الكتاب
جعل من حِيلي إلى قبري

بقلم : أبرار بنت سليمان العنيزي
كانت جدتي رحمها الله تردد جعل من حِيلي إلى قبري عند شعورها بالتعب، لم أكن أدرك وقتها المعنى العميق لتلك الجملة.
(حِيلي) تعني بحسب المعجم قوّتي وقدرتي ، فحين يشعر المُسن بالضعف أو الوهن أو الحاجة للغير وعدم المقدرة يقولها داعيا الله تعالى أن يمده بالقوة حتى نهاية عمره ودخوله القبر..
حفظ الله بركتنا كبار السن
اليوم وأنا في عنفوان شبابي بدأت بترديدها ليس ضعفا بجسدي فالحمدلله الذي أمدني بصحتي وعافيتي , ولكن خوفا مما أشاهد من عقوق يأكل مجتمعنا بقصد أو دون قصد، مظاهر العقوق تختلف وتتنوع ليست بالضرورة تلك الصورة السابقة العالقة بأذهاننا من رفع الصوت على كبار السن ، بل أضحى عقوقا صامتا .
فعلى سبيل المثال ترى الأم المسنة تُراجع موعد طبيبها بالمستشفى ولم تعد قدماها تحملانها وعيناها لاتميز ورقة الأشعة من ورقة المختبر ومعرفتها التقنية لاتمكنها من البحث عن رسالة الموعد بهاتفها ..
ربما تأتي برفقة عاملة غير مؤهلة أو بدونها فتحزن الأم وتردد لمقدمي الرعاية ابني مشغولا دون أن يسألها أحد لكنها تدرك جيدا ضرورة تواجده معها ..
هنا أردد جعل من حيلي إلى قبري
في مشهد آخر تتعطل سيارة السائق الذي وجد نفسه دون أن يعلم مضطرا أن يكون ابنا بارا للرجل المسن مقابل مبلغ شهري يحصل عليه،فيخبر أبناؤه بالعطل فيتغافلون عن الأمر ويبدأ الأب في حيرة وضعف يريد الذهاب للمسجد ويريد زيارة رفيق دربه المخلص المُقعد الذي يرن عليه ويسأله عن سبب عدم حضوره فيخفي عليه الحقيقة متعذرا بزيارة أولاده وانشغاله والواقع تشاغلوا بأنفسهم .
هنا أردد جعل من حيلي إلى قبري
وتكثر المشاهد وتطول وماخفي أعظم
أكتب كلامي وفقدت أمي وأبي وبفضل الله مازال بوسعي برّهم بما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من دعاء وصدقة وصلة رحم، ولا يعني ذلك أنني الابنة البارة بل أجاهد نفسي على ذلك.
عزيزي القارئ :
إن كان لديك أما أو أبا بمتوسط العمر أو بأراذله ضع نفسك بكل موقف تعقده معهما وتأنى ثم أقدِم (ففيهما فجاهد) حان وقت قطافهم للخير منكَ أنت .
أيها الابن البار قدَّموا لك الخير الكثير منذ أن كنتَ بذرة صغيرة فلاتقسوا بعد أن صرت رجلا سويا صحيحا.
مقال جميل رحم الله والدينا والمسلمين
مقال روعه ويخاطب الجيل الحاضر لان ابائهم وامهاتهم عرفوا البر من الفطره ولم يدرسوه ولا تحدث لهم دعاة عنه والجيل الحديث يسمعون ويشاهدون من يحث على البر في جميع وسائل الاعلام مع التسف اصبح يتظاهرون فيه بالاحتفالات كعيد الام وعيد الاب
من اروع ماقرأت بالتوفيق ياجميله
مقال جميل ومهم ومن الواقع نسأل الله ان يجعلنا من البارين بوالدينا وأن يقر اعيننا ببر ابنائنا لنا شكراً جزيلاً
ماشاءالله تبارك الله كلام رائع جدا وفعلا هذا حال بعض ابنائنا اليوم هداهم الله اسأل الله ان يغفر لوالدينا ويحسن خاتمتنا