الجبيل اليوم
آل مداوي يتحدى الإعاقة ويؤسس نادي «تشالنج» لكبح جماع المتهورين في الشوارع
.
نماذج مشرقة وطامحة ومتألقة يزخر بها المجتمع يستشعر أصحابها أهمية ومجال العمل التطوعي الذي تسمو به النفس.. «عكاظ» التقت بأحدهم في الجبيل الصناعية وهو من ذوي القدرات والعطاء الخاصة.
عبدالرحمن سليمان آل مداوي يعاني من شلل نصفي لكن ذلك لم يثنه عن تقديم الكثير لمجتمعه ووطنه، فاختار مجالا في غاية الأهمية لتكريس جهده (ارتفاع نسبة الحوادث والموت بسبب السرعة القاتلة).
يقول آل مداوي «أطلقنا نادي تشالنج الشبابي الذي يحرص على تقديم الفائدة للشباب وتوجيههم لما ينفعهم، ونهدف إلى جمع الشباب تحت مظلة واحدة تعمل على توعية الجيل الجديد بالقوانين المرورية وعدم تجاوز الأنظمة ومنع عرقلة السير في الطرقات، وجميعنا نعمل لتحقيق شعار (يدا بيد للقضاء على الحوادث المرورية)». وحول نظرته الخاصة للعمل التطوعي يقول آل مداوي إن العمل التطوعي يؤدي إلى التقليل من أخطار العلل الاجتماعية والسلوك المنحرف في المجتمع، ويأتي ذلك عبر تشجيع الشباب والأفراد على أعمال من شأنها أن تشعرهم بأنهم مرغوب فيهم، يضاف إلى ذلك أن المشاركة التطوعية ستؤدي إلى تنمية قدرة المجتمع على مساعدة نفسه، عن طريق الجهود الذاتية التي يمارسها المتطوعون.
يشرح آل مداوي نشاط النادي ويقول إن النادي مكون من عدة لجان تهتم بقطاع الشباب وتقديم خدمة مجتمعية من خلال ما تقدمه من الخدمات والفعاليات والندوات لكل فئات المجتمع، ونعمل على تسخير طاقات شباب النادي لتقديم كل ما يفيد مجتمعهم. وحول رؤية النادي يشرح «نسعى لجعل شباب مدينة الجبيل الصناعية قدوة لشباب المملكة خاصة ودول الخليج عامة في القيادة الوقائية والحفاظ على المرافق العامة».
آل مداوي يقول إن هدف نادي «تشالنج» الشبابي هو تأصيل احترام القوانين المرورية ورجال الأمن والالتزام بقواعد السلامة، ونشر ثقافة الأعمال التطوعية بين أفراد المجتمع، والمحافظة على ممتلكات المدينة ومرافقها العامة، والمشاركة في الاحتفالات الرسمية بفعاليات توعوية، وإيجاد فرص ترويحية للشباب في إطار توعوي راق. وحول ما يميزهم عن بعض النوادي الشبابية التطوعية أشار قائلا «نحاول كل عام التجديد وتقديم الأفضل لزملائنا المشاركين والشباب المستفيدين من بعض الأنشطة.. نوفر لأعضائنا دورات تدريبية متعددة على أيدي مدربين متخصصين في ركوب الخيل، التصوير الضوئي والفوتوغرافي، المونتاج وإخراج الفيديوهات، مهارات السباحة، دورات في الغوص ودورات قواعد السلامة المرورية».
وعن تميز نادي تشالنج يقول آل مداوي «نقدم لأعضائنا والمنتسبين للنادي تخفيضات متعددة كدعم من بعض المراكز التجارية والورش في الجبيل الصناعية، كما نملك مقرا رسميا في النادي البحري، حيث سعت الهيئة الملكية مشكورة لتوفير ذلك، ويحوي على صالة مجهزة بطاولات للعب البلياردو، صالة للعب التنس، مسبح ومنطقة غوص، ملاعب سداسية لكرة القدم، صالة بولينج كما يوجد لدينا نادي فروسية خاص».
المستشار الأسري والمدرب في التنمية البشرية خالد محمد الأسمري يعلق على ما سبق بالقول إنه لا يوجد في كيان الأسرة أغلى من أبنائها فهم الثروة التي يستثمرونها ويبنون مجتمعا يساهم في دفع عجلة الوطن للتقدم والازدهار، ومع تنامي الوعي في رؤية الفئة التي كان ينظر لها أنها عالة وحمل ثقيل وهذا الوعي أسهم في التخلص من بعض الأفكار الخاطئة على الرغم ما يملكه الشباب من أصحاب الإعاقة من قدرات وطاقات، يجب أن تعتني الأسر باكتشاف أبنائها وتنميتهم لأعلى مستوى، فتلك تعد مهمة أساسية للأسر ومراحل التعليم بشتى اختلافها. الأسمري يأمل من أجهزة الإعلام تسليط الضوء على الجانب المنسي في هذا المجتمع وتغيير رؤيته حول ما يملكه أصحاب الاحتياجات الخاصة من طاقة قد لا تتوفر في الأصحاء فهذا الأمر يعني لهم الكثير ويعني للمجتمع الكثير أيضا فهم ثروة وطاقة هائلة يجب إبرازها لتنتج أكثر وتبدع بلا حدود .