أقلام واعدةالكتابالمقالات

“أنا الفاعل “

الكاتب /د.حمد بن هادي الهاجري

الإنسان جزء غير قابل للانفصال عن بقية مجتمعه تحت الظروف الطبيعية .
لذلك ومن هذا المبدأ يجب أن ندرك حصول نوعاً من الخلاف او التمرد و حتى نكران وكره من الاطراف الاخرى وهو في الحقيقة ماجبلت الحياة عليه وعلى التعايش معه وعادة بشرية لاسيما من وجودها ، إن استيعاب هذا الامر على الاقل يخفف وطئته نفسياً وصحياً ومجتمعياً
والعكس صحيح ففي التاثير النفسي والمجتمعي يدخل الانسان في الشك واضطرابات السلوك كالعزلة والقلق عندما لايتقبل هذا الامر او يعالجه كسلوك بشري غير سوي .
ومن جهة أخرى وهي الاهم الاضرار الصحية التي تحدث عندما اكن حقداً و عداوة او ابخل بالعفو والصفح .

في جسم الانسان هنالك غدة مهمة جداً تسمى بالكظرية تفرز اهم هرمون يساعد في توازن صحة الانسان ومنع الجسم من التعب النفسي والبدني وهو الكورتيزول ،في حال كنت مشبعاً بالضغينة يفرز هذا الهرمون بشكل كبير جداً في الجسم عن المعتاد والمستوى الطبيعي مما يسبب خلل في توازن صحة الجسم وهو المسبب الاكبر للقلق وكذلك ضعف النشاط والهوان وتقليل التعافي من الامراض ويساعد ايضاً على انتاج السكر العالي بالدم مسبباً على المدى البعيد مرض السكر وايضاً يزيد عملية ضخ الدم مما يسبب ارتفاع ضغط الدم وفي مراحل متاخره قد يصل لفشل القلب وامراض اخرى تفتك بالصحة.

فسبحان الخالق الذي جعل في القران صحة للانفس والابدان يقول الله تبارك وتعالى (((ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيمٍ))))
فعلاً لن يلقاها الا ذو حظاً عظيم وهذه الاية تبين ماذكر سابقاً ان العفو الصلح والمسامحة ليست فقط من اجل الله سبحانه او للعباد بل لك في المقام الاول حفاظاً على صحتك .
كما قال الشاعر :
الحقدُ داءٌ دويُّ لا دواء لهُ
يَري الصدور إذا ما جمره حُرثا
فاستشفِ منهُ بصفحٍ أو معاتبةٍ
فإنما يبرأ المصدورُ ما نفثا

والان دعنا نسلط الضوء على الترياق من هذا الداء .
من ابسط الحلول لمواجهة هذه المشكلة اولاً
التأقلم معها وانها سنة كونية أينما وجدت مجتمعات حلت هنالك اشكالات
ثانياً:- الاقتداء بكتاب الله
بالعفو والصفح راجياً الآجر من الله سبحانه وتعالى ومحافظاً على صحتك
ثالثاً:- الابتعاد عما يزعجك وعدم مخالطة اشخاص تعتقد ان اقترابك منهم قد يولد كراهية فيما بينكم

الايام والحياة والبشر ليسوا الا اختباراً لك في الدنيا
ان كنت عاقلاً واستطعت المواكبة باقل الخسائر فزت بجنة الدارين وان خالفت ذلك خسرت ، كن دائماً بجانب نفسك وما يجعلك معتدل صحياً ونفسياً ومجتمعياً وليس بجانب جنون العظمة والسلطة الذي بداخل دماغك

‫2 تعليقات

  1. ماشاءالله تبارك الرحمن
    فعلا مقالة جميلة واهنيك على الابداع الكاتب والدكتور حمد الهاجري

  2. شاكر لك ومقدر ي دكتور حمد على هذا الإثراء .. حصيلة المفردات والاستشهاد بالهدي الرباني والاستطراد بأبيات شعريه تنم على ثقافة الكاتب ..

    ذكرت في مقالك العفو احد الحلول وهذا ذكر فالقرآن الكريم حينما قال عز جلاله لنبيه الكريم (( فاصفح الصفح الجميل)) .. اي ليس اي عفو او صفح انما بلطف ولين ..

    ايضا في انعزال ما يؤذيك .. كثير من الدراسات تقول ان لم تكن مرتاحا البال مع مجموعه من الأشخاص ابحث عن الافضل بالانعزال عنهم والاحتكاك بمن يبعث لك الايجابيه والسكينة ..

    شاكر لك هذا الاثراء .. تقبل تحياتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى