الكتابكلية الفيحاء الأهلية

أسباب التفوّق الدراسي في المرحلة الجامعية .. بقلم الدكتور/ حبيب سليمان بوش جودي

يعدّ التفوق الدراسي هدفًا يسعى إليه كل طالب جامعي يطمح لصناعة مستقبل مهني مميز، ولا يتحقق هذا الهدف صدفة، بل عبر ممارسات واضحة تقود إلى النجاح والتميز. فالمرحلة الجامعية هي المسار الحقيقي لبناء الشخصية والمعرفة، وفيها تتشكل المهارات التي تلازم الإنسان طوال حياته.

ويُعد تنظيم الوقت الخطوة الأولى نحو التفوق؛ فالطالب الناجح يدير يومه بذكاء، ويوازن بين المحاضرات والمذاكرة والراحة، ويتجنب التشتت وضغط اللحظات الأخيرة. كما أن الاستفادة من المصادر الأكاديمية – من مكتبات وقواعد بيانات ومشورات أكاديمية – تمنح الطالب عمقًا معرفيًا لا يكتفي بما يُطرح داخل القاعة الدراسية.

ولا يقل الانخراط في الأنشطة الطلابية والتدريب العملي أهمية عن التحصيل العلمي؛ فهذه الأنشطة تنمّي مهارات القيادة والعمل الجماعي والتواصل، وتفتح آفاقًا أوسع لفهم بيئة العمل الحقيقية. أما روح البحث العلمي فهي ما يميز طالبًا عن آخر؛ إذ تمنحه القدرة على التحليل، وقراءة الجديد في التخصص، والمشاركة في الندوات والورش العلمية.

كما أن التواصل الإيجابي مع الأساتذة والزملاء يعزز الفهم، ويوفر بيئة معرفية غنية قائمة على السؤال والنقاش وتبادل الخبرات. ولا يمكن الحديث عن التفوّق دون التأكيد على الصحة النفسية والبدنية، فهي أساس التركيز والإبداع، وتشمل النوم الجيد، والغذاء الصحي، وممارسة الرياضة، وإدارة الضغوط بشكل واعٍ.

إن التفوق الدراسي ليس موهبة نادرة، بل نتاج وعي واجتهاد واستثمار للفرص المتاحة داخل الجامعة وخارجها. وكل جامعة – ومنها كلية الفيحاء الأهلية بالجبيل الصناعية – تستطيع أن تكون بيئة داعمة تمنح طلابها الأدوات والبرامج التي تساعدهم على النجاح والتميز وصناعة مستقبل يليق بطموحاتهم.

إعداد : الدكتور/ حبيب سليمان بوش جودي

أستاذ الفيزياء – كلية الفيحاء الأهلية بالجبيل الصناعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى