الكتاب

حديثو الولادة من ذوي الاحتياجات الخاصة بين مطرقة الواجب وسندان الخجل

جوهرة حمد – الأحساء

تُعد المملكة العربية السعودية من الدول الأطراف المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بحقوق الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تعُرف بـ (الاتفاقية الدولية للإعاقة) فقد تم التوقيع عليها بتاريخ 4/6/2008 م.

و تعزز البرتوكولات الدولية المتفق عليها تلك الحقوق عن طريق نشر الوعي المجتمعي عن مفهوم الإعاقة

وجميع القضايا المتعلقة بها بدء من القانونية وانتهاء بطريقة العيش الكريم مع الأسرة , لذا أوجدت الدولة نظام رعاية

المعاقين الذي صدر بموجب مرسوم ملكي ومن ضمن ما بينه النظام هو الاختلاف بين معنى

  المعوق والإعاقة والتي قد يظن البعض ان تلك الكلمتان تحملان نفس المعنى بينما يقصد

بالمعوق “كل شخص مصاب بقصور كلي أو جزئي بشكل مستقر في قدراته الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية إلى المدى الذي يقلل من إمكانية تلبية متطلباته العادية في ظروف أمثاله من غير المعوقين.

أما عن مفهوم الإعاقة “هي الإصابة بواحدة أو أكثر من الإعاقات الآتية :إعاقة بصرية , سمعية , عقليه جسمية ,حركية ايضا تتضمن صعوبات التعلم و اضطرابات النطق والكلام والتي يتفرع منها : الاضطرابات السلوكية و الانفعالية ,كذلك  الإعاقات المزدوجة والمتعددة انتهاء بالتوحد وغيرها من الإعاقات التي تتطلب رعاية خاصة.

( مصدر المفاهيم والنظام عن هيئة حقوق الانسان لذوي الاعاقة بالمملكة )

وهنا سنتطرق تحديدا الى ذوي الإعاقة الخاصة من الأطفال حديثو الولادة الذين يحتاجون رعاية من نوع معين يعرف عند

 المختصين في هذا المجال بالمصطلح الطبي “التدخل المبكر أو Intervention Early , كذلك الأسر التي تشعر

بالحرج عندما يكون احد أطفالها من هذه الفئة وعدم التحدث بشكل صريح عن مشاكلهم الصحية لدى المشرف/ـة

هذا ما سنناقشه مع المشرفة التربوية في مركز تلاقي للرعاية النهارية بمحافظة الأحساء أ/..أفراح السلطان -مدرب معتمد من المؤسسة العامة للتدريب التقني و المهني لذوي الاحتياجات الخاصة ,مدرب معتمد من وزارة التعليم وحاصلة على بكالوريوس تربية خاصة (إعاقة عقلية)…

.ماذا نعني بالتدخل المبكر, و ما مدى ضرورته لكلا الوالدين والأسرة بشكل عام؟

هو نظام متكامل من الخدمات التربوية والعلاجية والوقائية تقدم للأطفال من الولادة الى سن 5 سنوات وضرورته

تكمن في الآتي…

بالنسبة للآباء:

– تساعدهم في اكتساب المهارات اللازمة لتدريب الطفل وتعليمة الاستجابات المقبولة

– تجعلهم اكثر تفهماً لحاجات طفلهم وللمشكلات التي يواجهها

– تزودهم بالمعلومات الضرورية حول مصادر الدعم المختلفة لهم ولطفلهم

بالنسبة للطفل:

– ازدياد فرص النمو والتعلم المتاحة للطفل – تحسن إمكانيات تعديل سلوك الطفل

– ازدياد احتمالات تعميم الاستجابات التي يتعلمها الطفل في المدرسة

2.ما الامراض التي قد تصيب الجنين او الطفل في سنواته الاولى و تحتاج الى التدخل المبكر؟

الأطفال الخدج ( الولادة المبكرة )

 التأخر الذهني , التأخر اللغوي , صعوبات التعلم , الإعاقة البصرية ,الإعاقة السمعية ,الاضطرابات السلوكية والانفعالية

الاعاقات المتعددة , التوحد , الإعاقة الحركية.

3.هل توجد تحاليل خاصة للتأكد من صحة الجنين وهو في بطن أمه او كما هو متعارف عليه ان تُعمل له التحاليل بعد الولادة ؟

استخدام الاشعة فوق الصوتية اثناء الحمل للكشف وتشخيص لأمراض الأجنة  كذلك تحاليل الوراثة وتعمل في الأيام الأولى منذ الولادة وبسحب عينة دم من كعب القدم للمولود .

4.حالات وقف عليها مركز تلاقي من الصفر الى ان وصلت لمرحلة التعافي (ان صح التعبير)والتي جعلتهم يندمجون في المجتمع و اصبحوا افراد مبدعين .

يتواجد في المركز المخترع الصغير. مؤمل الصالح وهو مصاب بطيف التوحد ومع التدخل المبكر وتعاون الاسرة والمرشد اصبح في مدراس التعليم العام وصاحب افضل اختراعات

شرتِ اثناء اللقاء الى انه لا يتم الافصاح عن حالة الطفل كاملة او ما يعانيه من امراض من قِبل الأسرة مما يسبب عائق لكم في بعض الاوقات في اكمال الخطة العلاجية , ما النصيحة التي توجهينها الى الأم او الوالد بهذا الخصوص؟

– تقبل النتائج التي صدرت عن مختص مؤهل في هذا الجانب ، و اتباع إرشاداته ، من أجل المسارعة في تقديم البرامج التربوية والعلاجية للطفل في الوقت المناسب ، والتفكير في إيجاد حلول عملية للمشكلة بدلاً من لوم الذات أو الآخرين

– عدم الخجل من وجود طفل معاق في الأسرة لأن ذلك قضاء وقدر من الله سبحانه وتعالى ويجب أن نقبل به ، وإن كتمان هذا الأمر سيدخل الأسرة في عزلة عن محيطها الاجتماعي ، وسيفوّت عليها الاستفادة من الكثير من الفرص التي يحتاجها أفرادها للتعايش والتواصل السليم.

6. من ضمن الخطة العلاجية للطفل المصاب هي نوعية الغذاء اليومي والتي قد تتعامل معها بعض الأمهات بجهل , ما الأنظمة الصحية الموصى بها لتلك الحالات ؟ و ما المحظور على هذه الفئة.

تعد التغذية السليمة من أهم الوسائل التي تساعد على نمو الطفل المصاب وتطوره بشكلٍ أقرب إلى الطبيعي، كما أنها تساعد

 في تحسين نمو الدماغ وتحسن من سلوكيات الشخص , وأبرز أسس التغذية السليمة لذوي الاحتياجات الخاصة هي:

-الحد من السكر المكرر

الحرص على تناول الدهون الصحية –

-الابتعاد عن تناول الدهون الضارة

-شرب الماء بكثرة

 الاعتماد على غذاء خال من الجلوتين

-الاعتماد على غذاء محدد من الكاربوهيدرات

وهو نظام للحد من اضطرابات الجهاز الهضمي ويشمل التوحد واضطرابات النمو

الاعتماد على النظام الغذائي للكيتوجينك     ( Ketogenic Diet )

وهو نظام خاص للسيطرة على حالات الصرع .

هذا فيما يتعلق بمفهوم التدخل المبكر و مدى اهميته للوالدين والأسرة بشكل عام  من وجهة نظر المدربة السلطان ونستكمل

الحوار مع المدير التنفيذي لمركز تلاقي للرعاية النهارية بمحافظة الاحساء أ/ سامي العباد اخصائي اضطرابات نمائية واضطرابات لغة و كلام – مشرف على برنامج التربية الفكرية والتوحد دمج –مشرف عام مركز تيش الدمام

مؤسس و مشرف مركز قادر لذوي الاحتياجات الخاصة بالأحساء ومرشد نمائي لعديد من اصحاب ذوي الهمم و أسرهم الذي وضح لنا عدة امور من بينها كفاءة المدربين في مراكز الرعاية ..

إن من ضمن اهداف أي منشأة صحية او مراكز تربوية خاصة اختيار كوادر ذات كفاءات عالية لذا:

 1-ما المعايير التي يستند عليها المركز في انتقاء معلم أو معلمة التربية الخاصة؟

 نحن في مركز تلاقي للرعاية النهارية نتبنى فلسفه تربوية في انتقاء المعلم / ـة  تعتمد على …

 الكفايات التعليمية :

حيث انها  أحد الاتجاهات المعاصرة في إعداد المعلم / ـة  التي نشأت في إطار المدرسة السلوكية ، وتكنولوجيا التعليم

 التي تتعلق بوسائل وطرق التطبيق العملي

وأعني بالكفايات :

  كل ما لدى المعلم / ـة من مهارات اكاديمية  وقدرات خاصة ومفاهيم واتجاهات ، وأنواع سلوك يمكن بها المساعدة

على نمو التلميذ المعاق في النواحي العقلية ، والوجدانية ، والاجتماعية ، والنفسية ، والجسمية

توجد ثلاثة معايير لتحديد هذه القدرات والمهارات و تقييمها ، هي:

1-معايير خاصة بالمعرفة : وهي التي تستخدم لتقويم مفاهيم المعلم / ـة المعرفية.

2-معايير خاصة بالأداء : وهي التي تستخدم في تقويم أنواع السلوك التي يستخدمها في التدريس.

3-معايير خاصة بالنتائج: وهي التي تستخدم في تقويم قدرته على التدريس ، وتتضمن تقييما لمقدار ما حصله التلاميذ الذين درس لهم.

-التقويم والتطوير المستمر :

ونحن في مركز تلاقي لا نكتفي فقط بالكفايات العلمية المؤهلة  للمعلم / ـة للانضمام ضمن فريق العمل الخاص  بتدريب وتأهيل طفل ذوي الاحتياجات الخاصة لدينا بل نضع خطة تطويرية مستمرة لضمان تقدم مهنية المعلم / ـة وبالتالي تطور حالات الاطفال الذين يشرف عليهم المعلم / ـة

تنوع التخصصات في المراكز العلاجية التربوية ذوو اهمية كبيرة لجعل الخطة العلاجية لأي طفل متأخر في النمو تتقدم في المسار الصحيح .

2 – ماذا عن الاقسام المتاحة في المركز وهل تتم جدولة الاوقات لكل الأقسام ام يعتمد ذلك على حالة الطفل ؟

نحرص في مركز تلاقي على تقديم جميع الخدمات العلاجية التأهيلية التي يحتاجها أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف تصنيفاتهم بناء على استخدام اداة تقيم معتبرة ومقننة علميا … كا ( ABLEES   ,  PEP – 3   )

والتي نستطيع من خلالها تحديد الاحتياج الفعلي للطفل وعليه بناء خطة متكاملة العناصر.

 ومن أهم الوحدات العلاجية التي نقدمها في المركز ما يلي…

  1. التخاطب
  2. العلاج الطبيعي
  3. العلاج الوظيفي
  4. العلاج بالتكامل لحسي
  5. العلاج السلوكي
  6. وحدة العلاج باللعب والرمل

من خلال فريق متكامل يحرص على تقديم الخدمات والحاجات الفعلية للطفل عبر تنظيم وجدولة منسقة بشكل

 يستفيد منه جميع الأطفال الملتحقين بالمركز كلاَ حسب احتياجه

بالإضافة لعديد الخدمات والبرامج النوعية التي نقدمها لأطفال المركز و اسرهم  بالخصوص و اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و اسرهم بالعموم  في المجتمع… كا

  1. برنامج تكامل : والذي نسعى فيه الى تكامل الادوار بين الاسرة والمركز من خلال عقد الندوات والدورات التدريبية للأسر لرفع مستوى الوعي والكفاءة لدى الولدين
  • 2-     برنامج زيارة  : زيارة من قبل فريق عمل المركز للطفل في البيئة المنزلية لإعداده بما يتناسب وحاجات الطفل وقدراته  ونقل خبرة ميدانية الى واقع المنزل

3-برنامج المرشد النمائي :  حيث حرصنا ان يكون لكل طفل في المركز مرشد نمائي يعقد اللقاءات الدورية بشأن مستوى الطفل وسير الخطة المرسومة من قبل المركز والحديث معهم بكل شفافية في المعوقات لتلك الخطة وما لذي يجب عليهم فعله.

انتشرت حملات منذ عدة سنوات في بعض مواقع التواصل الاجتماعي ضد تطعيم الأطفال حديثي الولادة , والبعض يقترح فكرة التطعيم الاختياري في السعودية كما هو معروف عند إحدى الدول الأوربية.

3-ما رأيك في هذه الحملات وهل تؤيد فكرة التطعيم الاختياري؟

بالإضافة لعوامل الخطر المحتملة لاضطراب طيف التوحد ، كالقابلية الوراثية ، وتقدم عمر الأبوين ، وغير ذلك من العوامل البيئية. ربما تلقت اللقاحات القدر الأكبر من التدقيق من كثير من الباحثين والآباء القلقين  بالمقارنة بأي من الأسباب المشكوك فيها وراء اضطراب طيف التوحد ومن هنا جرت دراسة المسألة على نطاق واسع.

 حيث جرى فيه التساؤل عن دور اللقاحات والفرضيات الخاصة باللقاحات من حيث السببية ..

  1. فرضية لقاح الحصبة والنكاف والروبيلا (MMR)
  2. فرضية الثيميروزال
  3. فرضية زيادة اللقاحات وإضافة الالمنيوم لبعض اللقاحات

عليه …

ومن خلال دائرة الادب العلمي  الخاص بالاضطرابات النمائية وحتى عبر منظمة الصحة العالمية   (FDA )

 حيث توصلت الغالبية العظمى من العلماء ، والأطباء ، وباحثي الصحة العامة إلى استنتاج أنه لا يوجد رابط بين اللقاحات وبين التوحد.

إلا أن البعض ، على أية حال ، لا يزالون يتساءلون عما إذا كانت اللقاحات تلعب دورًا في تطور اضطراب طيف التوحد لذلك لا تزال مؤسسات الصحة العامة والطب مستمرة في مواجهة تلك المخاوف.

أما عن رأيي الشخصي :

 فيما يخص اللقاحات وهل هي سبب للتوحد وهل افضل ان يكون اللقاح اختياري ام لا ؟

(بناء على ما سبق ذكره )

انا لا اعتقد ان اللقاحات هي السبب في الاصابة بالتوحد بقدر ما هي عامل مؤثر ومساعد على ظهور اعراض التوحد خصوصا اذا ما كان ذالك الطفل لدية الاستعداد الجيني والبيئي المسبق فتكون اللقاحات كالقشة التي قصمت ظهر البعير فلم يعد جهاز المناعة الخاص بالجهاز الهضمي قادرا على العمل بالصورة المطلوبة وعلى ضوء ذلك تتسلسل الانهيارات خصوصا الجهاز الهضمي ومنها الى الجهاز العصبي المركزي والطرفي مشكلين  لنا الاعراض والسمات السلوكية الظاهرة لدى الاطفال ذوي طيف التوحد .

افضل ان تكون اختيارية خصوصا اذا ما علمنا انها لقاحات وقائية تحرزية وليست علاجية وفي حال لم تكن اللقاحات اختيارية افضل ان تكون خالية من المواد الحافظة كا ( الزئبق , والالمنيوم ) حتى لو كانت هذه المواد بنسب ضئيلة

بعض الأسر التي تجلب اطفالها للمركز لا تفصح اثناء التسجيل عن امراض يعاني منها الطفل كالصرع وغيره من المشاكل الصحية.

4-ما الكلمة التي توجهها لهم؟

  ان المعلومات المقدمة عن حالة الطفل من الاهمية بمكان حيث تمكننا من …

 تتبع التاريخ النمائي والحالة الصحية ودراسة الحالة  بشكل موضوعي كما ان دقة المعلومات المقدمة  من شأنها مساعدة المركز وفريق العمل في تحديد المشاكل النمائية والطبية لدى الطفل وبناء عليها بناء خطة علاجية متكاملة تعنى بالطفل من النواحي الطبية الصحية والنمائية التطورية  والسلوكية التكيفية.

وعليه اخواني والدي اطفال ذوي الاحتياجات الخاصة او من يقدمون الرعاية لهم انتم جزء لا يتجزأ من فريق العمل فلا تبخلوا عليهم بمعلومة ربما تكون هي  الاكسير الشافي لهم .

‫7 تعليقات

  1. من جد كن محتاجين هذا النوع من التثقيف في كل فترة
    الشكر موجه لكاتبة الموضوع ولكل من سعى في نشره ننتظر المزيد

  2. تمنيت أن يكون النشر على نطاق أوسع في العمر كونه يتكلم عن الأعاقة فهناك من هم محتاجون إلينا من مختلف الأعمار وليس هناك من يمد لهم العون والمساعدة مقال يبعث روح للحياة لأم تريد لأطفالها الأفضل.

  3. موضوع مهم و فيه الكثير من المعلومات التي يحتاج أن يعرفها الجميع و ليس فقط أهل أو عائلة أصحاب الإعاقة …. بوركت يمينك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى