أخبار الشرقية

لماذا تترشح محافظة الجبيل لتكون أحد مُدن العالم الصحية ؟

تقرير صحفي – ناصر الشهري

هُنا قصة محافظة الجبيل مع “المدينة الصحية” حيث الطموح يتعدى كونه من قاعة اجتماع أو ملف إداري، بل من سؤال أكبر:

كيف يمكن لمحافظة الجبيل، التي تنبض بالحياة والعمل، أن تجعل الصحة جزءاً من تفاصيل يومها العادي، لا شعارًا مؤقتاً ولا مشروعاً موسمياً؟

هذا السؤال قاد محافظة الجبيل إلى طريق طويل من العمل الهادئ، انتهى مؤخرًا بمحطة مفصلية، مع الزيارة التقييمية المبدئية لبرنامج “الجبيل مدينة صحية” ضمن المعايير الدولية المعتمدة من منظمة الصحة العالمية.

من فكرة عالمية إلى تطبيق محلي

قبل أكثر من ثلاثة عقود، أطلقت منظمة الصحة العالمية برنامج “المدن الصحية” انطلاقاً من قناعة بسيطة وعميقة في آن واحد: إن صحة الإنسان تصنعها المدينة بكل ما فيها؛ تخطيطها، شوارعها، بيئتها، تعليمها، ثقافتها، ومساحات التفاعل فيها.

المدينة الصحية – بحسب المفهوم العالمي –

هي مدينة تضع الصحة في قلب سياساتها وقراراتها اليومية، وتعمل بتكامل بين القطاعات، وتمنح المجتمع دورًا حقيقيًا في صناعة رفاهيته.

الجبيل | مقومات جاهزة وطموح أعلى

في هذا السياق، جاءت تجربة محافظة الجبيل، مدينة تمتلك مزيجاً فريداً من المقومات الصحية والبيئية والتنموية، إلى جانب بنية تحتية متقدمة ومشاريع نوعية في جودة الحياة.

وخلال اللقاء الذي جمع سعادة محافظ الجبيل الأستاذ منصور بن زيد الداود، بفريق لجنة المدن الصحية بالمنطقة الشرقية، وبحضور مدير عام فرع وزارة الصحة بالمنطقة الشرقية، اتضحت ملامح هذه القصة:

مشروع يعمل وفق رؤية واضحة، ويترجم توجيهات القيادة الرشيدة – أيدها الله – في تحسين جودة الحياة ورفاه المجتمع، وبدعم ومتابعة مباشرة من سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه.

عمل مؤسسي لا مجهود فردي

اللافت في تجربة الجبيل أن “المدينة الصحية” تُدار كمنظومة عمل تشاركية، ضمّت لجاناً رئيسية ومساندة، وهيكلاً تنظيمياً واضحاً، وخطة زمنية دقيقة.

وقد نجحت المحافظة – وفق ما أُعلن – في استكمال وإغلاق جميع معايير المرحلة الثانية بنسبة 100%، وهي مرحلة تتطلب التزاماً عالياً بمعايير تشمل:

الصحة العامة، البيئة، التعليم، المشاركة المجتمعية، أنسنة المدن، وتحسين المشهد الحضري.

من الورق إلى الميدان

الزيارة التقييمية انتقلت إلى الميدان وبجولات شملت مرافق صحية وتعليمية، وعدة مماشي على الواجهات البحرية، ومشاريع تعزز النشاط البدني وجودة الحياة، إلى جانب مبادرات تهتم بأنسنة المدينة وجعلها أكثر قربًا من الإنسان.

كما عكس “معرض الجبيل مدينة صحية” جانباً آخر من القصة، حيث لم تكن الإنجازات حكومية فقط، بل شراكات مجتمعية، وقصص نجاح، وتكامل بين قطاعات تعمل لهدف واحد: مدينة تُشبه سكانها وتخدم صحتهم.

ما بعد التقييم أين تقف الجبيل ؟

اليوم، تقف الجبيل على أعتاب الاعتماد النهائي، في مسار ينسجم مع توجه المملكة العربية السعودية التي أصبحت من الدول الرائدة عالمياً في برنامج المدن الصحية، بعد اعتماد عدد من مدنها ضمن شبكة منظمة الصحة العالمية.

لكن الأهم من شهادة الاعتماد، هو ما تم بناؤه خلال الطريق:

ثقافة مؤسسية، ووعي مجتمعي، ونهج يربط التنمية بالصحة، ويجعل رفاه الإنسان محور كل قرار.

وأخيراً هذه القصة المؤسسية تؤكد على :

إن ترشح الجبيل لتكون “مدينة صحية عالمية” قصة مدينة قررت أن تعيش صحتها قبل أن تعلنها.

قصة تقول إن المدن تنمو بما تمنحه لسكانها من حياة متوازنة، وبيئة آمنة، ومساحات إنسانية تُشبه المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى