الثقافةالكتابالمقالات

الشخصية شبه الانفصامية

بقلم | أحمد حسن فتيحي

يصاب الرجال بهذه الشخصية بنسبة الضعف عن النساء..

وهُمْ غالباً من العامة وقد تصل نسبتهم إلى أكثر من 7%..

تراهم بوضوح في اختيارهم لوظائف انفرادية لا يكون بها اختلاط مع الآخرين..

يفضلون العمل ليلاً عن النهار لتجنّب مقابلات كثيرة..

يعتبر صاحب هذه الشخصية إنساناً غريباً..

يفعل ويقول ما يمكن أن يقال عنه بأنه محيّر؛ مما يعوق التفاعل مع أفكاره التي تسيطر عليها الغرابة.. فهو في حالة من التوجس والشك..

إيمانه بالخوارق وبعمله الحدسي يدخله في النهاية إلى أن الآخرين يعرفون حركاته وسكناته..

ويسرح به خياله إلى أن رؤيته قد تؤدي إلى أن العصا تتحرك من مكانها..

وتضخم الذبابة كأنها طائرة والصرصار كأنه غواصة..

وإذا نُظِرَ إليه من شخص آخر، فإنه يعتقد بأنها نظرة ممقوتة.. فيزيده اضطراباً وتوتراً وقلقاً.. فيُخرج داخله وليس له بها مقصد..

ربما يصاب بعرق من جبينه في الشتاء.. أو برودة في أطرافه في الصيف..

تغلب عليه الانطوائية وتسيطر عليه الحساسية المفرطة والتأثر من ناحية، والبرودة واللاهتمام من ناحية أخرى..

وينتج عن انطوائيته تبرير داخلي يهيمن عليه أن الآخرين لا يفهمونه..

كما أنه غير راض عن نفسه..

فهو في حالة مركزة مع نفسه تفقده معرفة الواقع..

فاهتمامه بأحاسيسه الداخلية يعفيه من الاهتمام بالآخرين من حوله..

شعوره الذاتي يكسبه حذراً وخجلاً..

لذلك، ليست لديه قدرة على إقامة صداقات أو علاقات طويلة مع الآخرين..

عنيد وغير واضح..

خياله يوصله إلى تردد يصاحبه شكّ يتمركز حول ما ترمي إليه أحاسيسه غير المنطقية..

أحلام تبنى في الهواء.. ومشاريع ونجاحات كلها يتخيلها ويعيشها ويرى فيها متعته وراحة نفسه..

يكره أن يَقطع عليه هذا الإحساس تدخل خارجي طارىء..

مع هذا، فإنه ذو ضمير بصير.. مثالي..

وإذا عمل عملاً فإنه يتقنه حتى إنه يثير الإعجاب والاستغراب..

والشخصية شبه الانفصامية لها مواصفات مختلفة..

قد يكون خجولاً وقد يكون طائشاً..

قد يكون بليداً وقد يكون شكاكاً..

قد تجتمع فيه أكثر من صفه فهو شخصية غالباً متلوّنة..

تنجح في علاقات عاطفية مؤقتة نتيجة تجمّع الصفات التي تلبسها..

غالباً عندما تراه تجد فيه نوعاً من الإعياء..

لا ينظر إلى عين طبيبه أو من ينصحه، فهو في حالة انغلاق، لا ينسجم مع الحوار الطبي..

مخاوفه الداخلية تجعله متحفظاً في إجاباته..

محدد في كلماته لا يسترسل..

ليس هدفه متغير، فهو في ذلك تحت وطأة الالتزام العنيد مع داخله غير الموضوعي..

من صفات الشخصية شبه الانفصامية..

غرابة في ملبسه المخالف للنمط المعروف..

مع هذا فإنه يحقق نجاحاً علمياً قد يؤدي إلى تجاوز محنته والتغلب عليها..

خاصة إذا كان ارتباطه بالنصف الآخر له موفقاً..

فهو دمث بالرغم من استخفافه من تصرفات الآخرين..

ونتيجة لعناده فهو في حالة تمسّك بالواقع، ويمكنه بذلك أن يكون عالماً متميزاً أو موسيقياً أورجل أعمال ناجح أو رسّاماً متفِنناً..

إذا استطاع أن يعيش في الواقع الملموس، فإنه يبدع وينجز ويتحرر من نفسه لنفسه..

فلا تتحكم فيه المشاعر المحسوسة غير المنطقية وإنما يعيش واقعاً ملموساً..

والطـريــف الجميـــل..أن هذه الشخصية إذا استطاعت أن تنهي معاناتها..

فإنها تبتسم ساخرة على ما كانت عليه..

فتكون لها مادة دسمة للترفيه من ناحية، وإلى الحمد والشكر لله الذي عافاها..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى