العزوف عن المساعدة

الجبيل اليوم | بقلم : مبارك الزهراني
من الوقع الملموس يلاحظ الكثير من المرشدين الأسريين عزوف أحد أطراف المشكلة الأسرية عن طلب الإرشاد بحجة أن المشكلة لا تخصه و إنما تخص الطرف الآخر لها , أو بحجة عدم الحاجة الى من يرشده فهو يرى بأنه قادر على التصرف الصحيح في شؤون حياته , و أحيانا يتم العزوف بسبب النظرة المجتمعية حيث لا يرغب أن يعلم المحيطين به من الجيران و الأقارب بتلقيه استشارة أسرية.
و في المقابل نجده يتحدث بمشكلته إلى صديق أو قريب أو حتى الحلاق أو أحد العمالة دون أن يعير اهتماما للمبررات المذكورة . و هو لا يعلم بأن حديثه لهم نابع من إحساسه بالمشكلة و حاجته النفسية و الاسرية لعملية المساعدة التي تعد أبسط تعريف لمفهوم الإرشاد الأسري و لكن هذه المساعدة ليست أي مساعدة بل هي تقوم على أسس علمية يقدمها أشخاص متخصصون ملتزمون بالميثاق الأخلاقي للمهنة و أهم بنود هذا الميثاق التأكيد المشدد على سرية معلومات المسترشد و تقبله كما هو و عدم إلقاء اللوم عليه .
إن المشكلة الأسرية أو الزوجية هي مشكلة تمس جميع أفراد الأسرة و إن كانت بين طرفين فقط لكون الأسرة نظام مترابط و متكامل و لكل فرد من أفرادها دور يقوم به فأذا أختل هذا الدور أثر ذلك على جميع أركان هذا النظام و هم أفراد الأسرة .
و من خلال ما سبق نستطيع ان نستشعر أهمية الأقبال على الإرشاد الأسري طالما ذلك يسهم في عملية المساعدة على حل المشكلة الأسرية حتى و أن لم تكن طرفاً فيها فقد تكون طرفاً أساسياً في مساعدة صاحب المشكلة و بالتالي علاج المشكلة . كما أن نظرة المجتمع لن تحل مشاكلنا الأسرية و ما قيمة هذه النظرة في مقابل الحصول على استقرار اسري و حياة سعيدة فنحن نعيش بالمقام الأول و نتعايش مع أسرنا و ليس مع أفراد المجتمع . كما أنه لا ضير في استشارة المتخصص و الممارس للإرشاد الأسري كما نستشير إخصائي التغذية و نحن أعلم الناس لما يناسبنا من أصناف الطعام .
بقلم : الأخصائي النفسي و المستشار الاسري بجمعية محبة /
مبارك الزهراني
حقيقة يغفل عنها الكثيرون ، ومن هنا يبدأ دور الأشخاص المحيطين بمن يحتاج لهذه الاستشارات .