الموهبة والإبداع

السيدة ” جميلة الخميس ” : قصة نجاح لم تتوقف عن طلب العلم

في ظل الحياة الجديدة و زاوية العالم المظلم الذي لا ينير إلا بالعلم, تقف (جميلة الخميس ) المرأة المكافحة في عقدها الثالث من عمرها تحكي لنا قصة نضال و جهاد لاستكمالها علمها , فلم تعير اهتماما لما كان يقف بينها وبين طريقها للجنة .

في صفحة من صفحات (الجبيل اليوم ) كانت هناك حروف تاهت بين مشقات الحياة ووجدت نورها لتشق طريقها إلى ما يجعلها أكثر فخرا بنفسها .

لقاء مزهر تحلَى باستضافة (جميلة) ليشبع فضوله بمعرفة قصة كفاحها التي ترويها لنا بقولها :

 ( اسمي جميلة محمد رزق الخميس , في العقد الثالث من عمري , توقفت عن التعليم في الثالث متوسط ولم أكمله بسبب زواجي المبكر .

 أنجبت أبنائي و انشغلت بتربيتهم و انشغلت أيضا بالبيت و المسؤولية , حين أصبح ابني الأكبر في الصف السادس الابتدائي رشح لجائزة الأمير محمد بن فهد , و حينها استشعر زوجي حبي الشديد للعلم ولمس ذلك في نتائج أولادي فما كان منه إلا أن يكافئني على هذا الانجاز , حيث  انه سألني ما إذا كان لدي رغبه بتكملة تعليمي فسيساعدني ويكمل لي الإجراءت اللازمة لاستكمال ما فآتني من العلم !

وبالفعل دخلت مرحلة الثالث متوسط(منازل) لاستكمالها بعد انقطاع طويل , وكان عدد أولادي حينئذ عشرة أولاد لكن هذا لم يمنعني من شيء , فقد دفعني حبي الشديد للعلم ورغبتي في تحصيله

 لاستكمال تعليمي , بداية كان مجرد تحدي بيني وبين أبنائي لإثبات وجهة نظري أنه لا يوجد إنسان ذكي وإنسان غبي,  ولأثبت أن الإنسان يستطيع الوصول لهدفه مهما كان واقعه مستحيلا !

وأيضا من ضمن دوافعي لاستكمال تعليمي هو الناس المحيطة بي ! حيث أن البعض كان معارضا للفكرة أو له رأي سلبي حول عزمي لإكمال تعليمي ,بل و إن البعض أسمعني كلمات محبطة كوني أم لعشرة أطفال مثل كلمة (تفشلينا) ! و البعض الآخر كان  يقول لي أن الدراسة صعبة الآن ولن أستطيع  أن أكمل خصوصا أن فترة انقطاعي كانت  طويلة , فكانت كلماتهم وآراءهم تشحنني بالطاقة والعزم لإكمال تعليمي ولأثبت العكس لكل من شك بقدرتي ولأكون عند حسن ظن من شجعني وهم قلة .

طبعا لا يخلو طريق مهما  كان طويلا أو قصيرا من الصعوبات والعقبات , بعضا من العقوبات التي واجهتني المسؤولية كوني أما من حيث الرعاية و وانجاز واجباتي المنزلية والإجتماعية , و بعد ذلك لم يكن يتوفر قسم علمي في المدارس الثانوية للمنازل , فقد كان لطالبات المنازل القسم الأدبي فقط  ! لكن ذلك لم يمنعني بدخولي للقسم الذي أشعر بالانتماء إليه, فكنت أحرص على أن لا يظن الآخرون أني اخترت القسم الأدبي لسهولته أو أن يحاجوني بوجهة نظري التي دائماً كنت أرددها بأنه لا يوجد شيء مستحيل !

و لن أنسى الأشخاص الذين أعطوني بصيصا من الأمل و كان لهم دورا كبير في استمراري بالنجاح , أولهم كان زوجي وتشجيعه الدائم  لي , وكان دائماً يطلب مني أن لا أهتم لآراء الناس السلبي وان أكون واثقة من نفسي ومعتزة بذاتي .وأيضا  مديرات المدارس من خلال تذليل كل الصعاب التي كنت أواجهها ,’ حيث سمحن لي بحضور دروس المواد العلمية وذلك بعد أن استشعروا حبي الشديد للعلم ومثابرتي .

وبعد ذلك أستاذاتي و زميلاتي حيث كنت أتلقى الاحترام و التشجيع منهم وفخرهم بكفاحي .

في مسيرتي العلمية لم أكن فقط احصل على النجاح بل التفوق, وحين دخلت المرحلة الجامعية بدت مشاعر الخوف تعتليني! حيث كانت مرحلة مختلفة من حيث اللغة وانتظاري للمولود الحادي عشر .

كانت مرحله حافلة بالإخفاقات والنجاحات والتحديات والمرض لكن الله كان معي , أحسنت الظن به ولقيت الشيء الذي كنت أطمح له حيث أني الآن خريجة حاصلة على البكالوريوس

ومصدر فخر لزوجي وأولادي وأسرتي وأهلي .

نصيحتي لكل من أراد  إيقاف تعليمه بسبب الظروف , النجاح ليس بالشيء السهل ! ولكن مع إرادة تنبع من

الانسان سيكون النجاح سهلا و مع التوكل على الله والعمل والاجتهاد لن يكون هناك شيء مستحيل .

أتمنى أني تمكنت من إثبات وجهة نظري وقناعاتي وترجمتها على أرض الواقع من حيث تفوق أولادي ورفعهم اسم المملكة في عده محافل سواء على مستوى المملكة أو على مستوى الدول العربية وعلى المستوى العالمي ومن حيث إدارتي لحياتي الزوجية والاجتماعية

وفي الختام لك خالص الشكر والثناء لاختيار مسيرتي التعليمية والتحديات التي مرت كمصدر الهام للآخرين وتجربه يحتذي بها وكان لي الشرف بالتحدث معكم )

ليس هناك أجمل من قهر الظروف للوصول للمبتغى , وليس هناك أجمل من مبتغى يكون نهايته طريق للجنة .

 ________

ملاحظة : الصورة المرفقة بالتقرير هي صورة لابن جميلة الخميس مع الملك عبدالله  حيث تفخر بها .

‫3 تعليقات

  1. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . بكل الفخر والاعتزاز أبارك لك تحديك كل الظروف التي لولا تصميمك واجتهادك ووقوف زوجك الذي تتجلى فيه كل معاني الرجولة والانسانية والوعي والادراك بأن نجاح الشعوب يكون بالعلم اولا والعلم يبدأ بالاسرة، حيث كنت أنت أهلا للثقة اللتي أولاك إياها وحصلت على بكاليورس الهندسة وبجدارة هذا بالتوافق مع تفوق أبنائك في جميع مراحلهم،
    هنيئا لك ولهم ولنا بهذا الانجاز الذي يجعلنا نرفع رؤوسنا عاليا بنسائنا وبناتنا المسلمات، وفقك الله وهداك لما يحب ويرضى .

  2. ماشاء الله تبارك الله….كللللنا فخورين بك ياجميله وبإنجازاتك بالرغم من ماتواجهين من صعوبات…
    انتي فخر لكل إمرأه عربيه…
    بارك الله لكِ في علمك وزادك علماً…
    ورزقكِ بر أبنائك وحفظهم لكِ..

  3. بسم الله الرحمن الرحيم
    أبارك لك وأهنئك ابنة عمي الغاليه
    على نجاحك وانجازك وذلك بفضل من
    الله أولا وعزيمتك وإرادتك ثانيا
    أتمنى لك كل التوفيق في حياتك العمليه والمهنيه وبارك الله فيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى