الكتاب
متلازمة الرأي الآخر
في نهاية كل جلسة حديث أو نقاش على إحدى وسائل التواصل الإجتماعي ينصرف الجميع وفي قلبه غصة وربما حمل حقدا أو كرها لأن الحديث لم يتم كما يريد ولأن رأيه لم يجمع عليه الجميع او لأن هناك من هو اصغر سنا منه وشد الإنتباه أكثر برأيه و طريقة طرحه للنقاش .
لازال مجتمعنا مع كل هذه الثروه المعلوماتية و الرؤيه الحديثة يعاني من مرض عضال اسمه ( مصادرة الرأي الآخر)
من ابسط الحقوق الإجتماعية أن يعبر الفرد عن رأيه بحريه تأمة على ان لا يثير تطرفا دينيا ولا تعصبا قبليا؛ في كل الأمور من حقك ان تطرح رأيك ولكن ليس من حقك أن تلزم به غيرك .
الظواهر الاجتماعية الحديثة أصبحت الحديث الشيق للتجاذب والطرح والفلسفه وهنا تبدأ نقاط الجذب والشد ومحاولة إظهار الحق في رأي المتحدث وإللقاء اللوم و الجهل على المتلقي ؛ من حق الجميع ان تحترم ارائهم وخبراتهم ولكن يجب على الجميع ان يتوقفوا عن إجبارنا على تبني أفكارهم فليس كل من خالفك الرأي ليبراليا او داعشيا او متطرفا دينيا اختلاف الاّراء لا يعني ان لك الحق في تصنيف المجتمع حسب منظورك الشخصي الضيق ففي أشرف الأزمنة واطهر الأماكن في عصر النبوة كان المجتمع يضج بالشركيات والوثنيات والظلم وجاء الرسول صلى الله عليه وسلم يتلو قول الله تعالى”لكم دينكم ولي دين” اهم مقومات الحياة العبوديه الخالصة لله و تركها الله بالحريه والاختيار لا اجبار ولا تشدد لانه يعلم سبحانه ان الحقيقة ستنجدب لها الفطرة وان طال الأمد .
ونحن اليوم نقسم المجتمع ونقسم الطبقات الفكرية وننتهج نهج الجاهلية الأولى ما نعانيه حقيقة هو إظهار اختلاف ارائنا وكأنه مرض ولابد ان نعالجه وتجاهلنا ان جمال علاقاتنا بالاختلاف والتنوع وتزداد علاقتنا عمقا لو اننا احترمنا بعضا ولم نجبر احد على التطبيق او التبني والانسياق ،
فليس من الأدب لأنك كاتب ماهر وتجيد التدليس بالحروف أن تجبر الجميع ان يقفوا الى صفك ؛
وليس من العلم لأنك عالم ان تجبر تلاميذك على ان ينافحوا عن آرائك الشخصية؛
ليس من الانصاف ان يجبر المحامي موكله على سلك طريقا شاق بعذر انه اعلم منه؛
ليس من العدل ان تصادر رأي ابنائك و زوجك وعائلتك لأنك وليهم الشرعي فأنت وليا لمصلحتهم وليس لقمعهم ؛
ليس من التقدم و الرقي ان نجعل ارائنا كالسيوف نلوح بها في وجوه بَعضنا البعض ؛
من حقك علي ان اسمع رأيك واحترمه ولكن من حقي ان اتجاهله ولا انساق له
لابد ان نتعلم ان اختلاف الاّراء هو ظاهره صحيه وحضارية تزيد من الإنتاجية و رفع سقف التفكير والحريه ونتوقف عن مصادرة آراء الآخرين بزعم العلم و الاحقية بذلك .
فاصلة : “الرجل الذي يحرم رجلا اخر حرية رأيه هو سجين الكراهية و التحيز و ضيق الأفق ” نيسلون مانديلا .
بقلم / غلبة الأحمري .
يعطيك العافيه
كلام صحيح وفي الصميم ..مبدعه كعادتك عزيزتي غلبا وتشرفت بمتابعتك..
ماشااءالله
مبدعة
ماشاءالله
مبدعة
واقع نعيشه
رائعه جداً ..
كلام منطقي ، لكن ارى ان الفكره تكرر نفسها في كل سطر ، اتمنى ان لا يصادر الرأي لمجرد الاختلاف تماشيا مع المقال؟
كل الود استمري
مبدعه الله يحفظك
كلامك سليم ،، وللأسف مازال موجود بالمجتمع عقول متحجره تحب السيطره وفرض الرأي على من هم حولهم أو تحت ولايتهم من غير رادع .
موفقه دائما