حُبُّ الوطن : نورٌ يتلألأ في الأرواح | بقلم حسن الزهراني

في هذا اليوم الغالي نحتفي جميعا بوطن الأنسانية الذي أسس قواعده الملك المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز وسار على نهجه ابناءه البررة ، نحتفي اليوم بمرور ٩٠ عام ونحن الآن نعيش في أجمل وطن ، وطن حمل الجميع واحتضن الجميع وطن الفخر والعز ، وطن يقوده الملك سلمان وولي عهده الأمين محمد بن سلمان إلى التقدم والنماء والازدهار والإرتقاء ،،
((ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك))؛ رواه الترمذي.
كلمات قالها الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يودِّع وطنه، إنها تكشف عن حبٍّ عميق، وتعلُّق كبير بالوطن، بمكة المكرمة، بحلِّها وحَرَمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها، هواؤها عليل ولو كان محمَّلًا بالغبار، وماؤها زلال ولو خالطه الأكدار، وتربتُها دواء ولو كانت قفارًا.
ولقد ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الرقية: ((باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا))؛ رواه البخاري ومسلم.
وقال الجاحظ ..: “كانت العرب إذا غزَتْ، أو سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملًا وعفرًا تستنشقه”.
قال الغزالي: “والبشر يألَفُون أرضَهم على ما بها، ولو كانت قفرًا مستوحَشًا، وحبُّ الوطن غريزةٌ متأصِّلة في النفوس، تجعل الإنسانَ يستريح إلى البقاء فيه، ويحنُّ إليه إذا غاب عنه، ويدافع عنه إذا هُوجِم، ويَغضب له إذا انتقص”.
حُبُّ الوطن : نورٌ يتلألأ في الأرواح .. إنتماءٌ يُحققُ معنى الأفراح .. تقديسٌ للكرامةِ والعزّةِ .كما أن حُبّ الوطن من الإيمان.ويجب على المواطن أن يُرسّخ حبّ الوطن في عقول وقلوب أبنائه الصّغار.كما يجب الدّفاع عن الوطن بكلّ ما أوتي الإنسان من قوّةٍ، وبذل طاقاته من أجل المحافظة على أمنه و استقراره.وكما يعلم المواطن أنحبّ المصلحة الشخصيّة، وتقديمها على المصلحة العامّة من أكثر الأشياء التي تهدم المجتمعات.العلم والمال هما أساس بناء أي مجتمعٍ، وفساد المجتمع يكمُن في فقدهما.
والوطن هو بيت المواطن؛ فيجب عليه أن يُحافظ عليه بكل قوة وكما يقال.من لا وطن له لا مأوى له، ومن لا مأوى له، لافائدة من حياته وعيشه.وليعلم المواطن أن الدّفاع عن الوطن واجبٌ شرعيٌّ يجب أن يحظى به كلّ أفراد المجتمع وبذل العرق والجهد من أجل الارتقاء به .وكما تكثُر الأشعار التي تُقال تعبيرًا عن حبّ الوطن، ولعلّ من أبرز هذا الشعر الذي يُقال، ما قاله ابن الرومي عن وطنه، وفيه يقول:
ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكاً
عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا
وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا
إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكرَّتهمُ عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذاكا
فقد ألفتهٌ النفسُ حتى كأنهُ لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا
موطنُ الإِنسانِ أمٌ فإِذا عقَّهُ الإِنسانُ يوماً عقَّ أمَّه….ا
اللهم احفظ وطننا وقادتنا من كلّ مكروهٍ وسوءٍ.اللهم اجعل وطننا سخاءً رخاءً، وسائر الأوطان يارب العالمين. اللهم من أراد وطننا بسوء؛ فرُدّ كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يارب العالمين. اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأيده بنصرك اللهم احفظ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووفقه بتوفيقك ، حفظ الله وطنا وقادتنا وشعبنا ودامت افراحنا وكل عام والوطن بخير ..
__________________
حسن محمد هياس الزهراني