التوكيد في الجملة العربية
التوكيد:
التوكيد في الجملة العربية تمكين المعنى في نفس المخاطب، وإزالة الخطأ أو اللبس حين التأويل. ويقال: توكيد، وتأكيد؛ فهما بمعنى واحد.
وينقسم إلى قسمين:
1- التوكيد المعنوي: وهناك سبعة ألفاظ في اللغة العربية تفيد الدلالة على التوكيد المعنوي، هي: نفس، عين، كلا، كلتا، كل، جميع، عامة.
ويشترط حين استعمالها توكيداً، أن تكون مضافة إلى الضمير، نقول:
جاء الطالبُ نفسُه، أو عينُه
رأيتُ الطالبَ نفسَه، أو عينَه
سلمتُ على الطالبِ نفسِه، أو عينِه
وتستعمل الكلمات: كل، جميع، عامة، حين التوكيد لإرادة التعميم الحقيقي الذي يناسب ما هو مقصود، نقول:
قرأتُ الكتابَ كلَّه
طارت العصافيرُ جميعُها
سلمتُ على الرجالِ عامتِهم
ولا يصح تلك الكلمات لتوكيد ما ليس ذا أجزاء يصح وقوع بعضها؛ فلا نقول: جاء الصديقُ كلُّه
2- التوكيد اللفظي: ويأتي عن طريق إعادة الأول بلفظه، ويكون في الاسم والفعل والحرف، نحو: جاء خالدٌ خالدٌ
ويأتي التوكيد اللفظي كذلك عن طريق إعادة الأول بمفرده، نحو: هذا ليثٌ أسدٌ
فإن (أسد) توكيد لفظي.
ملاحظات:
1- حين نقرأ قوله تعالى: (كتب ربكم على نفسه الرحمة)، كلمة (نفس) هنا ليست توكيداً؛ لعدم وجود المؤكَّد، لذلك تعرب حسب موضعها، وهي اسم مجرور بـ (على)، والأمر نفسه مع كلمة (عين). نقول: جاء عينُ الطالب، (عين) هنا فاعل مرفوع. لذلك فإن كلمتي (نفس)، و(عين) يشترط لوقوعهما توكيداً، أن يتقدم المتبوع (أي الاسم الذي يُؤكَّد)، مع إضافتهما إلى الضمير المطابق.
2- إن كان المؤكَّد بكلمتي (نفس)، و(عين) في حالة التثنية أو الجمع، يتم جمعهما على وزن (أفْعُل)، أي: أنفس، أعين مع إضافتهما إلى الضمير المناسب؛ فنقول:
جاء الطالبان أنفسُهما، أو أعينُهما
جاءت الطالبتان أنفسهما، أو أعينهما
جاء الطلاب أنفسُهم، أو أعينهم
جاءت الطالبات أنفسهن، أو أعينهن
3- ويجوز جر كلمتي (نفس)، و(عين) بالباء الزائدة، دون بقية ألفاظ التوكيد
جاء الطالبُ بنفسه
4- هناك ألفاظ تدل على الإحاطة والشمول، وتستعمل للتوكيد، هي: أجمع، جمعاء، أجمعون، جُمَع، والفصيح حين استعمالها للتوكيد أن تكون مسبوقة بكلمة (كل)، فنقول:
جاء الجيش أجمعُ
وجاءت الأسرةُ جمعاءُ
وجاء الضيوف أجمعون
وجاءت الطالبات جمعُ
5- ولا يجوز توكيد الضمير المرفوع المتصل بـ (نفس)، أو (عين) إلا بعد توكيده أولاً بالضمين المنفصل؛ فنقول:
اكتبوا أنتم أنفسكم، أو أعينكم
ولا يجوز أن نقول: أكتبوا أنفسكم، أو أعينكم.
6- حين تقرأ قوله تعالى: (خلق لكم ما في الأرض جميعاً)، كلمة (جميعاً) ليست توكيداً لعدم إضافتها للضمير؛ بل هي حال منصوب.
7- إذا كان التوكيد اللفظي جملة، فإنه يكثر اقترانها بحرف العطف، قال تعالى : (وما أدراك ما يوم الدين، ثم ما أدراك ما يوم الدين)، فإن (ثم) حرف عطف مهمل، وما بعده (ما أدراك ما يوم الدين) جملة توكيد لفظي.
8- إذا كان المؤكد حرفاً جوابياً يفيد الإثبات أو النفي فتوكيده اللفظي يكون بتكراره؛ فنقول: نعم نعم، أو بلى بلى، أو إي إي، أو أجل أجل.