مواهب وإبداعات شبابية في مهب الريح : إلى متى ؟

.

يعتبر الشباب هم مصدر قوة الأمم وهم الحاضر وبناة المستقبل؛ فهم يمكلون الطاقة والعزيمة والإصرار الذي يدفعهم لبذل جهود مضاعفة لإنجاز أي عمل كان، وعلى أكمل وجه وأحسنه بإذن الله، ولا تنهض المجتمعات إلا بسواعد شبابها من الجنسين ذكوراً وإناثاً. ولو نظرنا في حاضرنا هذا ومن حولنا لوجدنا أن الشباب السعودي مميز في جميع المجالات سواءً أكانت علمية أو رياضية أو ثقافية، وقد أبدع الشباب في العديد من المجالات، وحققوا إنجازات على المستويين المحلي والعالمي ورفعوا راية بلادهم عالية خفاقة في سماء التميز.

 .

وفي هذا الموضوع نسلط الضوء على بعض الفرق الشبابية في الجبيل الصناعية التي نشأت بفضل شباب سعودي كافح وجدَّ وعمل من أجل هواية أحبها منذ صغره وكبرت معه حتى أصبح الحلم حقيقة وأصبح الخيال واقعاً يعيشه مع مجموعه من الشباب تربطهم هذه الهواية يتنفسونها يومياً وتأخذ من وقتهم الثمين، ما يساعدهم على تطويرها وبلورتها مع ما يتناسب مع بيئتنا ومجتمعنا وكذلك تقيهم شر أوقات الفراغ التي ربما اُستغلت بشكل خاطئ.

الجبيل اليوم التقت بعدد من مؤسسي بعض الفرق والأندية الشبابية التي أنشأت بمجهودات شخصية، وقد دار حديثنا عن المشكلات والصعوبات التي يواجهونها والتي من شأنها أن تحد من إكمال مسيرتهم المميزة في عالم الإبداع.

.

وكانت البداية : تحدي أن أصنع من الألم أمل :

مع الكابتن عبدالرحمن آل مداوي وهو مؤسس نادي تشالنج الشبابي والذي قال بدأت فكرة تأسيس النادي من قلب الألم والمعاناة حيث كنت أطمح أن أصنع من الألم أمل، وقد نشأت هذه الفكرة بعد خوضي لتجربة الإعاقة عقب ذلك الحادث المروري الذي شل نصفي السفلي آنذاك ليصنع مني شخصاً عايش العصرين؛ فترة ما قبل الإعاقة، وما بعدها حيث علمت مقدار الألم الذي ينتج بعد أي حادث، وأحببت أن أصنع من هذا النادي منبراً ليرشد الشباب ويوعيهم لئلا يعيشوا ما عشته من تغيرات كثيرة والحمد لله على قضاء الله وقدره، يضم النادي مواهب وطاقات كبيرة وعديدة من شباب الجبيل تجاوزوا حاجز المئتي شاب, وإحدى تلك الهوايات التي نرعاها في النادي؛ وقد تكون خطرة، ألا وهي هواية تعديل السيارات، وكما تعلمون إنها بدون توجيه صحيح قد تنحى منحى آخر مخالفاً لقيمنا ورسالتنا التي نطمح لتحقيقها في النادي والذي يعتبر الأول في المملكة العربية السعودية الذي ينهج هذا النهج ولا زال، إلا أن الموارد المالية التي كانت تأتي له تكاد تكون منعدمة. وأضاف آل مداوي إن الهيئة الملكية مشكورة قدمت الكثير للشباب من توفير كورنيش خاص يضم في جنباته ملاعب رياضية وشاشات عملاقة لمتابعة المباريات، ولكن للأسف يعاني هواة السيارات من عدم الاهتمام!! فأين يقضون وقت فراغهم ؟

ويضيف آل مداوي: حقيقة بعد ما تعرض له النادي من وعود باهته،  ومعوقات كثيرة نتيجة الجري خلف المصالح الدنيوية من بعض الشركات والمؤسسات تناقص عدد الأعضاء أكثر من عدد الحوادث اليومية، وإن دل هذا الشيء فإنما يدل على فقدان مصداقية الإدارة عند الأعضاء التي لم تنتج إلا من الوعود الباهتة التي كانت تتلقاها إدارة النادي من أشخاص كثيرين، وكما ذكرت لكم بين الأسطر السابقة أن الدعم يكاد يكون شحيحاً أو منعدماً، حيث كنا نعمل سوياً كإدارة ونجمع من بعضنا بعض المال لنقدم كل ما نستطيع لنصل إلى رضا محبينا. وفي نهاية حديثه للصحيفة  قال عبدالرحمن : ادعوا ومن على منبر صحيفة الجبيل اليوم الشركات والمؤسسات أن تدعم النادي مادياً ومعنوياً لأننا نحمل على عاتقنا أهداف وأحلام شبابية سوف تساهم في تطوير المجتمع وتجنب الشباب مخاطر السرعة والاستخدام الخاطئ للسيارات.

.

الدعم يأتينا على أستحياء :

وثم التقينا بالموهوب المصور عبدالعزيز الضويحي وهو مصور فوتوغرافي وأفلام مرئية قصيرة ( يوتيوبية ) يبثها عبر اليوتيوب، وهو مؤسس فريق بوكس تيم الذي قال إن النادي يضم ما يقارب الأحد عشر عضواً من شباب الجبيل الذين جمعهم حب التصوير، وأضاف بأن النادي يهتم بإنتاج الأفلام القصيرة بجانب التصوير الاحترافي، وقد أنتجنا العديد من الأعمال المميزة خلال الفترة الماضية بالإضافة لتغطية بعض المهرجانات والمسابقات التي أقيمت في مدينة الجبيل. وذكر إن النادي يتلقى بعض الدعم على استحياء من بعض الجهات ولا يوجد راعي رسمي للنادي يمده بالدعم اللازم لتقديم كل ما لدينا من طاقات ومواهب شبابية يضمها الفريق والتي سوف تخدم الجبيل وتنقل صورة حضارية عن شباب المنطقة.

.

منع التصوير في الأماكن العامة بدون مبررات :

وفي نفس السياق التقينا بالمصور الفوتوغرافي  محمد الزهراني من الأعضاء البارزين في نادي الجبيل فوتوز  أن الفكرة بدأت  أصلاً بمجهودات شخصية من ثلاث إلى ستة أشخاص قبل 8 سنوات تقريباً، وقد ابتعدوا حالياً عن المجال نسبة لظروفهم وانشغالاتهم العملية، وقد واصلنا نحن  مع مجموعة من الشباب حتى لا يفتقر الفريق قوامه واستمراره وذلك لجمع كل هواة التصوير الفوتوغرافيين  تحت مظله واحدة ولتسهيل التعاون وتبادل الخبرات بين المصورين، وقد أصبح عدد أعضاء الفريق في الوقت الحالي ما يقارب الخمسة وثلاثين مصوراً. وأضاف الزهراني إن من أهم أهداف النادي المستقبلية هي نشر هواية التصوير الفوتوغرافي ورسم الخطوط الأولى للمبتدئين، وكذلك تنظيم مسابقات تصوير على مستوى الجبيل، ومساعدة المصورين على المشاركة في المسابقات العالمية للتصوير.

وعند سؤالنا للزهراني عن أهم المشاكل والمعوقات  ذكر أن الدعم المادي وعدم الاستقرار في موقع دائم هو ما يؤرقنا في الفترة الحالية؛ حيث إننا نعتمد على مجهوداتنا الشخصية كأعضاء للنادي، بالإضافة لمنعنا في بعض الأحيان من التصوير في الأماكن العامة رغم عدم وجود أي لافتة تشير إلى منع التصوير في مثل هذه الأمكنة.

.

 المقر والدعم المادي  هما القواعد الاساسية لأستمرار المبدعين :

وفي ختام التقرير التقينا بعمدة المصورين بالجبيل الإعلامي الأستاذ علي السويد المصور الصحفي في ” صحيفة الشرق “،  ووجهنا له عدة أسئلة منها  كيف تجد الاقبال من الشباب  علة هواية التصوير ماهو مستوى الفني لهواة التصوير الفوتوغرافي بالجبيل ؟ حيث أجابنا عليها قائلاً: الأقبال  من هواة  التصوير بالجبيل كثيرون وأغلبهم من الأعمار الصغيرة سواء أولاد أو فتيات؛ والمستوى العام الفني بين المتوسط والمتقدم ..   والعادي! وهم الذين يحتاجون لدورات تأسيسية، كما إنهم يحتاجون للتوجيه والدعم، ولهذا السبب لم نجد جهة تتبنى  مقراً رسمياً دائماً،  ولم نجد جهة تدعمنا  مادياً  لجلب مدربين محترفين هذا كل ما ينقص  الموهوبين والهواة  من الشباب والصغار.

استاذ علي علمنا أنك أحد  الأعضاء الأوائل المؤسسين لنادي الجبيل فوتوز، لكن ما هو السبب الذي جعلك تبتعد عن النادي والشباب المتواجدين حالياً في أمس الحاجة لكم ليستفيدوأ من خبراتكم؟

وأجاب السويد : إن الشباب  دائماً  في قلبي، وأنا معهم قلباً وقالباً؛ لكن سبب ابتعادي عن النادي ويشاطرني زملائي المؤسسين  نفس الابتعاد هو عدم استقرارنا في مكان واحد، فإدارة الخدمات الاجتماعية بالهيئة الملكية بالجبيل  لم تقصر  بفتح  إحدى القاعات في مبنى خدمة المجتمع بالفناتير  وخصصت لنا يوم واحد بالأسبوع،  وكان عملنا ممتاز  في السابق من محاضرات ودورات وورش عمل داخلية وميدانية  وزيارات وكان ذلك في عهد رئيس قسم الثقافية الاستاذ منصور العجمي، وبدعم معنوي ومادي من رجل الاعمال الاستاذ خالد المهوس . لكن بعد ذلك تغير المسؤول على المركز  حيث  لم نجد  جدية فيمن يهتم بنا من الإدارة الحالية التي تشرف على المركز ولهذا ابتعدنا وأنتم الحكم .

هل النادي لا يزال قائم والشباب الهواة مستمرين بلقائهم وأجتماعهم ؟

 نعم لا يزال الشباب مستمرين الله يقويهم  لكنهم يحتاجون إلى دعم مادي و رعاية واهتمام  أكثر لأنهم بالأخير أبناء الجبيل وفي خدمتها .

.