الثقافة

السريحي: تاريخ مكة يمتاز بتغليب الحقائق على الأساطير

متناولة دور الأدب في أنسنة الأماكن
القطيف | علي الشهري
بينت أستاذة الأدب والنقد بجامعة الملك عبد العزيز الدكتورة صلوح السريحي بأن تاريخ مكة المكرمة يمتاز بتغليب الحقائق مقابل شياع الحكايات والأساطير في تاريخ المدن والمناطق المجاورة كجدة والطائف وما حولهما من المواقع الأثرية والتراثية. جاء ذلك ضمن محاضرتها التي ألقتها مساء أمس في منتدى الثلاثاء الثقافي بحضور جمع من الأدباء والمؤرخين تحت عنوان “المكان في لأدب العربي: مكة المكرمة أنموذجا” وأدارتها الأديبة رباب آل إسماعيل.

وأضافت في كلمتها أن هناك تداخل كبير بين الأدب والمكان، حيث يلعب الأدب دورا مهما في أنسنة الأماكن واضفاء حالة من الحركية والحيوية لها من خلال ما يكتبه الأدباء والشعراء من وصف للمكان وتاريخه وتعلقهم له، وما يدور حوله من حكايات وأساطير. وقالت الدكتورة السريحي أن الأماكن في مكة المكرمة تمتاز بالعمق التاريخي، فكل موقع من مواقعها له تاريخ وقصص وروايات حوله وخاصة المواقع الدينية والتراثية.

وأوضحت أن المبادرة التي تقودها لتوثيق الأدب العربي للأماكن الدينية والتراثية في منطقة مكة المكرمة، تَسْعَى إِلَى الرَّبْطِ بَيْنَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَالْمَكَانِ رَقْميًّا ووَرُقِيًّا؛ بغيَّةَ خِدْمَةِ لُغَةِ الْقُرْآنِ الكريمِ مِنْ جَانِبٍ، وَخِدْمَةِ الْأدَبِ الْعَرَبِيِّ كونه حَامِلًا لِتُرَاثِ الْأُمَّةِ وَمُوَثّقًا لِتَارِيخِهَا مِنْ جَانِبٍ آخَر، وتوصلت المُبادرة إلى ثَلاثة وستين مَوضِعًا، مُوثّقَة بثَمانٍ وأربَعِين صورة وثَلاثة فيديوهات. وأضافت الدكتورة السريحي أن الْمُبَادَرَةُ سوف تواصل سَعيهَا فِي تَكْمِلَةِ بَقِيَّةِ مُدُنِ مُحَافَظَةِ مَكَّة الْمُكَرَّمَة وَالَّتِي تقع حول الْمُدُن الرَّئِيسةَ: (مَكَّة، جِدَّة، الطَّائِف)؛ لِمَا تَزْخَرُ بِهِ مَنْ إرِثٍ حَضارِيٍّ وثَقَافيٍّ عريقٍ، ثُمَّ تَنْطَلِقُ الْمُبَادَرَةُ لِرَصْدِ بَقِيَّةِ الْأَمَاكِنِ فِي جَمِيعِ مُحَافَظَاتِ الْمَمْلَكَةِ. كَمَا سَيَتِمُّ تَصْمِيمُ خَارِطَةٍ إلكترونيةٍ لِلْمَمْلكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ لتَوْزِيعِ الْأَمَاكِنِ الدِّينِيَّةِ وَالتُّرَاثِيَّةِ عَلَيْهَا، وَعِنْدَ الْإشَارَة عَلَى الْمَكَانِ تُفْتَحُ مُنْسَدِلَة تَحْوِي جَمِيع الْمَعْلُومَاتِ وَالنُّصُوصِ الْأدَبِيَّةِ الْمَذْكُورَةِ عَنِ الْمَكَانِ الْمُشَارِ إِلَيْهِ.

وشملت فقرات الندوة مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة كعرض فيلم قصير بمناسبة اليوم العالمي لانعدام التمييز، وتنظيم معرض فني لمصممة الجرافيك تماضر العلي حيث تحدثت عن تجربتها في تصميم صوري عن سورة يوسف، كما تم تكريم الأستاذ احمد ال قريش بطل مسابقة أكاديمية mbc في فئة الدوبلاج لعام 22-23، واستعرض الأستاذ حسن ال ثنيان كتابه “يسألونك عن الأسرار” ووقعه في ختام الندوة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى