التدخين : آفة قاتلة تفتك بالمجتمع وجهود مكثفة لمحاربته

التدخين آفة قاتله ﻻزالت تنتشر وتتفشى بحرية كبيره.حاصدة في طريقها اﻻرواح ومزهقة اﻷنفس. موت خفي ﻻ يعرف الرحمه.بما يخلفه من امراض قاتله لم يعد علمها بالشيء الجديد على العالم صغارا وكبارا.وبالرغم من انتشار التوعيه بشكل كبير سواء من المؤسسات أو اﻻفراد.اﻻ اننا ﻻ زلنا نرى الظاهره تنتشربشكل رهيب ولم تعد منحصره في البالغين بل تعدتهم الى النساء واﻻطفال ما قبل مراحل المراهقه المبكره.من طﻻب المدارس.حول هذا الموضوع تقف الجبيل اليوم للبحث في اﻻسباب وطرق حديثه للعﻻج من خﻻل استضافة اﻷستاذ بدر بن الحميدي البقمي عضو منسق مكافحة التدخين بتحلية مياه الجبيل والوقوف على بعض اللقاءات مع ضحايا التدخين.

**مدخنين: التدخين هلاك للصحه وضياع للمستقبل،،

الشاب (ع.أ) خريج ثانوي يروي قصته مع التدخين قائلاً ادخن منذ عشر سنوات وبدأت التدخين في سن مبكره جدا في المرحله اﻹبتدائيه مع اﻻصدقاء في المدرسه كنا في الصف السادس والحقيقه لم اشعر ان اﻷمر غريب او مريب فوالدي مدخن واخي اﻷكبر ايضا.ورأيت اﻷمر طبيعي راقتني التجربه وخضتها حين عرضها عليه اﻻصحاب.وضننت ان ﻻ بأس من خوضها ولكني اﻵن اعاني انهيار صحتي فوزني يتناقص بشكل رهيب واعاني من تلف في اللثه واﻻسنان اضافة الى اصابتي باﻵم في الصدر وضيق في التنفس.والحقيقه ما بحثت عن العلاج فقط محاوﻻت فرديه فاشله لكن اتمنى ان يعينني الله على اﻻقﻻع عن التدخين.ويضيف  أما زميلي(أ.م) فقد بدأ بسيجاره وانتهى بالمخدرات  وترك المدرسه رغم انه كان من المتفوقين اما الطالب (س.م) فيحكي تجربته مع التدخين قائﻻ بصراحه انا دخنت مرة واحده فقط في حياتي وتوبه ما أعيدها.بدأت من باب التجربه او باﻷحرى (اللقافه).حيث توجهت للمدرسه صباحا وقبل دخولي شاهدت زمﻻئي خلف سور المدرسه يدخنون واتجهت اليهم وجلست معهم قلت خلني أجرب شعورهم وليتني لم افعل حيث من سؤ حظي جاء مدير المدرسه وقبض علينا وخذنا لﻷداره واستدعى اولياء امورنا.وكان موقف جدا حرج وتم فصلي يومين عقابا لي.وندمت على فعلتي وكانت هي المره اﻻولى واﻷخيره.بأذن الله ولكني انحرجت كثيرا من والدي ومعلمي فقد افسد الموقف سمعتي الجميله والمعروفه لدى المدرسه.وسيبقى ذلك درس لي.فالدخان ﻻ فائده منه سوى الهﻻك وقد يجرنا الى مصائب كثيره وانحرافات ﻻ فكاك وﻻ نجاة منها.

**طرق اخفاء الدخان داخل المدارس.أمر قذر،،

يروي  الطالب.(م.م) طالب مرحله متوسطه قائﻻ بعض الطﻻب المدخنين في مدرستنا يحضرون الدخان معهم ويقومون بأخفائه في دورات المياه اكثر شيء في السقف.ولكن من اقذر المناظرالمؤسفه اللتي رأيتها طالب يخفي علبة السجائر في سلة المهمﻻت تحت الكيس العازل للسله.!! عجبي لقذر يختبيء في مكان قذر.ويضيف الطﻻب عندنا يتجرأوون ويدخنون في الساحه احياننا امام زمﻻءهم .ولكن للمعلمين دور في ردعهم والعقاب في مدرستنا صارم.واﻻداره لها قوانين صارمه.

أما الطالبه (ع.ع) تقول التدخين موجود عندنا في الكليه ففي احدى المرات شاهدت مجموعة من الطالبات  المسترجﻻت يدخن فنويت تبليغ ادارة الكليه ولكنهم هددنني .وتراجعت .هن من سيخسرن صحتهن في لنهايه.وتضيف زميلتهاالطالبه (ف.ع) اما انا معاناتي مع والدتي فهي مدخنه واخاف على صحتها اللتي بدأت تنهار.واتمنى ان تسارع للعﻻج بعد قرأة التقرير.

**وحول تلك القصص كان ﻻبد من وقفة مع المختصين في ذلك.والبحث عن حلول عمليه لتلك اﻵفه وكان لنا لقاء مع اﻷستاذ بدر بن الحميدي البقمي. عضو منسق مكافحة التدخين بتحلية مياه الجبيل ونبذه عن المركزوجهوده،،

حيث قال اﻷستاذ بدر البقمي أن بداية إنشاء العياده 2000م. كانت فكره إقامة برامج تهم المجتمع من مجموعة المؤسسين وعرضت علي مدير محطات الجبيل في وقتها المهندس صالح الزهراني وكانت المباركه منه وتم إنشاء العياده وتجهيزها بالمواد والأجهزه الطبيه وتم إفتتاحها وكان الاقبال طيب والحمدلله وانتشر صيتها بالمنطقه خاصة وانها اول عيادة بمنطقة الجبيل والثانيه على مستوى المنطقه الشرقيه.

انشطة العياده في مكافحة التدخين ومشاركاتها،،

.وأستطرد اﻻستاذ بدر قائلا تأتينا طلبات من خارج المؤسسة بطلب إقامة معارض وتمت المشاركه بكثير من المعارض وكان اولها خارج المؤسسه بالهيئه الملكيه بالجبيل والحمدلله شاركنا في ملتقيات للشباب ومدارس الجبيل البلد والهيئه ومجمع الفناتير والقطاعات العسكريه ومعرض الزهور والمناشط الشبابيه ومجموع المعارض المقامه اكثر من 30 معرض والحمدلله.ويؤكد اﻻستاذ بدر ان اللجنه ﻻ زالت تقوم باﻷعمال والمهام المنوطه بها من التوعيه بأضرار التدخين من حمﻻت أعلامية ومعارض والعون للراغبين بالاقلاع عن التدخين من علاج وادويه مساعده وذلك بدعم كامل من سعادة مدير محطات التحليه المهندس عبدالله عقلا السبيله وتتقدم اللجنه له بشكر خاص على دعمه ﻷنجاح مسيرة اللجنه في مكافحة هذه اﻵفه.

ويضيف كذالك كان هناك مشاركه مع وزارة الصحه ممثله. ببرنامج مكافحة التدخين بالوزاره وحيث تم دعوتنا للمشاركه بالملتقيات والندوات والمحاضرات وشاركنا عيادة الوزارة بالخبر بمناشط في الخبر والدمام وقتها كانت مسؤوله عن البرنامج بالشرقيه الدكتوره احلام الدوسري. وكذالك لنا تعاون مع الجمعيات الخيريه مثل جمعية نقاء الخيريه لمكافحة التدخين.ومستشفى اﻷمل للصحه النفسيه .وﻻزالت العياده تستقطب  المدخنين رجاﻻ ونساء وأطفال لمساعدتهم على الاقلاع عن التدخين وﻷقبال على حياة مليئه بالصحه .

**آلية العمل في العياده..ونسب اﻷقبال عليها،،

يشرح اﻻستاذ بدر قائلاً :اذا زار المدخن العياده يكون فيه مقابله من احد اعضاء اللجنه مناقشة المدخن ومحاولة معالجة السلوك وهو مهم لقطع مراحل كثيره في العلاج وبعدها يتم التحويل علي العياده وفتح الملف وعمل فحوصات منها قياس نسبة اول إكسيد الكربون وقياس كفائة الرئه وبعدها يقرر لها الجلسات على الملامس الطبي الذي يعمل مبدا الإبر الصينه وله شرح بالطريقة التي تمتد لإسبوع كل جلسه تأخذ من نص ساعه ل45 دقيقه ويكون المدخن مستلقي وفي إسترخاء. ويصرف علاج مساعد في الإقلاع إسمه الشامبكس له مفعول طيب في الإقلاع عن التدخين.والحمد لله اﻷقبال عليها طيب فالعياده تستقبل ثلاث حاﻻت يوميا تطلب لمساعدةوالعلاج .وقد استقبلت 180حاله العام الماضي.وننصح المدخنين بالتوجهه للعياده وتدارك انفسهم وصحتهم.فالصحه اثمن ما يملك اﻹنسان.

**دور فعال للمركز.وتعاون مثمرمع وزارة التعليم،،

ويضيف اﻻستاذ بدر:اقام المركز مشاركات كثيره على مستوى مدارس الجبيل يقدم المركزتوعيه لطﻻب المدارس من خﻻل زيارة المدارس وتوعية الطﻻب.بخطورة التدخين من خﻻل اقامة المعارض والمحاضرات وآخر مشاركه للشباب كانت زيارة المركز للمدرسه الثانويه بالتحليه.للبنين .وكذلك يقدم التوعيه لمدارس البنات.وقد كانت آخر مشاركه للمركز عمل معرض لمدرسة البنات في القطيف وقد قمنا بتجهيز معرض وشرحنا البرنامج واهدافه وكيفية اﻷستفاده منه للمعلمات وهن بدورهن قمن بشرحه للطالبات وتوعيتهن في ذلك.ولنا تعاون ايضا مع المصحات النفسيه للتوعيه بخطر التدخين وما يجر اليه من كوارث اعظم.وكذا التوعيه في السلوكيات الخاطئه والمخدرات ايضا.

**التدخين آفه منتشره بين الجنسين من مختلف الشرائح

يؤكد اﻻستاذ بدر ان التدخين آفة انتشرت بين الجنسين فهي ﻻ تقتصر على الرجال او البالغين فقط بل يمتد خطرها الى النساء واﻻطفال ﻷسباب عده اهمها قلة الوعي الصحي وضعف المسؤوليه من الوالدين والمجتمع والضغوطات النفسيه وسلبية المعامله ورفاق السوء وتفنن شركات التبغ في التصنيع والتسويق.ولكنه يرى البقمي ان الفرصه متاحه للأقلاع  عن التدخين دائما وتدارك ما يمكن تداركه.ويؤكد ان العياده تفتح ابوابها دائما للنساء واﻻطفال ايضا اضافة للبالغين وﻻ يجب الخجل او التهاون في هذا اﻻمر.ويشيد بالدور الذي تقدمه العياده في تقديم التوعيه لخدمة المدخنين من جميع الشرائح سواء داخل سكن التحليه او الزوار من الخارج.عن طريق التعاون مع اخصائيون في هذا المجال.ففي يوم الدفاع المدني تم استغﻻل العدد الكبير للحضور في اقامة توعيه بترتيب مسبق بتواجد عدد من مشرفات وزارة التعليم والمشرفات الصحيات والطاقم الطبي.كما حظي المعرض بمشاركات فاعله من مدارس البنات التابعه ﻷرامكو في القطيف.ويضيف اﻻستاذ بدر قائﻻ:وقدم المركز الكثير من اﻻنشطه الفعاله بجهود من مدير اللجنه السابق سعيد بن علي الشهراني وحاليا اﻻستاذ يحى بن صالح اليامي وانا معاونه وجميعنا في خدمة ابناء الوطن وحمايتهم من شرور الدخان وتوابعه.فﻻ بد من تكاتف الجهود في ذلك.

**هناك وسائل للتوعيه ساعدت على تحقيق اﻻهداف،،

اخبرنا اﻷستاذ بدر ان المركز حقق الكثير من النجاحات من خلال ما يقدمه من وسائل توعويه و من اهم وسائل التوعيه اللتي يقدمها المركز حملة توعويه تشمل لوحات توعويه كبيره وارشاديه توضح خطر التدخين كما يوجد ايميل داخل المحطه يعمل على توعية الموظفين بارسال الرسائل التوعويه لهم بشكل دوري وايضا حساب في تويتر يعمل على نشر التوعيه للمتابعين ايضا.اضافة الى التعاون بين المركز ووزارة الصحه وجمعية نقاء ومجمع اﻷمل كذلك.واقامة الدورات ويضيف بعد كل دوره تقام نجد لدينا ما ﻻ يقل عن 7مقلعين عن التدخين حتى قبل زيارتهم للعياده .وذلك دليل على الدور الفعال الذي تقدمه التوعيه في الوقايه واﻻقﻻع  عن التدخين.

**اﻻستاذ بدر ومواقف مؤلمه مع المدخنين،،

يحكي اﻻستاذ بدر اهم المواقف اللتي مرت عليه بحزن قائلاً اول موقف آلمني كنا نقيم دوره في مجمع سايتك بالخبر وكان هناك طفلتين تتابع فجأه اختفيتا وعادتا ومعهما والدهما الذي تقدم على استحياء ثم بكى واخبرني انه قد اجرى عملية للقلب بسبب التدخين .وهو تائب لكن بعد فوات اﻻوان.اما الموقف الثاني كان اثناء مشاركتي مع القاعده البحريه في الجبيل في مهرجان ملتقى الربيعي ودعوني للمشاركه في اقامة المعرض.وقتها جائني  احد الزمﻻء بطفل عمره 12سنه طلب مني مساعدته على الاقلاع  عن التدخين.بداية اعترف الطفل انه مدخن ولكن وجدت في مﻻمحه اكثر من التدخين بنقاشي معه وجدت انه قد نبذ من عائلته بسبب التدخين وانجرف الى امور اخرى كالحشيش والتفحيط والسلوكيات الخاطئه واﻻنحرافات النفسيه.ونسقنا ﻷستقباله في العياده لكن للاسف لم يحضر وهذا امر احزنني كثيرا.واتمنى من اﻻباء الرفق بأبنائهم لكي ﻻ يحتويهم اصحاب السوء.فاضطهاد اﻷبناء اول مسلك ﻷنحرافهم والتدخين أسرع طريق يسلكونه

**خاتمه،،

من خﻻل هذا اﻻستعراض لقصص المدخنين في عدة مواقف وجهود العيادات والمراكز الصحيه نجد أن التدخين شر طالت يده جميع الفئات بدون استثناء والأحصائيات تؤكد أن 6000000شخص يقضون نحبهم سنويا بسبب التدخين.ويتوقع الباحثون ان ترتفع نسبه الوفيات  الى 8000000 شخص في اﻻعوام القادمه.كما تؤكد الدراسات ان فئة الشباب هم الفئه اﻷكثر استهدافا من قبل شركات التبغ.لذا يجب ان تكون التوعيه اكثر انتشارا وتتنوع طرقها.ﻻ سيما أن مرحلة الشباب مرحله حرجه تتطلب عناية خاصه سواء من البيت او المدرسه او المجتمع.كما يجب ان تشمل التوعيه النساء واﻻطفال فهم ايضا طالهم هذا الشر الذي اجتاح العالم.فبينما تزهق اﻻرواح وتهدر الصحه نجد الدول تصرف مبالغ هائله لعﻻج المرضى من ضحايا التدخين .وبالمقابل تتفنن شركات التبغ في عرض سمومها بشتى الطرق.فالتوعيه اللتي تقدمها مراكز مكافحة اﻻدمان هي اول سبيل للنجاة منه وكما يقال الوقايه خير من العلاج.