أخبار الشرقية

عروض “هلوسات فارس” و”البياض” تقود حراك اليوم الثالث وتفتح أسئلة الهوية والصوت المسرحي في مهرجان المونودراما

الدمام – باسم بزرون

شهد ثالث أيام مهرجان المونودراما الأول، الذي تنظمه جمعية المسرح والفنون الأدائية وتنفذه جمعية الثقافة والفنون بالدمام، حراكًا فكريًا وبصريًا لافتًا أكد مكانة فن “الصوت الواحد” بوصفه مساحة للكشف والدهشة وتكثيف التجربة الإنسانية. وقد تداخلت العروض المسرحية مع الندوات النقدية لتشكل جسرًا بين السرد وفضاء العرض الحي، مسلّطة الضوء على العلاقة العميقة بين الممثل والمتلقي.

البياض … مواجهة الوجود بين اللوحة والعدم

جاءت سادس حكايات المهرجان مع مسرحية “البياض”، بنص من كتابة يحيى العلكمي، ورؤية إخراجية لـ فيصل الشناوي،
ويجسّدها على الخشبة نزار السليماني.

طرح العرض أسئلة وجودية حول الصراع الداخلي للمبدع، عبر فنان تشكيلي يواجه “بياض اللوحة” كمساحة للقلق والاحتمال. وقدّم السليماني أداءً كثيفًا يلامس مخاوف الإنسان حين يقف أمام العدم، قبل أن يكتشف أن البياض ليس فراغًا… بل بداية لوحةٍ جديدة، وأن الإبداع جوهره بحثٌ عن بقعة ضوء، لا استسلامًا للسواد.

هلوسات فارس… صدى الإنسان خلف زجاج اللوحات

أما سابع الحكايات فكانت مع مسرحية “هلوسات فارس”، بنص كتبه فهد الحوشاني، ورؤية إخراجية لـ يوسف الحربي،
وبطولة محمد المطوع.

اصطحب العرض الجمهور إلى نوبة ليلية لحارس بسيط داخل بينالي للفنون، حيث تتكاثر الهواجس وتتداخل الخيالات وتغدو الصمت مساحةً لطرح أسئلة الإنسان الكبرى. جسّد المطوع شخصية فارس العالق بين واقعه الاقتصادي وأحلامه المؤجلة، ليكشف العرض عبر صور بصرية وإيقاع نفسي متقن حجم ما يعانيه الفرد حين يتحول صوته إلى صدى في قاعة فارغة خلف زجاج اللوحات.

جسر بين العرض والنقد

وفي الندوة المصاحبة بعنوان «الممثل الواحد: صناعة الشريك المسرحي»، استعاد الأستاذ عبدالعزيز الصقعبي بدايات فن المونودراما في المملكة، مشيرًا إلى التجربة الرائدة لمسرحية «صفعة في المرآة» عام 1983. فيما ناقش الأستاذ علي عبدالعزيز السعيد إشكالية غياب التوثيق الدقيق في الحركة المسرحية السعودية، مؤكدًا أن التوثيق “ضرورة لا ترفًا”. وأوضحت الأستاذة كلثوم أمين أن قوة المونودراما تكمن في قدرة الممثل الواحد على خلق حضور كامل ومباشر مع الجمهور دون وسيط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى