الجبيل اليوم

العمل التطوعي

بقلم/ جواهر العامري

     إن العمل التطوعي سمة من سمات المجتمع السعودي، وقد حث ديننا الحنيف على العمل التطوعي في مواطن عدة في الكتاب والسنة، فقال جل علاه في محكم تنزيله {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، ففي الآية الكريمة دلالة واضحة للعمل والتعاون بين أفراد المجتمع، وأن هذا التعاون يجسد القوة والتكافل بينهم، وفي قوله -صلى الله عليه وسلم- (إنَّ المُؤْمِنَ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا. وشَبَّكَ أصَابِعَهُ.)، وقد وضح النبي وأكد على قوة الترابط والتماسك بين أفراد المجتمع؛ لهذا أتسم العمل التطوعي بقيمة إسلامية أصيلة له أهدافه ومميزاته وفوائده التي تعود على كلًا من الفرد ووطنه بكل خير وبركة. ويقصد بالعمل التطوعي قيام الفرد بالعمل بمهام ومتطلبات عدة دون أجرًا ماديًا طوعًا منه لا إجبار.

     ولهذا العمل فوائد عديدة، منها ما يعود على الفرد نفسه من ذلك تحقيق ذاته، وزيادة ثقته بنفسه؛ لأن العمل التطوعي يجعل الفرد يثبت نفسه حين يشارك ويساهم في عملية التطوير والتحسين في أي منشأة في وطنه، ومشاركة أفكاره وآراءه فيما يعرض عليه يشارك به، أيضا تطوير مهارته وخبراته، فيكتسب مهارات وخبرات متنوعة، ومن أهم فوائد العمل التطوعي التخلص من الكسل والتسويف وإشعال طاقة الهمة والنشاط والحيوية، والقضاء على الفراغ الفتاك الذي يفتك بصاحبه ويجعل مشاعر الاكتئاب والأفكار السيئة تحيط به، فالفراغ من النعم المغبونة التي يغبن عليها المسلم يوم القيامة؛ لعدم إشغال نفسه بما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والخير والأجر العظيم، وفي ذلك أشار المصطفى -صلى الله عليه وسلم- (نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ النَّاسِ الصِّحَّةُ والفراغُ).

     فالعمل التطوعي يشعل الحماس والنشاط، ويحي الأفكار الإبداعية، ويجعل روح الفرد مليئة بالإيجابية والتفاؤل والعطاء، فالعطاء يعود على الفرد بكل خير ونفع فقال تعالى في ذلك} فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ.{ لذلك أهتم الوطن الغالي بموضوع التطوع، حيث أصبح حصول طلاب الثانوي على شهادة التخرج مرتبط بشرط العمل التطوعي وذلك بإكمال أربعين ساعة تطوع، وهذا من الأمور المهمة والجميلة حيث أن المتطوع في هذه المرحلة يستطيع توظيف مهاراته وقدراته بما يتوافق ويتناسب مع مجالات التطوع المتنوعة والمناسبة ووفق ميوله واهتماماته، وبما يطور من شخصيته واستعداداته المستقبلية.

     وقد أنشأت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية منصة وطنية للعمل التطوعي ” https://nvg.gov.sa/ “، والتي تتيح للفرد الوصول لجميع أعمال التطوع في منطقته بأسهل وأيسر الطرق، وبخطوات سهلة جدًا تتضح من خلال ” https://www.youtube.com/watch?v=LCKNFvF0X4g، وليس هذا فقط بل عملت وزارة الصحة أيضا على إنشاء منصة التطوع الصحي” https://volunteer.srca.org.sa/#!/ar/home ” والتي تمكن جميع أفراد المجتمع بالمشاركة في فرص التطوع الصحي المناسبة لهم، وخدمة الوطن والمواطن، وغير ذلك من الخدمات التطوعية في القطاعات الخدمية، فالعمل التطوعي خياراته وفرصه الحالية متاحة وواسعة جدًا.

‫4 تعليقات

  1. ماشاء الله تبارك الله
    موضوع مثير للاهتمام، بالإضافة الى انك تملكين طريقة سرد إبداعيه تجعلني أود ان أكمل قراءة الموضوع دون ملل.
    بارك الله فيك

  2. الله يحفظ بلادنا من كل مكروه ويدم علينا نعمة الأمن والأمان
    كمْ فخورا جدا بكوني سعوديا وزادا فخري أكثر من هذا المقال.

  3. اشكرك اخت جواهر على الطرح الجيد موضوع في غاية الاهمية للجميع وخاصة الطلاب والطالبات .
    بارك الله فيك وننتظر مزيدا من ابداعاتك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى