الجبيل اليوم

أم ميسي..!!

 
مصيبة بل كارثة عندما يصل ابناؤنا إلى سن الخامسة والسادسة عشر وهم لا يعرفون شيئا عن سير بعض الصحابة رضي الله عنهم .
يوم الخميس كنت عند طلاب من المرحلة المتوسطة ومر معنا ذكر الصحابي الجليل أبوهريرة رضي الله عنه ، فسألتهم من باب المعلومات العامة عن اسمه رضي الله عنه وكنت شبه متيقن أن الجميع يعرفه فهو من أشهر الصحابة، وأكثرهم رواية للحديث، وكم ذهلت ، و صدمت عندما سمعت إجاباتهم ، تخيلوا من قرابة الأربعين طالبًا لم يعرف الإجابة إلا ثلاثة فقط أما البقية فمنهم من أخطأ في الأسم الأول، ومنهم من أخطأ في اللقب، ومنهم من ( جاب العيد ) في الاسم، واللقب لدرجة أن أحدهم جاوب بحماس الواثق من أخر الفصل ” أبو بكر يا استااااد أبوبكر”!! بخيبة أمل كبيرة سألتهم عن حَبر هذه الأمة فوالله لم يعرفه أحد، ثم سألت بيأس تام عن أمين هذه الأمة فلم يجب إلا طالب واحد إجابة غير شافية فلم يعرف من اسمه رضي الله عنه إلا ( الجراح ) !! عندئذ تحديتهم جميعًا وأنا واثق من خسارتهم للتحدي أن يعددوا لي اسماء خمسة عشر صحابيًا وصحابية، وكما توقعت فحتى مع (  تغشيشي ) لم يتمكنوا من ذكر عشرة اسماء !! ألم أقل لكم أنها كارثة!! بل لما سألتهم عن معلوماتهم عن  اللاعب المشهور ميسي صرخ أحد الطلاب متفاخرًا ” لو تبغانا نقولك اسم أمه” !! شي يقهر، ويحز في النفس عندما لا يعرف ابناء المسلمين شيئًا عن سير الصحابة رضوان الله عليهم بينما نجدهم موسوعات في اسماء اللاعبين، والفنانيين، والمطربين ولا أبالغ إن قلت أنه يوجد من هم في المرحلة الجامعية، وحتى موظفين لا يعرفون شيئًا، أما عن التابعين وتابعيهم وعلماء المسلمين فقليل جدًا من يعرف بعض من سيرهم رحمهم الله .
بعيدًا عن إلقاء اللوم على وزارة التربية والتعليم، والبحث في عدم إدخالها سير الصحابة ضمن المناهج كما كنا سابقًا ندرس كتاب صور من حياة الصحابة، وصور من حياة التابعين، وفي مدارس البنات كتاب المرأة المسلمة، و على الإعلام المرئي في قلة المواد الإعلامية التي تُعرف النشء بسير سلفهم الصالح، فإني أحملك أنت أيها الأب، وولي الأمر المسؤولية، وألقى عليكم اللوم الشديد في هذا الوضع المؤسف، فليس لكم عذر فالمعلومة متاحة، قريبة، والوسائل كثيرة، إما كتاب تقرأه عليهم، أو شريط تُسمعهم إياه،أو قصة تسردها لهم، أو تحضر لهم كتب مناسبة لاعمارهم ، أو تكليفهم بالبحث في الانترنت مع تشجيعهم بالحوافز، والجوائز.
لا أطالب أن يكون ابناؤنا موسوعة في هذا المجال مع أنه يفترض بهم ذلك ، ولكن أقل الكمال أن يعرفوا شيئًا من سير الخلفاء الراشدين، و أمهات المؤمنين، و العشرة المبشرين، وكبار الصحابة من المهاجرين والانصار رضي الله عنه أجمعين، والقدر اليسير من سير كبار التابعين، و الأئمة الأربعة، والبخاري، ومسلم رحمهم الله.
قد يخالفني البعض، ويرى البعض أني ( مكبر الموضوع ) ولكن لدي إيمان راسخ، وقناعة تامة أنه يجب أن يعرف ابناءنا سير سلفهم الصالح من الصحابة، والتابعين، وعلماء المسلمين، ويجب أن يثقفوا أنفسهم في هذا المجال لأن ذلك سيترك أثرًا طيبًا في نفوسهم، يدفعهم للاقتداء بهم، و الاقتباس من فضلهم ويشحذ هممهم، ومن ثم المحافظة على هويتهم الدينية، و إرثهم التاريخي،والثقافي بعد أن أبعدهم عنها الغزو الفكري، والثقافي في ظل انشغال الأباء،.
قبل أن تغادر أخي القارئ مقالي مشكورًا ارغب في اختبار معلوماتك بهذا الجانب بسؤال بسيط قد يكشف لك قدر ماتعرفه عن الصحابة رضي الله عنهم فماذ تعرف عن الصحابي الجليل عبد الله بن عثمان بن عامر التيمي رضي الله عنه

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى