الجبيل اليوم

أطفالنا بين التربية والتكنلوجيا .. كيف نربي ونعلم أطفالنا والتقنيات تستهويهم والتواصل معهم يقل ؟

.

أسلوب الحياة العصري والرفاهية في إستخدام التكنولوجيا والأجهزة الإلكترونية , هل لهذه الأشياء تأثير على العلاقات الأسرية ؟ بين الأم وأبنها , او بين الأخ وأخته ؟؟
وهل تؤثر على أساليب التربية المستخدمة لهذا الجيل الجديد ؟!

التكنولوجيا و الألعاب الإلكترونية , أصبحت تقريبا هذه الأمور تجتاح كل منزل وتعمّر بداخله عقولا مبرمجة يتحكم بهآ مجموعة من الشرائح الكترونية !
شريحة إلكترونية صغيرة تستطيع أن تغير مجرى يوم الطفل أو المراهق أو البالغ من ذكر أو انثى . فهي تتحكم بمزاجه , طريقة نومه , أسلوبه المستخدم مع الغير وحتى في تنظيم وقته !

.

أثناء عمل بعض الدراسات على مجموعة من الأطفال والمراهقين الذين تترواح أعمارهم بين 7-15 سنة , لوحظ أن معظمهم يفضل الجلوس أمام شاشة التلفاز للعب (البلايستيشن) أو الجلوس أمام شاشة الإي باد إما لدخول المواقع الإجتماعية أو للعب و غيرها من التطبيقات المتاحة , بدلا من الخروج للخارج أو الذهاب لبعض النوادي الترفيهية و المراكز التثقيفية أو المساجد لتحفيظ القرآن أو حتى الجلوس مع عائلته !
إقتحام التكنولوجيا لحيآة المراهقين والأطفال قد يسبب الكثير من الأضرار الجسدية والنفسية وأيضا الإجتماعية !

فهو يسبب العزلة عن محيطه الخارجي و الوحدة فلآ يهتم لعلاقاته سواء مع أخوته أو مع الأصدقاء ,و ايضا إضرار للعين وإنهماك الجسد , ناهيك عن أسلوب العنف الذي سيورثه في عقلية الطفل .

هو عبارة عن سلآح ذو حدين , إن استخدم بالشكل المطلوب فلا ضرر , وإن أستخدم بالشكل المبالغ به كالجلوس بالساعات وعدم الحراك فقد يؤدي بحياة الطفل دون أن ندرك به !

و كتأكيد على هذا القول تم سؤال مجموعة من الصبيان الذين تتراوح أعمارهم مابين 7-15 سنة مجموعة من الأسئلة , من ضمنها :مالفرق بين اللعب بالجهاز الإلكتروني وبين الذهاب خارجا لقضاء الوقت مع الأصدقاء !

أتفق مجموعة منهم على نفس الإجابة , وهي” عند جلوسك للعب بالجهاز الإلكتروني فأنت تستطيع أن توافق بين المرح وبين قضاء الوقت مع الأصدقاء ! بكبسة زر واحدة تستطيع أن تدعو أصدقائك للعب معك وهم في بيوتهم ولا داعي للخروج خارجا, ومن جهة أخرى تستطيع أن تتعلم ما يجول بخاطرك دون الدآعي للذهاب إلى المراكز التثقيفية ! ” .

أتفق بعض الأهالي معهم , وأختلف البعض الآخر على كونه يفسد العقول ويشتت التفكير وتجعل الطفل يميل إلى العنف والتلفظ بما لايناسب سنه .
نحن نتفق جميعا على أن التكنولوجيا بشتى أنواعها تُأثر بل أحيانا تسلب العقول وتجعلها مبرمجة على نمط واحد من التفكير اذا لم تستخدم بالشكل الجيد .
مثلما أقتحمت حياتنا هل من الممكن تؤثر أو تتحكم بأسلوب التربية المستخدم مع أطفال الجيل الجديد ؟!
عقّب بعض الأهالي على هذا السؤال الموجه لهم بالشكل الخاص :” أن الطفل عندما يجلس عدة ساعات أمام شاشة التلفاز أو الآي باد , فإن ذلك يسبب له العزلة عن إخوته وعن محيطه الخارجي بشكل عام , وعندما يتم إبعاده أو منعه عن ألعابه الإلكترونية , يصاب بحالة من الهلع و الصراخ إلى أن يتم إعطائه ما يريد !

 

.

.

 

تتتت

.

كمآ انه ينشدُّ لها يوما بعد يوم بشكل ملحوظ ويصبح متعلقا بها, حينئذ تصبح القدرة على التحكم به ضعيفة خصوصا إذا كان يمر بفترة المراهقة .
و أيضا قد تجعل الطفل يخلق لنفسه جواً من الكئابة والأهم من ذلك جواً من البعد عن الله ثم البعد عن الناس ,و لذلك تأثير على علاقة الطفل بإخوته ! حيث إنه يصبح منعزلا عنهم ويقل التقارب بينهم , وإذا كان للطفل إخوة يصغرونه سنّا فإن ذلك يجعله قدوة لهم في أفعاله, فيحذون حذآه في الانعزال و الابتعاد .”
لكل شيئ جانبان , مشرق ومظلم , إذا كان الجانب المظلم من التكنولوجيا يؤثر بأسلوب التربية والعلاقات الأسرية , فمآ هو دور الجانب المشرق !
على عكس السواد يأتي البياض ليكشف عن محاسن هذه الأجهزة , بتحديد وقت قصير لا يتراوح عن ساعة واحدة يستطيع الطفل أن يغوص بعالم التكنولوجيا دون أن يسبب لنفسه الضرر , وأيضا يستطيع لعب بعض الألعاب التي تحث على المشاركة الأخوية ,فيكون قد كسب سعادة نفسه وسعادة إخوته معه في آن واحد , بدلا من جعل هذه الأجهزة حاجز بينهم وبين محيطهم الخارجي من شتى العلاقات , بالإستطاعة جعلها جسرا بينهم وبين هذه العلاقات!
ولكل أمرٍ بديل و تعويض !

*كيف يمكن جعل الطفل يخفف من جلوسه وإدمانه على الألعاب الإلكترونية ؟! هل من بدآئل !

توجد الكثير من البدائل التي يستطيع الوالدين أن يوفرانها للأبناء ,فمثلا :استبدال هذه الإلكترونيات بالألعاب الحركية التي توفر وتخلق جواً من النشاط.
وأيضا عن طريق قضاء وقت أطول بالجلوس معهم وإلهائهم عنها , أو إقامة مسابقات للإبناء كحفظ القران الكريم والتي تحث على التنافس بين الأخوة أو تسجيلهم في بعض المراكز الصيفية.

التربية والعلاقات الأسرية أساس بناء مجتمع واعٍ ومتحضر , التكنولوجيا و الإلكترونيات عنصران لا غنى لنا عنهما , حين يتم التوافق بين الطرفين وإن أستخدم بياض التكنولوجيا بدلا من سوادها سيتم تكوين أمة متقدمة تربطها علاقات قوية لاتستطيع الأمور الهامشية التحكم بها أو السيطرة عليها .

.

 

ت

تت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى