة لا تعرف التردد، ما جعل التحول واقعًا ملموسًا رحم الله من مات من ملوكنا وبارك الله في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهد الامين وأمد الله في حياتهما وصحتهما.
جانب ثاني رؤية ٢٠٣٠م نقلت المملكة إلى فضاءات جديدة من الابتكار، والتنوع الاقتصادي، والحيوية المجتمعية، وخلقت بيئة متقدمة تُحفّز المشاريع الكبرى مثل الجبيل وينبع.
أمر ثالث الهيئة الملكية… نموذج عالمي في الصناعة والجبيل ليست مجرد مدينة، بل منصة إنتاج وابتكار وإدارة حديثة من حيث شبكات الطرق، المصانع، البنية التحتية، والمناطق السكنية المتكاملة؛ جميعها بنيت وفق أعلى المعايير العالمية.
رابعا وهو من أهم ما لفت نظري خلال الزيارة هو الكادر الوطني المؤهل الذي يدير ويبتكر ويقود عجلة الصناعة بكفاءة عالمية فهذا الوطن قام على إيمان راسخ بالله، وثقة بأن السعي والعمل والاجتهاد سننٌ ماضية لتحقيق الازدهار.
5. المشاريع في الجبيل تُدار وفق منظومة متكاملة مع القطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، مما يعزز الاستدامة ويزيد من زخم النمو.
إن الهيئة الملكية بالجبيل تشكل جزءًا أصيلًا من نجاحات المملكة، وهي شاهد حيّ على قدرة الوطن على تنفيذ رؤى عملاقة وتحويلها إلى واقع على الأرض.
فاصلة ؛-
المملكة أعظم قصة نجاح… والجبيل أحد فصولها الأجمل وخلال زيارتي الأخيرة للهيئة الملكية بالجبيل، تأكد لي أن ما يحدث ليس مجرد تطور، بل ملحمة وطنية تُكتب كل يوم بروح سعودية أصيلة.
د. أحمد بن حمد البوعلي
رئيس مجلس إدارة جمعية قبس