التعليم

إطلاق النموذج العربي للجودة والتميز: نحو تعليم عربي أكثر تنافسية واستدامة

التعليم الجيد يغير حياة الأفراد والمجتمعات، والجودة رحلة مستمرة للتميز نحو مستقبل مستدام للجميع.

ومن أجل تمكين نظم التعليم في الدول العربية للاستعداد للمستقبل والإسهام في تعزيز جودة نواتج تعلم الطلبة العرب.

وضمن فعاليات مؤتمر مبادرة القدرات البشرية (Human Capability Initiative)  وفي  إطار الجهود الرامية لتعزيز التعليم في المنطقة العربية، أطلق مركز اليونسكو الإقليمي للجودة والتميز في التعليم بالتعاون مع منظمة الألكسو النموذج العربي للجودة والتميز في التعليم.

حيث يُعد هذا المشروع الإقليمي الاستراتيجي خطوة نوعية غير مسبوقة، حيث يمثل التزامًا جادًا لتلبية تطلعات الأنظمة التعليمية في الدول العربية واحتياجاتها.

تم اعتماد المشروع من قبل وزراء التربية والتعليم العرب ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية، حيث صُمم ليكون على غرار النماذج العالمية الأخرى ولكنه فريد من نوعه عالميًا بانطلاقته في المنطقة العربية.

ويعد أول نموذج عربي معتمد بقرار من أصحاب السعادة والمعالي وزراء التربية والتعليم العرب ليكون ملهماً وقائداً للتميز في جودة النظم التعليمية، ومنطلقاً من احتياجات الدول العربية ومستلهمًا من فضلى الممارسات العالمية.

يهدف النموذج إلى تمكين المؤسسات التعليمية في الدول العربية من مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، لاسيما الهدف الرابع المتعلق بضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع.

يعتمد المشروع على إطار فكري ومنهجي يعزز ثقافة التميز والجودة، ويرتكز على منهجيات وأدوات قياس دقيقة تساعد في تحسين الأداء التعليمي بشكل مستمر وتحقيق أعلى معايير الكفاءة.

كما يشكل هذا النموذج أداة مرجعية متكاملة. تعتمد على التفكير المنظومي. تسهم في الارتقاء بجودة وتميز التعليم محليًا وإقليميًا ودوليًا

بما يعزز تنافسية مخرجاته على المستوى الدولي. كما أنه يهدف إلى دعم السياسات التعليمية القائمة على البيانات وتحليل النظم التعليمية وتحقيق التحسين المستمر وفق أسس علمية رصينة،

من خلال منصة رقمية تعزز الابتكار والاستدامة.

النموذج يتميز بمرونته وقدرته على التكيّف مع سياقات الدول المختلفة وخصوصياتها، مما يُمكّنها من تقييم واقع نظمها التعليمية واتخاذ الإجراءات اللازمة للتحسين.

كما يسعى إلى تعزيز تنافسية مخرجات التعليم العربي على المستوى الدولي، مما يساهم في دعم اقتصادات المستقبل القائمة على المعرفة والإبداع والجودة.

يدعم المشروع عمليات تحليل نظم التعليم ومراجعة أدائها، مستعينًا بالممارسات الفضلى عالميًا لتطوير السياسات والعمليات التعليمية المستندة إلى البيانات.

ويعمل المشروع على توفير أدوات ومعايير تسهم في توجيه عمليات التحسين، وتحقيق كفاءة عالية في أداء النظم التعليمية.

يسهم النموذج أيضًا في تعزيز التعاون والتكامل مع المنظمات الإقليمية والدولية ذات العلاقة، لضمان تحقيق جودة تعليم تدعم قيم الإنسانية المشتركة والسلام والرفاه للجميع.

تستهدف المرحلة الأولى من المشروع تطبيق النموذج في ثماني دول عربية، مع إصدار تقارير سنوية لتقييم مستوى التقدم المحقق وتعزيز فرص التطوير المستقبلي.

هذا المشروع يعكس التزام المنظمات الدولية و الدول العربية بتحقيق تحوّل نوعي في التعليم العربي، ويضع أسسًا راسخة لبناء مجتمعات تعليمية قادرة على التنافس عالميًا وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بفعالية وكفاءة.

ويعد النموذج العربي من أبرز مشاريع “المركز” الاستراتيجية المستدامة، كأول إطار عربي بمستوى معياري عالمي متكامل يستند إلى تميّز الأداء.

كيستهدف البرنامج اثنين وعشرين دولة عربية ويخدم أكثر من مئتي ألف مستفيد بين حضور مباشر وتعلم رقمي وعبر ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة.

كما يسهم في تحقيق مؤشرات الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 ودعم خطط وبرامج ومبادرات الدول العربية وتلبية تطلعاتها المختلفة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى