قارئ | عشت لحظاتٍ صعبة… ومركز الأمير سلطان للقلب أعاد لنا الحياة .. بقلم: محمد حمدان الذبياني

كانت بداية الحكاية حين استشرنا طبيبًا حول حالة والدِنا الذي أنهكه المرض ،لم نكن نبحث عن معجزة، بل عن طمأنينةٍ تُقال بصدق ، ولا نريد أن نُحمّل أحدًا مسؤولية الألم، ولا أن نتهم مركزًا بعينه،لكننا كنا نؤمن أن الحديث عن تجربةٍ صادقة هو أقرب طريقٍ إلى تحسين الواقع فالقصة لا تُروى لتُدين، بل لتُضيء، ومن هنا بدأت الحكاية ، كتب إليّ أحد القرّاء بعد مقالي الأخير وقال:
“كأنك كتبت عن أبي دون أن تعرفه.”
ثم روى حكايةً تختصر وجعًا إنسانيًا عاشه كثيرون في صمت، حين يصبح الطريق إلى الشفاء أكثر وجعًا من المرض نفسه، قال إن والده يعاني من مشاكل في القلب، وإن رحلتهم بين المراكز كانت طويلة، لكنها في النهاية انتهت بفضل الله وكرمه حيث يبدأ الضوء في مركز الأمير سلطان للقلب، بدأت الرحلة من استشارة لأحد الاطباء حيث ،جلس الطبيب أمامهم وقال ببرودٍ لا يليق بالمهنة ”لو أدخلت هذا الرجل غرفة العمليات .. فأنا أُقصّر حياته.”
جملة سقطت علينا كالصاعقة، لم تكن رأيًا طبيًا بقدر ما كانت حكمًا بلا محكمة، لم يكن القارئ يريد وعدًا بالشفاء، بل كلمة تحفظ الأمل ولا تقتل ما تبقى منه ويضيف القارئ خرجنا ونحن نشعر أن المركز لا يعالج الناس، بل يعالج سمعته في التصنيفات فكم من المنشآت تُراكم الجوائز وتفقد روحها، وتغسل يديها من الألم تحت شعار “الواقعية الطبية.
” ثم بدأت التفاصيل التي لا تُنسى يقول القارئ: كنا بين خيارين، أحدهما وعدنا بالوقت، والآخر منحنا الثقة.” كان الطبيب الدكتور غنّام الدوسري واضحًا حين قال بلطفٍ مهني الحالة تحتاج عناية دقيقة، والأفضل أن تُجرى العملية في الوقت والمكان المناسب.”
كانت كلماته تنبض بالحياة وتدفع بالأمل ، لكنها زادت في قلوب الأسرة شعور الانتظار، وفي لحظات القلق، حتى التريّث يبدو وجعًا إضافيًا.
وبينما كانوا يبحثون عن بارقة أمل،جاء اللقاء مع الدكتور عبدالرحمن المغيري في مركز الأمير سلطان للقلب،الذي أجرى العملية بنفسه، وكان الحسم في قراره مقرونًا بالطمأنينة في صوته، لم يتحدث كثيرًا، لكنه منح الأسرة شعورًا بأن الرحمة جزءٌ من الخطة العلاجية.
ومن تلك اللحظة، أدركوا أن الفرق بين الأطباء لا يُقاس بما يملكون من أدوات، بل بما يتركونه في النفوس من طمأنينةٍ قبل العلاج وبعده، هناك، في مركز الأمير سلطان، لا يسمعون شكوى المريض فحسب، بل يستمعون إلى صمته أيضًا.
كل التفاصيل محسوبة بإنسانيةٍ دقيقة ،النظرة، اللمسة، طريقة الجلوس، حتى شرح الخطة العلاجية يأتي بلغةٍ تُشعرك أنك شريكٌ في الأمل، لا رقمٌ في جدول الانتظار.
في مركز الأمير سلطان، ترى الاحتراف ممتزجًا بالسكينة، والعلم ممزوجًا بالرفق، وكأن المكان صُمم ليكون صورةً لما يجب أن يكون عليه الطب ، فلم يعودوا كما ذهبوا؛ بل خرجوا بوالدهم متعافٍ، وبثقةٍ جديدة في أن الإنسانية لا تزال بخير، يقول القارئ العزيز قد تُعيد الأجهزة نبض القلب، لكن الرحمة وحدها تُعيد الإيمان بالحياة.
في الطب، كما في الحياة، ليس كل ما يُقاس يُرى.
بعض الشفاء يبدأ من نبرة مطمئنة أو نظرة لا تخيف.
العلم يُنقذ الجسد، لكن الرحمة تُنقذ الإنسان، الطبيب الحقيقي لا يسمع الأجهزة، بل يسمع ما بين أنين المريض وصمته. ومركز الأمير سلطان للقلب لم يعالج فقط، بل أعاد تعريف معنى الشفاء حين جعل الإنسانية، نظامًا إداريًا، واللطف بروتوكولًا طبيًا.
محمد حمدان الذبياني إعلامي سعودي
Althebianimh@gmail.com


