الكتاب

لماذا التحايل على النظام؟

لاطالما كان هذا السؤال قائماً منذ أمد بعيد! هل يا ترى أن النظام وضِع بشكل لا يلبي متطلبات الفرد أو الموظف بحيث يرى أنه من السهل تجاوزه و أنه بإمكانه  الحصول على بعض المنافع او الخدمات بمجرد إحضار بعض الوثائق “الصفراء” و لكنه لم يعلم إنما إسِتَحصَل عليها بطريقة لا يرضاها هو على نفسه! أو شخص يعز عليه فكيف يرضاها على الشركة أو الوطن الذي إحتضنه و عاش في كنفاته. ففي القرآن الكريم ذكر الله سبحانه قصة أصحاب السبت إذ حرّم الله عليهم صيد الحيتان يوم السبت فقاموا بالتحايل على الأمر الإلهي بوضع شباك الصيد ليلة السبت في البحر و يأخذونها في اليوم الذي يليه و قد تعلّق بها صيدهم من الحيتان! ففضحهم الله في القرآن و جعل قصتهم عبرة تتلى إلى يوم الدين. و جاء في السنة النبوية المطّهرة الكثير من الاحاديث التي تحرّم  التحايل ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل” . إن البحث في الاسباب الحقيقة لتجاوز الأنظمة قد يكشف الكثير من أوجه القصور و خصوصاً في الأنظمة نفسها حيث أن بعضها فيه من التعقيد والصعوبة ما يجعل الموظف يفكّر بطريقة ما لنيل مراده دون الخوض في غمار تفاصيل الإجراءات . أو ربما المشكلة في آلية تطبيقها بسبب أن بعض الإداريين يصوّر لك النظام أو بعض فقراته بمعادلة من الدرجة “العاشرة”  و البعض الآخر يجعله سهلاً “كشربة ماء”. و لا ننسى ذلك الموظف الذي رضي على نفسه الحصول على تلك المنافع و البدلات بدون وجه حق مشروع و إذا ما أكُتشفَ  أمرهٌ بعد فترة طويلة  هل ستذهب سمعته و قيمته في الشركة أدراج الرياح و يغدو “أثراً بعد عين!”.
 إن من أنجع الوسائل لدرء تلك التجاوزات هي المشاركة المجتمعية في سن قوانين و أنظمة يؤخذ فيها برأي اللجان العمالية في الشركات حيث أنها تمثلهم و تمثل هموهم و ما يلبي متطلباتهم و يؤدي إلى إنجاح العلاقة بين القوى العاملة و إدارة تلك الشركات.
___________
بقلم/ محمد مقبل العنزي

‫5 تعليقات

  1. إن الخلل الأساسي وفي المقام الأول هو النظام بجميع أشكاله وفي جميع دوائر ومؤسسات أي دولة وليس المجتمع … المجتمع يحتاج أنظمه سهله ومتينه تتماشى مع متطلبات الحياه.. ومن ثم يتم تثقيف المجتمع على أليات النظام.. لذا يجب اشراك المجتمع في المشكلات والحلول والإستفاده من الدول المتقدمه في عدة مجالات..وبسبب ضعف وخلل بالقوانين والأنظمه يلجأ بعض الناس للتحايل لتمرير وتسهيل معاملاتهم.

    مقال رائع .. شكرا،،،

  2. ابدعت ياابايوسف ولاتنسى ان تكون اللجنه مستقله ليس لها راتب او مساعده من الحكومه حتى لاتخترق ويصبح مغنم لكل متسلق لمنصب اللجنه العماليه

    1. اشكر كل من تفاعل مع مقالتي و أود أن أشير بأنني أرغب بكتابة الجزء 2 من المقالة عن نفس الموضوع و أرحب بكل الرؤى و الافكار التي تقترحونها
      ولكم جزيل الشكر والامتنان

  3. بوركت يا أستاذ محمدمقبل ،قلمك مبارك وواعد ان شاء الله ،لقد تطرقت في مقالتك الموسومة *لماذا التحايل على النظام ؟؟* اللطيفة المعاني العميقة الغايات المنذرة بسوء العاقبة والهادفة في ذات الوقت …فعلا فالموضوع الذي كتبت فيه هو بالفعل موضوع للأسف أصبح ينخر المجتمعات بعد أن ساد فيه قانون الجاه والسيادة والريادة المادية دون اعتبار للأخلاق والمشاعر والمبادىء والتعاليم الدينية السمحاء ،فالواقع حقيقة فيه من الألم ومن المعاناة حين اختلطت السبل أمام العامة خاصة نتيجة زحمة المشاغل والمشاكل الحياتية ودرءا للتيه في صحراء هذا الكمّ الهائل من الشجن يعمد بعضهم الى محاولات مغالطة النظام بكل ما في التعبير من معنى وبشتى الطرق والوسائل وذلك للوصول الى تحقيق غايته وأهدافه بصرف النظر عن أبسط قواعد السلوكيات الحضارية والانسانية والشرعية والتي تكون نتيجتها في كل الحالات وخيمة وقاصية على مرتكبها أولا وعلى الجميع .أرجوا لك المزيد من التألق والنجاح ومن سار على الدرب وصل .الأستاذ الشاعر لطفي بن العجمي الخروبي -تونس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى