الجولة الأولى مع درّاج الجبيل : شبابنا طاقات هائلة متى ماوجدوا الدعم سيبدعون !

كعادة مجتمعنا السخي بمبادراته التطوعية الجميلة انبثق نور فجر جديد في سماء الجبيل ليمزج بين المتعة والصحة وليجلب أسلوباً جديدًا من التطوع لم نعهده من قبل وهو نشر ثقافة ركوب الدراجة.
هذه الرياضية العريقة التي بدأت عندما سجل المخترع الألماني كارل فون درايس في عام 1818 براءة اختراع الدراجة الأولى, وكانت هذه الدراجة مصنوعة بالكامل من الخشب، ومكونة من عجلتين وإطار يقوم الراكب بامتطائه ودفعه للأمام.
أنشئت مجموعة دراج بجهود شباب المنطقة الشرقية وتحديدًا في مدنها الكبيرة كالخبر والدمام والجبيل وكذلك مدينة الأحساء وتهدف هذه المجموعة إلى نشر ثقافة الدراجة بين أفراد المجتمع والمزج بين المتعة والرياضية في نفس الوقت وقت شاركت هذه المجموعة حتى يومنا هذا في عدة فعاليات خيرية وتطوعية لاقت الإستحسان والقبول.
في الرحلة الأولى مع درّاج الجبيل رأيت أن مجتمعي ليس بذلك السوء الذي نعتقده والذي تشبعنا به عبر الشبكات الإجتماعية والإعلام, رأيت بكلتا عيناي أن المركبات تعطينا حق العبور وحق الإنتظار ناهيك أن البعض منهم ربما قد توقف ليهتف لنا ويشجعنا, ولا أخفيكم بأننا نواجه من وقت لآخر بعض المضايقات من أشخاص لم يعتادوا على رؤية الدراجات في شوارع الجبيل وربما كان الإعتقاد الأكبر أنها للأجانب دون السعوديين ومع الأيام ستتغير تلك النظرة السوداوية وسنكون أجمل .
إن أهداف مجموعة دراج كثيرة ولست هنا بصدد الإعلان أو الترويج ولكنني في مقالتي هذه أتحسس شيئًا من إيجابيات مجتمعي الذي أحبه والجبيل التي أعيش بها .
نعم الدراجة جعلتني أنظر للجبيل بعين ثالثة لم أكن أعرفها بشوارعها ومبانيها وآماكنها التاريخية وسأعترف لكم وأنتم تعلمون أن هناك مشاكل كثيرة لدينا في زفلتة الطرق ونظافة المدينة وخدماتها ولكن الأمل بالله كبير وبمسؤلي المدنية أن نراها من أجمل مدن المملكة في القريب العاجل .
في الجولة الأولى مع دراج مارست روح العمل مع الفريق الواحد, والإهتمام في القيادة وتطبيق القيادة المركبية واتباع أنظمة المرور فكوننا نمتلك دراجات لايعني ذلك بالضرورة أن نعكس الطرقات أو نخالف القوانين ونذهب من حيث ما نشاء فهناك حدود وقد أخذت بعين الإعتبار من قادة المجموعة في كل مدن الممكلة الحبيبة, إن هذا الإلتزام الإيجابي يعطي مؤشر تفائل كبير بأننا نستطيع نشر ثقافة الدراجة بين مجتمعنا الذي أنهكته السيارات باستهلاكها للنفط والغاز وتلويثها للبيئة وأن لايقتصر تنقلنا في المستقبل على الأجهزة والآلات بل يجب النر إلى موضوع المشي بالدرجة الأولى ومن ثم الدراجة.
الدراجة في العالم الغربي من أهم طرق المواصلات بل أنها تفوقت على السيارات في بعض الدول وهيّؤُوا لها بيئة صالحة لها ولقائدها ولتجعل منه الأهم على الطريق, تخيلوا كمية الوقت التي يمكن لنا أن نوفرها بذهابنا بالدراجة لقضاء حوائجنا الخاصة داخل المدينة أو للذهاب إلى الصالات الرياضية أو حتى للتنفس والترويح عن النفس على الشواطيء والمنتزهات .
إن الدراجة ليست حكرًا على الرياضيين وحدهم بل تتوسع الدائرة حتى تصل إلى كل أفراد المجتمع فهي الباعثة على النشاط والقاضية على السمنة, وهناك الكثير من الأمثلة لشباب أصبحوا ذو أجسام رائعة بفضل الله ثم بفضل استخدامهم للدراجة فقط لأنهم استثمروا طاقاتهم ووقتهم في مافيه مصلحتهم ولبيئتهم ووطنهم .
في الرحلة الأولى مع درّاج رأيت أن المسؤولية الإجتماعية من أهم مميزاتها فتراهم يلقون التحية ويوزعون الإبتسامات الصادقة والتي تنبع عن حب ورضى بما يقومون به حتى أن الكثير من نشاطات مجموعة درّاج توسعت وشملت المشاركة مع الجمعيات الخيرية والشركات العالمية والمحلية في الجبيل وبدأت بخطوات ثابته ستصل بها إلى أعلى مراتب التميز والإبداع.
كلي فخر واعتزاز بشباب يضحون بوقتهم من أجل مجتمعهم فجمعوا بين الصحة والرياضة وبين اسثمار الوقت في أنفسهم وفي نشر الثقافة والمساعدة, كنت ولازلت من أكبر المراهنين على شباب وشابات الوطن أنهم طاقات هائلة ونجوم لامعة ولكن الفرصة والمكان والدعم من يحدد ارتقائهم أو تواضعهم .
أنتهى…
جميل جداً أن تنتشر هذه الثقافة الجميلة فهي تدمج الصحة والمتعة .. شكرا ناصر على المقال ونفتخر حقا ً بمجموعة دراج نتمنى ان نرى كل فرد من افراد مجتمعنا دراج
ازعاج و زحام..