أقلام واعدة

ارجوكم توقفوا ! بقلم ” غلبه الأحمري ”

 

اشتهر المجتمع السعودي بأنه المجتمع الأكثر تديناً ومحافظة على دينه وشعائره وقدسية مبادئه .. يعد المجتمع السعودي الأول دوليا في الإنسانية والتسامح والعطاء وحبه للسلام شعب افراده تمتلئ قلوبهم بالطيب والنخوة والترفع عن ما يحصل في كثير من البلدان المجاورة ؛ فنسبة الإنسانية والتعاطف الموجودة في مجتمعنا سمة من سمات الرقي والحضارة فلا تصفوه بالساذج ولا تنتقصوا حبه للعطاء انه الحب الصادق الذي لا ينتظر العطاء او الرد..لدينا كمجتمع وأفراد وحكومة قناعات ومبادئ نفخر بها ونتباهى بها امام الكثير من الدول التي فقدت قيمها وانهارت امام الكثير من المغريات..نحن شعب مثابر ومحب للتغيير ومتطلع للمستقبل كلنا امل وطموح بأننا سنكون الأفضل تعلمنا من مجتمعنا التكاتف و (الفزعه) و هذا لن يعلمه لنا إلا مجتمع وأفراد متمسكون بقيم دينية ثابتة ومبادئ وعادات تعتبر من أعلى مقاييس الرقي الحضاري و الإنساني .

ولكنه ليس مجتمع ملائكي او اسطوري فهناك الكثير من الأخطاء الفعلية و العديد من الظواهر الشاذة ولكنها لم تصبح مرضا منتشر فرغم كثرة المؤامرات الفكرية و الدينية و الانقسامات المذهبية إلا ان مجتمعنا لازال يُضرب به المثل في التلاحم و نبذ التفرقه أذن هو مجتمع حضاري و راقي.

وأمام الموجة العاتية من الافتاءات المستهدفة لمبادئنا ثار المجتمع بالرفض و الاستنكار والاستياء لأنها مست شيئاً من الثوابت الدينية أذن مجتمعنا متدين و محافظ بطريقة راقية و منضبطة فهو حضاري؛

وعندما يسمع افراد شعبنا بظاهرة علمية جديدة  فإنهم يتزاحمون في الصفوف الأولى للمحاكاة والرغبة الكاملة في معرفة تفاصيل هذا الحدث الضخم بطريقة شغوفة ممتلئة بالطموح اذن مجتمعنا يحب البحث والعلم والتغيير.

نحن مجتمع نقرا ونكتب و نخترع و ندرس وفي جميع المجالات لنا ظهور نحب البناء والرقي والظهور بطريقة ملفته .. ولكن ارجوكم توقفوا عن جلدنا !!

لدينا الكثير من الإرث والحاضر والطموح مما يجعلنا فخورين بأنفسنا ؛ حققنا كل ما نستطيع وسنبذل المزيد من الجهد لتحقيق ما كان يوما مستحيل ولكن ابتعدوا عنا.

الكثير من الكُتاب والنقاد والصحافة وكل من أراد ان يُسلط عليه الضوء بات الطريق الاسهل له هو جَلده لمجتمعنا وانتقاده وإبراز مساوئه وتثبيت الصورة على ظاهرة ويُجرم المجتمع بأكمله.

إلا يجدر بكل هؤلاء أن يرفعوا بقيمة مبادئنا و يتوقفوا عن المقارنه بيننا وبين  غيرنا من المجتمعات التي تنشا بلا قيم دينية فكثرة المقارنه تولد الخيبة والانكسار والضياع وكثرة تكراركم  لكلمة شعب خامل .. مستهتر وجاهل مبتذل وهمجي جعلت منا شعب لا يحب نفسه ولا يثق في طاقاته تبلد بسببكم حس الابتكار والنشاط.

مجتمعنا ليس بحاجة الى النقد اللاذع والكلمات المسمومة ولا يحتمل المزيد من الجلد النفسي والعاطفي الذي يمارسه كل من اراد ان يُقال عنه مصلح.

فإنجازاتنا كشعب ليست قليلة وليست بالتافهة لدينا الكثير فمجتمعنا ملئ بطلاب العلم مزدحم بحفظة كتاب الله الكريم و مسابقة حفظ السنة النبوية  زاخرة بإعداد ليست قليلة .. الموظفين بكل قطاعات الدوله بالجامعات والمستشفيات وحتى ربات المنازل كل في مجاله يقدم ما يستطيع .. كلهم ناجحون وكلهم مثابرون الجميع يسعى والجميع يريد التقدم والجميع هدفهم واحد بأن يكون وطنهم دائما في المقدمة.

ولكن بجلدكم المستمر و تذمركم خلقتم في أنفسهم الجزع والاستهتار ؛ لماذا لم تسلطوا مجاهركم على الجوانب الايجابية؟

التقدم الذي تتحدثون عنه في قنواتكم وبين اسطر حروفكم لن تصلوا إليه بجلد مجتمعكم ؛ المجتمع كالطفل ان دُلل أفسده الدلال وأن حس بالقسوة والكراهية جرفه ألانحراف الطفل (المجتمع) يحتاج الى التشجيع دائما الى من يأخذ بيده الى المكان الصحيح الذي يفرغ به طاقاته التي ستتحول الى انجازات عظيمة أن سقيناها بالعرفان والتشجيع والانبهار  وهذا هو واجب الاعلام الهادف البناء الذي يعتبر الوسيلة الوحيدة للدفاع عن مبادئ و نجاحات مجتمعنا من هذا الجلد النفسي والعاطفي الذي استنزف كل طموحات وأحلام افراد المجتمع السعودي.

فاصلة:

ليس من الشرف أن تدوس بأقدام طموحك على مبادئ مجتمعك لتبني تطلعاتك خارج وطنك.

بقلم / غلبة الأحمري

‫5 تعليقات

  1. اولاً نشكرك على هذا المقال الصادق المتفاءل النابع من نفس واثقه بالله اولا ً ثم بهذا البلد العظيم وشعبه المعطاء والكريم اردت أن أقول أنني سافرت لكثير من بلدان العالم وبمقارنة مع الكثير من الإختلافات وجدت أن بلدي أعظم بلد وأرحم بلد وأرحم شعب وليست مقارنه نابعه عن حبي لبلدي لكن مقارنه حقيقية
    حفظ الله بلادنا وولاة أمرها وشعبها العظيم.

  2. كلماتك لامست قلبي وعلقت في ذهني

    “فكثرة المقارنه تولد الخيبة والانكسار والضياع ”
    فالكثير من الناس و بعضهم منهم حولي …( ><")
    هدفهم المقارنة بيننا و بين الشعوب وعدم الانجاز اي هدف ولم يحصد
    سوء تشويه تلك القيم و المبادئ الصالحة فينا .

    أبدعتي بانتظار مقالتك القادمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى