الثقافة

اختبارات القدرات والتحصيل : ما بين الهمّ و الوهْم

يحلم جميع خريجي الثانوية بتحقيق أحلام الطفولة عند الالتحاق بالجامعة , ولكن تلك الأحلام تتبخر بمجرد دخولهم  اختباري القدرات والتحصيلي والتي تمثل عائقاً يصعب اجتيازه  ولم يعد بمقدورهم اختيار التخصص الذي اختاروه مسبقاً ويتساءل الكثير حول وجود هذا الإختبار في دول العالم أم أنه خاص بمجتمعنا , والحقيقة أن تطبيق اختبار القدرات العامة المسمى بـ: (SAT-I)    في الولايات المتحدة الامريكية كان قبل اكثر من 80 عاماً وكذلك الإختبار التحصيلي المسمى بـ :(SAT-II) أما في شرق الكرة الأرضية فقد بدأ تطبيق نظام اختبار القدرات والإختبار التحصيلي في القبول الجامعي قبل قرابة 35 عاماً في عدة دولٍ منها الصين واليابان وسنغافورة كما أن الجامعات الصينية واليابانية لا تضع أي وزن لدرجة الطالب في الثانوية العامة، فقرار القبول فيها يعتمد مائة في المائة على درجات الطالب من خلال اختبار القدرات والإختبار التحصيلي، واختبارات القدرات والتحصيلي المنفذة من المركز الوطني للقياس في المملكة مبنية على نفس المعايير العلمية التي بنيت عليها اختبارات تلك الدول، فجميع هذه الاختبارات متشابهة. إذن لسنا الوحيدين في هذه الاختبارات وربما نستطيع القول أننا متأخرين وقد قررت وزارة التعليم العالي اختبار القدرات، إذ  يُرشّح بطريقة مباشرة الطلبة الجامعيين، ويحفز بطريقة غير مباشرة ذهن الطالب باستمرار ليكون مستحضرا جميع القدرات التي تعلّمها منذ الأول الابتدائي وحتى الثاني ثانوي

لكن هل هذه الاختبارات ستقف حجر عثرة في طريق أحلام الخريجين والخريجات ؟

بداية نجد أن الهدف من الاختبارات هذه هي مساعدة الطلاب والطالبات لتوجيههم للتخصص المناسب واختيار الأولويات في التخصصات كما  يقيس قدرة الطالب التحليلية والاستدلالية من خلال قياس : القدرة على فهم المقروء , إدراك العلاقات المنطقية , حل مسائل مبنية على مفاهيم رياضية ,الاستنتاج والقياس وينقسم إلى:

لفظي :  استيعاب المقروء , إكمال الجمل , التناظر اللفظي

كمي : حساب , هندسة , جبر , تحليل واحصاء

 وقد التقيت بعدد من الطالبات لاستطلاع آرائهم ونقل تجاربهمحول هذه الاختبارات
تقول :(جميلة .ع ) من وجهة نظري أن للاختبارات هدفان الأول : مادي , والثاني : تقليص أعداد الطلاب المقبولين في المرحلة الجامعية وهذه الاختبارات ليست تعجيزية بل إنها من نفس المعلومات و المقررات الثانوية لكن بشكل غير مباشر (المشكله أننا تعودنا أن  الأسئلة لازم تجي من الكتاب و دفتر الواجب للأسف)أما (ع الزهراني)  فتقول : أن اختبار التحصيلي أصبح أكبر هاجس لي  في الفترة الحالية، لأنه اختبار لمرة واحدة مما يشكل صعوبة بالغة بلم كل تلك المعلوماتوعادةً ما يكون بعد اختبارات الثانوية العامة مباشرةً، حيث لا يمكن للطالب التجهزّ له، ويكون الاختبار في اربع مواد علمية  »الرياضيات» و»الفيزياء» و»الكيمياء» و»الأحياء» والتي تمت دراستها خلال المرحلة الثانوية، وأتساءل كيف يستطيع الطالب خلال ثلاثة أيام تفصل بين اختبار شهادة الثانوية والإختبار التحصيلي التركيز لتحصيل درجات عالية لإمتحان يؤثر (50%) في القبول بالجامعة؟،وكان رأيي (عائشة ) لقد أصبحت نسبة الشهادة الثانوية  لا تشكل أكثر من 30%، ولم تعد تشغل بقدر ما تشغله اختبارات القدرات والتحصيلي كما تقول قد يكون مبلغ 100 ريال زهيداً عند بعض الأسر أما البعض الآخر لا يستطيع توفير هذا المبلغ

 وأصبح التدريب لاختبار القدرات مصدر دخل لبعضهم حيث أصبح هناك معلم خصوصي للتدريب على اختبار القدرات وبعضهم افتتح المراكز وأقام الدورات وهذا أمر طيب لكن بعضهم امتهنها بلا ذمة ولا ضمير وتؤيد هذا القول (الطالبة فاتن _ القسم العلمي )تقول : درست على يد إحدى المعلمات الخصوصيات : رسوم التدريس مرتفعة (4 آلاف ريال)  وفوق ذلك تقوم بتدريسنا ساعة واحدة في الأسبوع والمكان يعج بالطالبات ولا تكلف نفسها بطباعة الأوراق أو التدريب على بعض المسائل كما أنها كانت تشرح في أوراق وتطلب منا تصويرها , واضطررت لإعادة الاختبار ودفع نفس المبلغ عند معلمة أخرى حتى وصلت إلى نتيجة مرضية .

 وكان رأيي الطالبة (هند)  في  القسم  الأدبي والتي ترى أن ضيق الوقت  يسبب لها الرهبة والإرتباك ويعود بنتائج سلبية على أدائها في الاختبار والطالبة (سميرة ) ترى أنه ما فائدة مجهود ودراسة  لمدة 12 سنة ليأتي اختبار ينهي كل أحلامي وآمالي ومن باب الدعابة ترى أنه نوع من الاستقعاد الذي يُقعد الطالب عن مستقبله ,سميرة المري طالبة في القسم العلمي تقول : بعد تطوير المناهج الدراسية الثانوية أصبحت جميع الأرقام والمعادلات والقوانين باللغة الإنجليزية وبعدها نأتي للاختبار لنجده باللغة العربية فالأفضل تغيير الاختبار ليناسب المناهج المطورة

بعد أن استطلعت  آراء الطالبات   أحب أن أضيف (أن اختبار القدرات الآن يقدم 4 فرص للطلاب والطالبات اثنان في الصف الثاني ثانوي واثنان في الصف الثالث ثانوي مع فرصة خامسة وهي في الاختبار المحوسب والذي يمكن تأديته في أحد مراكز قياس القريبة من منطقتك . فمن فاتته الفرصة سيجد أخرى ولعلها تقود الطالب عمليا أن لاييأس ويقف معولا على أول نتيجة .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى