أقلام واعدة

الملل والتذمر من الإجازة

منذ أن كنت طالبة في المدرسة وأنا أسمع وأقرأ تذمر الكتّاب وعلماء الاجتماع والتربية من فوضى الإجازات الطويلة، سواء كانت هذه الإجازة شهرًا أو شهرين أو ثلاثة أو أربعة. كمايشتكون في نهاية الإجازة من الملل والتكرار ، ربما هذا حال كثير من العائلات
قبل يومين غرد باحث اجتماعي يقول: ‏(إجازة مدارس لأربعة أشهر في بيئة قاحلة من الأنشطة والإمكانات هي عقاب بحق العائلة وتهديد اجتماعي).

فأجابه كاتب صحفي:

‏(الفراغ العريض أربعة أشهر ما يعادل ثلث السنة، شبح الفراغ المخيف ننتظره كل عام، والمؤسسات المعنية بالأنشطة التربوية والترفيهية نائمة).

هذان نموذجان للرأي المتذمر من الإجازة، واعتبارها مضيعة لوقت الطفل وتفريطا في تعليمه وتربيته، بينما هي فرصة للاقتراب العائلي والسفر وممارسة الأنشطة والألعاب ومشاهدة برامج وأفلام تنمي شخصية الطفل وتصقلها، وتدعم صحته النفسية بالتواصل غير المشروط مع والديه.

الطفل يحتاج أن يلعب لعبا حرا في المنزل دون أهداف تعليمية ورعاية مواهب. تلك المواهب غير الموجودة إلا في عقل الآباء، فأغلب الآباء والأمهات ‏السعوديين يعتقدون أن أطفالهم عباقرة، لكن إمكانات الدولة لم تسمح لهم بتنمية مواهبهم!!

بينما في الواقع أطفالهم عاديون مثل آبائهم وأمهاتهم، وهذا ليس عيبا، بل أمر طبيعي.

لكن يبدو أننا كسعوديين تعودنا أن نلقي المهام المنوطة بنا وواجباتنا الاجتماعية على الدولة ونصمها بالتقصير.

أنت أنجبت طفلك فيفترض بك أن تخصص له جزءًا من وقتك تعلمه وتربيه وتكسبه المهارات الضرورية له في الحياة والتي لن يتعلمها في المدرسة، وعليك أن توفر له مالاً للترفيه والسفر واللعب.

كما يمكننا تحويل الصيف ممتعا وأنيسا ومختلفا عن كل صيف مضى إذا راعينا المعايير الأربعة التالية (الترفيه ، التجارب والخبرات ، التعلم ، الإيمان ) وهذه هي القواعد الذهبية الأربعة التي ينبغي أن نراعيها ونحن نضع خطتنا الصيفية لأبنائنا. أولا : الترفيه فنخطط لعمل برامج ترفيهية مثل زيارة الملاهي والمدن الترفيهية والسيرك أو الاشتراك بالأندية الرياضية أو الذهاب للبحر ثانيا: التجارب والخبرات وتكون من خلال الاشتراك في أندية لتنمية المواهب والقدرات أو حضور برامج تنمية الذات أو التدريب على أعمال يدوية أو مهنية جديدة أو رياضة الغوص أو صيد السمك أو ركوب الخيل أو تعلم صنعة أو مهنة أو غيرها. رابعا : الإيمان ويكون من خلال المحافظة على الصلاة والذكر والدعاء وجميل أن يكون لأطفالنا برنامج في الصيف مثل قراءة الأربعين النووية أو حفظ 50 حديثا نبويا أو حفظ جزء واحد من القرآن أو التسجيل في حلقة علمية

‫7 تعليقات

  1. هذه الكاتبه تتحدث عن المستوى الذي تعيش فيه هي ولا تتحدث عن وضع 90% من سكان المملكة العربية السعودية الذين لا يملكون سوى رواتبهم والتي تنتي في 10 من الشهر من الأفضل ان الكاتب قبل ان يكتب حرف واحد وينشره بأي صحيفه ان يعرف إلى من يكتب هذا الكلام …. ويبدو انها لم تعيش وتنغمس في المجتمع السعودي حتى تعرف حجم المعاناة خاصة بعد تأخر راتب شهر 10 !!! وفي الحقيقة ان ما كتبته هي هنا يمثل نوع من الهياط … والصحيفة وافقت على النشر للأسف … !

  2. الكاتبة وفقها الله أوردت رأيين مختلفين حول طول مدة الإجازة المدرسية لهذا العام ، ثم وضعت حلولا لمنع حدوث الملل من طول المدة وهي بتلك الحلول تؤكد على أهمية عناية الأسرة بابنائها وبناتها الطلاب وغير الطلاب من حيث تنظيم الوقت والاستفادة منه …وقد أحسنت في ذلك .
    اني لاعتب على من هاجم الكاتبة في أمر لم تتطرق إليه في مقالها وهجومهم في وجهة نظري لا ينالها منه شيء بل يتجه للجهات المنظمة لما أشاروا إليه …
    شكرا للأخت فاطمة وللصحيقة التي أوصلت صوتها لشرائح المجتمع المختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى