الكتاب

من عامل في ورشة الأخشاب إلى أشهر مليونير | بقلم : #فهد_الحربي

إنني أومن بأن القرارات – وليست ظروف حياتنا –هي التي تحدد مصيرنا أكثر من أي شيء آخر.

قد تشعر بأن الحياة غير عادلة أبداً،وأن الظروف من حولك لا تساعدك بأن تكون شخصاً ناجحاً، وقد تتخلى عن بعض أحلامك لأنك تعتقد أنها أقوى منك وأنه لا يمكنك مواجهتها!

هناك من يستسلم لتلك الظروف التي لابد بأن تحدث لأي شخص، وهناك من يواجهها ويتغلب عليها.

إلتحق شاب امريكي بالعمل في إحد الورش لنشر الأخشاب الكبيرة في مدينته ،قضى   أجمل سنوات حياته وشبابه في هذا العمل، وكان شاباً قوياً قادراً على الأعمال الشاقة والصعبة، عندما بلغ هذا الشاب سن الأربعين من عمره لا يزال يتمتع بكامل قوته ولياقته وأصبح ذو شأن وخبرة عالية في الورشة.

فوجئ ذات يوم بأن رئيسه في العمل يخبره بأنه مطرود من الورشة  وعليه أن يغادرها على الفور دون نقاش وبلا عودة.

أصاب هذا الرجل مزيجاً من مشاعر الدهشة والصدمة والغضب والحزن، خرج إلى الشارع وهو يشعر بالفراغ 

وانعدام الأمل حيث كل ماقدمه من جهد ذهب سدىً، وأنه فقد مصدر رزقه الوحيد فعانى الإحباط والحزن.

عاد إلى منزله ليخبر زوجته بأنه تم طره من العمل وأصبح عاطلاً عن العمل.

سألته زوجته عن خطته المستقبلية بعد أن أصبح بلا عمل رد قائلا:سأقوم برهن منزلنا لأتمكن من العمل في البناء.

بالكفاح والمواظبة ومواجهة الظروف استطاع بالفعل ببناء منزلين صغيرين بذل فيهما كل ما بوسعة وكان هذا مشروعه الأول.

 

توالت المشاريع الصغيرة وكثرت وأصبح متخصصاً في بناء المنازل الصغيرة، وفي خلال خمسة أعوام من الجهد والكفاح والصبر أصبح مليونيراً مشهوراً، وأنشأ عدداً لايحصى من الفنادق حول العالم.

إنه ولاس جونسون مالك سلسلة فنادق ( هوليدي إن ).

كتب والاس جونسون في مذكرته الشخصية: لو أنني أعرف أين يقطن رئيس ورشة الأخشاب الذي طردني سابقاً لذهبت إليه لأشكره على تلك اللحظة التي من خلال الألم الذي تسببت لي به تمكنت من استحضار قوتي الكامنة والاعتماد على مهاراتي لأصل لهذا النجاح.

كم من تاجرٍ لم ينجح في تجارته اعتقد أن مصيره إلى الإفلاس، وكم من شخص لم ينجح في فرصةٍ ما اعتقد بأن الفرص قد انتهت، وكم من طالب لم يبدع في تخصصه الجامعي اعتقد بأن مستقبله مهدد ومآله إلى الفشل.

إن الظروف والمشاكل هي جزء لا يتجزء من حياة الإنسان، فلابد من مواجهتها والكفاح في سبيل النهوض وتحقيق 

مراد الشرف.

الشخص الناجح يتميز عن غيره بمواجهة ظروفه العنيدة ومقاومتها ولايخضع لها ولاتكون عقبة مانعة في طريقه 

توقفه عن تحقيق أهدافه، أما الشخص الفاشل فهو دائماً ما يهزم بسهله ويبحث عن الأعذار ويكثر من تبرير فشله بأن “الظروف لا تساعده”.

 

إن الأشخاص الناجحين لم تكن الظروف والفرص مهيئةً لهم أبداً، بل إن كل شخص ناجح عانا من الظروف الصعبة والشعور باليأس والإحباط, ولكن بالصبر والإصرار وإدراكه بأن الكون مليء بالفرص التي تجعل منه شخصاً ناجحاً “لم يتوقف”.

 

عليك يا صديقي أن تدرك بأن النجاح ليس بالسهل ولا بالصعب الذي تتصوره، بالجهد والإصرار والثقة بالله ثم بنفسك سوف تحقق غايتك ومرادك.

____________

فهد الحربي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى