الكتاب

الصيانة في عقد الإيجار

إن موضوع عقد الإيجار هو من أكثر المواضيع شيوعًا وانتشارًا بين الناس، فهو عقد مؤقت يكون بين المؤجر و المستأجر يتفقان فيه على جعل منفعة العين المؤجرة للمستأجر مدة معينة من الزمن بناء على مقابل، سواء كان هذا المقابل عيني أم نقدي، وانتشار هذا النوع من العقود يجعل الكثير من الأمورفيه  موضع سؤال كإختلاف المؤجر و المستأجر على مسألة الصيانة، فالأصل المقرر عند الفقهاء أن عقد إجارة الدور والمساكن عقدٌ واردٌ على المنفعة ويدُ المستأجر يدُ أمانة فالعين المستأجرة تكون أمانةً في يدِ المستأجر، ويدُ الأمانة لا ضمانَ عليها إلا في حالتي التعدي والتفريط، وقد قسم العلماء صيانة العين المأجورة إلى:  صيانة أساسية وهي التي يتوقف عليها الانتفاع بالعين المؤجرة كإصلاح جدار مهدوم  فهذا النوع يلتزم به المؤجر أي المالك ولا يحق له تحميل المستأجر هذه التكاليف، أما النوع الثاني وهي الصيانة التشغيلية العادية : التي تحدث نتيجة للاستعمال كإصلاح الإنارة أو تغيير بلاطة كسرت أو الحنفيات، فهذا النوع يتحمله المستأجر لأنه يحدث نتيجة لاستعماله، كذلك الصيانة الدورية : وهي ما يتطلبه استمرار قدرة العين على تقديم المنفعه فهذه يتحملها المستأجر أيضًا، أما الصيانة المعلومة بالوصف والمقدار في العقد، أو العرف، سواء كانت الصيانة مجرد عمل أو مع استخدام مواد أو قطع غيار معلومة، فإنها بمثابة أجرة مأخوذة في الاعتبار.

خلاصة الأمر أنه لا يجوز شرعًا إلزام المستأجر بجميع أعمال صيانة البيت المؤجر خلال مدة الإجارة، وتفسد الإجارة بهذا الشرط باتفاق الفقهاء وإنما يجب التفريق بين الصيانة الأساسية التي يتوقف عليها الانتفاع بالمسكن المستأجر فهذه لازمةٌ للمالك، ولا يجوز تحميلها للمستأجر، وبين الصيانة التشغيلية العادية التي يحتاج إليها المسكن المؤجر نتيجة الاستعمال، فهذه تلزم المستأجر.

  • فاطمة خالد الذكرالله.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى